من فصاحة العرب :
أرسل أحد أمراء بني أمية ابنه الصغير إلى البادية ليتفتَّح لُبّه وعقله، وليأخذ اللغة من البدو، فقد كانوا أهل فصاحة، وحينما أراد أن يعلمه القرآن أرسله إلى شيخ في نواحي دمشق، فقال الشيخ للطفل:
سأقرأ عليك سورة المسد، فردد من خلفي،وقرأ الشيخ: تبت يدا
فقال الطفل: تبت يدان
فنهره الشيخ وقال له، قل: تبت يدا
فكرر الطفل: تبت يدان!
فغضب الشيخ وأخذ الطفل إلى الأمير، وأخبره أنَّ الطفل لا يريد التعلم!
وحكى له ما حدث.
فطلب الأمير من ولده أن يردد " تبت يدا" ولكن الطفل كرر قوله " تبت يدان"
فاحتار كل من كان بمجلس الأمير إلا أعرابي من البادية، قال لهم : أنا أعلِّم الطفل، وأخذ بيده وقال له:
قل يا بني: " تبت يدا أبي لهب"
فقال الطفل: تبت يدا أبي لهب"
فالتفت الأعرابي للأمير و قال له : لعمري هذا غلام فصيح، فالمثنى لا تحذف نونه إلا إذا كان مضافا، والعرب لا تقول تبت يدا، ولكنها تقول تبت يدان!..
فأعجب القوم بفصاحة الغلام!.