الهيموفوبيا أو فوبيا الدم، هو المصطلح الطبي المستخدم لوصف الخوف الشديد وغير المنطقي من الدم.. وبشكل عام تُعبِّر الفوبيا أو الرهاب عن مخاوف شديدة وغير عقلانية، تتعارض مع قدرة الفرد على العمل في حياته اليومية؛ فعلى عكس الأشخاص الذين يعانون من مخاوف يومية، غالباً ما يبذل المصابون بالفوبيا جهوداً كبيرة لتجنّب التعرض للخوف أو الخطر المتصوَّر؛ حتى ولو لم يكن هناك خطر أو خطر حقيقي.. على سبيل المثال: قد يتغيّب الأشخاص المصابون برهاب الدم عن زيارات الطبيب المهمة؛ لتجنّب إجراء فحوص الدم، وقد يخشَون أيضاً المواقف التي تنطوي على الدم مثل: رؤية شخص مصاب بالدم.
أسباب فوبيا الدم
السبب الدقيق للهيموفوبيا غيرُ مفهوم تماماً، ومع ذلك؛ فمن المعروف أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الرهاب أو اضطرابات القلق، هم أكثر عرضة للإصابة بفوبيا الدم، وفي أوقات أخرى، يمكن أن تحدث فوبيا الدم بسبب أحداث مرهقة أو صادمة مثل: تجربة سيئة عند تلقي حقنة، أو مشاهدة إصابة بالغة.. بالإضافة إلى ذلك، هناك دليل على أن بعض الناس قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفوبيا الدم، بسبب سِماتهم الشخصية.. فعلى سبيل المثال: الأفراد الذين يميلون إلى الشعور بالضيق والعصبية في المواقف الجديدة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق، بما في ذلك فوبيا الدم.
أعراض الهيموفوبيا
تتطور علامات وأعراض الهيموفوبيا عندما يتعرض الأفراد لرؤية الدم، بما في ذلك الإجراءات الطبية، والإصابات التي تنطوي على الدم، والجروح الشديدة، وحتى مُجرد التفكير في الدم.. يمكن أن يؤدي مشهد الإبر أيضاً إلى رهاب الهيموفوبيا لدى شخصٍ ما؛ لأنه قد يخاف من مشاهدة الدم يدخل إلى الحقنة.. ما رأيكِ بالاطلاع على الفرق بين ضيق التنفس النفسي والعضوي؟
وتشمل الأعراض الشائعة:
- الشعور بالقلق الشديد أو الذعر.
- الحاجة الماسة للهروب من المواقف التي تنطوي على الدم.
- الشعور بالعجز أثناء نوبة الخوف.
- الاهتزاز أو الارتعاش.
- الخفقان.
- التعرق والدوار.
- صعوبة التنفس.
- الإغماء.
علاج الهيموفوبيا
يشبه علاجُ الهيموفوبيا علاجَ أنواع الرهاب الأخرى، ويمكن أن يكون العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، مفيداً للمرضى؛ حيث يساعد المرضى في فهم خوفهم الشديد غير المنطقي. وهناك خيار آخر لعلاج فوبيا الدم، وهو العلاج بالتعرّض؛ حيث يتعرّض الفرد تدريجياً ومنهجياً لما يثير مخاوفه، مثل: الإبر والدم المزيف وصور الإصابات.. وباتباع هذا النهج، يتعلم الأفراد أولاً التعرّف على القلق، وتعلُّم تقنيات المواجهة، واستخدام هذه التقنيات التي تعلموها للتغلب على المواقف في حياتهم اليومية.. وفي الآونة الأخيرة، أثبتت تقنية تسمى التوتر التطبيقي (أي الضغط على عضلات الذراعين والجذع والساقين في محاولة لزيادة ضغط الدم)، أنها فعّالة في علاج فوبيا الدم المُرتبطة بالإغماء وانخفاض ضغط الدم..