في فصل الشتاء، يعاني معظم الناس من نزلات البرد التي تتكرر أكثر من مرة في هذا الموسم، ولا يخلو الأمر من التردد علي الأطباء أو الصيدليات للحصول علي الأدوية المقاومة للبرد والانفلونزا. ولكن يجب ألا يغيب عنا أن الوقاية خير من العلاج، ولا يوجد وقاية أفضل من تحصين الجسم بالعناصر الغذائية المتوفرة في الأغذية الطبيعية المتمثلة في الخضراوات والفاكهة. ومن أنسب ما حبانا الله به من خيرات للوقاية من نزلات البرد والعلاج منها الجوافة التي تحتوي علي نسبة كبيرة من فيتامين (ج) تصل إلي أربعة أضعاف الكمية الموجودة في البرتقال، ولذلك تلجأ بعض شركات الأدوية إلي تصنيع مستحضر دوائي من الجوافة لعلاج نزلات البرد، ولا يقتصر دور الجوافة في علاج النزلات علي الثمار، وإنما تلعب الأوراق دورا مهما في هذا الجانب، وذلك بصب الماء المغلي علي الأوراق وتغطيتها لمدة خمس دقائق ثم تحليتها بالعسل أو السكر، والعسل أكثر فائدة. ومن الوصايا الطبية ذات الأهمية أنه ينبغي الحرص علي عدم تقشير الجوافة لأن العناصر المهمة التي تحتوي عليها تتركز في الخارجية واللب الواقع تحتها، وتقل نسبة هذه العناصر في الجزء القريب من البذور، ويجب الابتعاد عن الجوافة غير الناضجة لأنها تؤدي إلي الإصابة بالتسمم، ويمكن تركها عدة أيام حتي تنضج، ومن المهم الحرص علي انتقاء الثمار التي لم يصبها العطب، لأنها تكون قد فقدت جزءا كبيرا من الفيتامينات والعناصر الغذائية. الجوافة مناسبة للعديد من المرضي الذين يعانون من بعض الأمراض الشائعة، ومن ذلك مرض السكري لاحتواء هذه الفاكهة علي نسبة قليلة من السكر، وتسهم في تخفيض الكوليسترول الضار وضغط الدم المرتفع، وتعالج الإسهال والإمساك وألم الأسنان وأمراض القلب والإسقربوط. وتحتوي الجوافة علي مادة «الليكوبين» التي تقاوم الأورام السرطانية، وهي مفيدة للمرأة الحامل لاحتوائها علي نسبة عالية من البوتاسيوم والحديد.
تشير الدكتورة فايزة حمودة في كتابها عن «الأعشاب والنباتات الطبية» إلي بعض فوائد الجوافة، حيث تشير إلي أنه «لقلة المواد السكرية في الجوافة فإنها مفيدة لمرضي البول السكري. ويستفاد من مغلي أوراق الجوافة في علاج السعال والبرد. كما يحتوي قلف الأشجار علي مادة قابضة تفيد في علاج الإسهال. والجوافة الناضجة مفيدة للمحافظة علي القوي الجسمانية وتساعد الجسم علي مقاومة الأمراض، كما تقوي الأسنان والعظم وتقي من نزلات البرد».