يومٍ، أن كفى، ما عُفتنا؟! واللهِ قد أتعبتنا، أُرهِقْتَ أنتَ وأرهقتنا، ألا ودّعتنا؟!
تلكَ “أنا”، وهُناكَ “نفسي”، وهذا “رأسي”، ولا زلت أبحثُ عن “أنا”، لا زلتُ أبحث عن معنى، عن قيمة، عن وجودٍ وعن سيمة، لن أجدها، لا أظنُّني بفاعلٍ، فهل أجد “نفسي”، أو “أنا”؟!
روحي، هي معنا في النّزال، ولا تزال، هيَ الأخيرةُ بلا جدال، ما عاتبتني، وكم أخشى، فتأنيبها وتوبيخها ليس كغيرها، فهي لم تكُن يومًا “أنا”، ولن تكون..
لأجلِ أن أُنهي ليلتي هذهِ سأرحل، سأغمسُ ريشتي في الحبرِ لآخرِ مرةٍ ثُمَّ أرميها، لن أدعها تُلامس رعشة الورق حتّى أنام، فلقد تعبت، تعبت بكلَِ ما فيّيَ من أجزاءٍ مُتناثرة، تعبتُ حدّ الجنونِ بلا جنون، كمرآةٍ ألقتها الرّياحُ بقعرِ صحراءٍ لتُنازلَ الشّمس منذ سِنون، تعبت.. تعبتُ ولا أقوى بعدُ على المتابعةِ أو المثابرة، سأنام وأحلمُ أنّني كنتُ في حُلُمٍ لأستيقظَ على حُلُمٍ يُنسيني كل أحلامي، فأحلمُ من جديدٍ بما أريد، ثُمّ أنسى ما وعدتُ به نفسي، وأعودُ وأكتبُ، “سأكتب”.