هناك خلف الابواب الموصدة ينثال الحنين
تشدنا رائحة المكان الذي يشع بذكرياتهم بأفراحهم
بالرهق الممزوج بالفقد والرحيل
تغرقنا التفاصيل فيجتاحنا شعور غريب
هناك في عمق الغياب كانت
تلوح أيديهم التي تعتقت برائحة الطين وفي تشققات الباب
يسكن الحنين والوفاء قبل ان يفرض الغياب سطوته.
هناك استفز الذكريات وأدلف إلي ما اختزلته مخيلتي المعتمرة بك
وأجتر شيئ منهم حين كانوا يغدقون علينا بكل الوفاء والبشر
وبعدها يلفني أجيج الوجد واختنق بغصة تفتك
بروحي حين كنت أراهم من خلف نافذة الغياب
فأصرخ في وجه الحنين دعني أدركهم وأستجديهم ألا يرحلوا
تبا لذلك الباب الذي بقي صامت جامد حين جذبته تلك الأيدي
وانتهكت ستر المدى وبتكت كل نيات العودة
وهم ينسلون عبر الطرق العتيقة
يقف هناك وهو يكرر :
ليه نرحل والوفا خلف
هتان الغياب نستمطره
وليه ننسى بأننا بعض
مجموع الوجع ولون حبر البعثره
كيف كنا وكيف صرنا ياطيوف عابره
ماكسبنا غير اوجاع الرحيل
ودمع يسكن هالجفون
والملامح مقفره
هز أشجار الكلام عل غصن ينصره
رد له سرب الحمام فوق أيكه مثمره
كان يسكني الكلام وضحكته مستبشره
وبوداعه جفف أوراق السوالف قد مضى لاتذكره
ومابقى لك من كلامك غير انك تعذره
|