ليلةً مُشبعة بـ ـالحُزن .
صرخاتٌ تمزقَ الأفئده ودويّ طَلقات الحُزن يشعُ نورها المُخيف على أرضَ الهدوءْ وجيوشاً جبّاره تهمٌ لـ إقتحام أبواب السلام والامان بعد أن تمزقت بالنّفوس الأورده ، ليس ببعيد عنّا هذا مايحدثْ تحتَ مرأى العالم النائمُ بسباتٍ عميق والطفلُ المُرتعب يستجدي رحمةً لايشعرُها عدا وهو بـ أحضانَ أبويه هه قلتُ أبويه الذي كان أحدهم وارى جُثمانه الثرى والطفل
لايتذكر سوى لقطة وداعهم له حينما تهافت وإخوته على والدهم
وهو عاقدُ العزم على الخروجْ وألسنتهم العفويّه تخط الطريق على مسامع والدهم أبتي إلى أينَ أنتَ ذاهبْ ؟. فَيُبادرهم والدهم بنظرة منهُ رحيمه عطوفه وكفوفَ يديه
تُمسد خطوط الأمان على رؤوسهم ويهمسُ لهم بصوت حنان العالم ذاهبٌ لـ أُطعمكم من صُنع خباز حارتنا أبيّ هشام ، لتبتهجْ بجوابه
نفوسَ أطفاله وحينما زفروا نسمةَ الإرتياحْ استأذنهم بنظرةٍ مودعه أياأطفالِي لاتقلقوا إنّي ذاهبٌ إلى ربي ، هذا ماتقرأهُ نفسِي وقد حفتنِي مخاطرُ الكون ولن أنجو إلاّ بقدرة قادر أو بشهادة تنقلُني من حياة الفزعِ إلى حياة الأمان .
عزم أمره وذهب إلى المخبز القابعْ في آخر ركن بالحيّ وسَ يبقى على وعدهِ لـ أطفاله وإن حفته المخاطر من كلّ حدبٍ وصوبْ ، أن يذهبْ إلى الموتَ بنفسه خيراً لهُ من عودته إلى أطفاله خائبْ لايحمل مايسد رمقَهُم ، وهو يسير إلى حيثُ يبغي جلسَ يُفكر كيف هذا العالم حقيرْ ، كيف الوجوه إفتقدت ملامحَ النّقاءْ ، كيف لهذا العالم أن يتركُنا لوحدنا نُجابه العدوّ والحقد الدفين والخيانه التي تتفانى بهدرَ دمائنا وكشف سترنا وخدشَ مروءة عربيّه إسلاميّه قد عُرفنا بها ، كيف لدولٍ تدعي الديموقراطيّه وحقوق الإنسان بل ووصلَ بها الامر لتَدعي تحقيقها لحقوق الحيوان المسلوبه أن تفعلَ بنا هذا ، ياإلهي ماعدتُ أطيقَ
هذه التناقضات بل حتى ماعدتُ أستوعِبها ..! محميّات عالميّه وأسلحه مُضاده للطيران مُجهزة لحليفتهم تُركيا بينما نحنُ لانبعد عدا خمسين
كيلو متراً لايُنظر إلينا والخطرْ بالأرضَ تاركٌ أثره ، ياإلهي يتردد بمخيلة ذاكرتِي همسه لطالما سيّجتني بأسلاكها " لما يضربك الغريب شكل ولما يضربك ابن البلد شكل ثاني " إننّي أشعرها تُقيّدني لمرتها الأُخرى ..!
غسلَ أفكاره المُشتته من شوائب رذيلتهم ، مسح شذراتَ الظنون بحسنَ ظنه بالله ، مدّ بصره لمكان مقصده ورأى جموعٌ غفيرة مُصطفه تقصدُ مايقصدُهُ ، جمعَ تنهيدات الألم وأخرجها دُفعه واحده نعمْ إنهم كَ أنا من خلفهم أطفالٌ جائعون وأنظارَ الظلم والقمعْ تتربصَ بهم الدوائرْ ولكن لاملجأ وأطفالُنا بطونها يبكيها الجوعْ بينما الموتَ يتقصدُ طُرقنا وربنا المُستعان .
إصطف خلف من سبقه على مخبز أبي هِشام يترقبُ دوره وأذانه تستحضر بكاءْ أطفاله بينما هو بحالتِه هذه إذ بصاروخَ الموتْ يُشتت شمل تناغم إصطفافهم ، جُثثٌ مُلقاه والدمُ ينزفْ وصراخٌ وعويلْ يرجَ الأرضَ رجاً والأطفال فتك بهم الجوعْ وأصبحوا مُشبعين بالدمَ النازف من أوردة أباءهم ..!