شبكة همس الشوق - لحظة ت مل ودعاء

السلام عليكم

لحظة تأمل ودعاء

إنها لحظات الفجر الأولى التي ولعقود بفضل الله وقدرته لم أفوّت منها إلى القليل
ومن يعرفني يعرف هذا الحب لتلك اللحظات التي تتجلى بها صورة الحياة وتنهض
بعد ليل طويل أخذنا لعالم الصمت والسكينة والهدوء إنه رحيل عن الدنيا وصخبها
تحت أغطية نغوص في عالم لا نعي معه بشي . نعم لا نعي لا حركة بها سوى
من أنفاس ونبض قلب فقط وهذا من فضل الله علينا أنهما لا يتوقفان .

حتى تلك السويعات التي نغيب بها هي بحد ذاتها تستدعي التأمل وكيف أن
هذا العقل البشري الذي يكون مستيقظ طيلة ساعات النهار يخطط ويفكر ويجمع
ويطرح في حسابات الحياة بكل أصنافها . كيف يتوقف ويهدأ ويلجأ للسكون والصمت
وكأنه آلة أوقفتها وما أن تفتح عيونك وتنهض وتقول (أصبحنا وأصبح الملك لله لا إله إلا الله
وحده لا شريك وهو على كل شيٍء قدير ) وهذا إقرار منك كل صباح أن كل شيء هو
ملك لله سبحانه وأن كل شيء بين يديك وببدنك هو ملك له سبحانه . وبعد أن تؤدي
ما بينك وبين خالقك . تأخذ فنجال قهوتك وأنت تتأمل جمال الصباح بقلب فرح بيوم
جديد وحياة جديدة . إنك سوف تجد أن حتى عقلك بدأ العمل من جديد ولكن ليس
مثل قبل أن تنام سوف تجده متغير حتى بقوة وحتى الفكرة التي كانت بالأمس تغيرت
وترى بها شيء يحتاج لتعديل ..

إنها لحظات تبدأ بها يومك . ومنها يتحدد كيف يكون حين تقوم وتؤدي صلاتك المفروضة
وبعدها ترسل أمانيك وأحلامك وتعبك وهمك لخالق السموات والأرض وأنت مطمئن
أنه يسمعك ويراك ويعلم ما يدور بخلدك من أشياء أنت نفسك لم تطرأ على بالك أو ونسيتها .
وما أن تنتهي حتى تجد سعة بالصدر وراحة بالنفس وطمأنينة بالروح لا تعلم مصدرها .

فتذهب لعملك أو جامعتك أو مدرستك أو عملك الخاص وأنت منشرح الصدر فرح
تعلو البشائر على محياك . فتقضي يومك بعيدا عن القلق على المستقبل والرزق والحياة
بأكملها لأنك إستودعتها الواحد الأحد الفرد الصمد وأنت على يقين أنها سوف تتحقق لك
وأن رزقك لن ينقصه أحد وعمرك لن ينقص ثانية وبهذا اليقين تكمن سعادة البشر .

فتأملوا أعزائي الكرام لحظات صباحكم
إنها لحظات بها البركة والرزق والتوفيق وتحقيق أحلامكم وأمانيكم فلا تفوتوا
على أنفسكم تلك اللحظات التأملية الجميلة حتى تعيشوا يومك بكل فرح وسعادة .