كُلُّ شيءٍ يتغيّرُ باستمرارٍ، فنحنُ جميعاً نَكبُرُ في السِّنِّ قَليلاً
ونُصبِحُ أكثرَ خِبرَةً في العَمَلِ، وأنَّ النّاسِ الناجحينَ حَقاً قد
تعلّموا أنْ يَتَقَبّلوا ويحتَضِنوا التغييرَ وأنْ يُسايرُوا تَيّارَ
التغييراتِ في بيئةِ عَمَلِهِم، يبدو أَنَّهُم يَفهَمونَ أنَّ التغييرَ
حتمِيٌّ ولا يُريدونَ أنْ يتخلَّفُوا عَنِ الآخرينَ.
إليكَ هذهِ النصائحَ التي تُساعِدُكَ على التَّعامُل معَ أيِّ نوعٍ
مِنَ التَغييرِ تُقابِلُهُ في عَمَلِكَ:
أولاً: تَفَهَّمْ مَرَاحِلَ التَّعامُلِ معَ التَغييرِ، يبدو أنَّ هُناكَ عمليةً
يُمكِنُ التنبّؤُ بِها يَمُرُّ بِها النّاسُ عندَ مُواجَهَةِ أيِّ نَوعٍ مِنَ
التغييرِ في مَقَرِّ عَمَلِهِم والاضطرارِ للتعامُلِ مَعَهُ، عادةً ما
تبدأُ العَمليّةُ بحالةٍ مِنَ الإنكارِ ، ثُمَّ الانزعاجِ والغَضَبِ قبلَ
المُقاوَمَةِ وأخيراً القبولِ، كُنْ على استعدادٍ لأنْ تَفهَمَ أنَّكَ
أنتَ ومَنْ تعمَلُ معَهُم قد تستجيبونَ للتَّغييرِ.
ثانياً: اعمَلْ على تحسينِ مناطقِ ضَعْفِكَ، كُنْ صادقاً معَ نفسِكَ
بخصوصِ كيفيّةِ تعامُلِكَ معَ التغييرِ، إذا وَجَدَّتَ نفسَكَ تختارُ
أنْ تتجاهَلَ وتُنكِرَ التغييراتِ التي يَتِمُّ فَرضُها عليكَ أو طَلَبُها
مِنكَ، فَمِنَ الجيّدِ أنْ تسألَ نفسَكَ عَنِ السَّبَبِ، رُبّما عليكَ تعديلَ
طريقةِ تفكيرِكَ، أو عليكَ فقط أنْ تكونَ أكثرَ إدراكاً، وتَعَلَّمْ أنْ
تتقبَّلَ ما لا يُمكِنُكَ تغييرُهُ، ولا تتصَدّى لذلكَ الذي لا تُريدُ أنْ
تَتَقَبَّلَهُ.
ثالثاً : قُدِ الآخرينَ خِلالَ عمليّةِ التغييرِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَن كونِكَ
قائداً رَسميّاً أو ببساطةٍ عُضواً في فريقٍ، يُمكِنُكَ أنْ تختارَ
مُساعدةَ أولئِكَ الزُملاءِ الذينَ رُبّما لا يتعامَلُونَ معَ التغييرِ
بِشَكلٍ جَيّدٍ.
رابعاً: لكي تتفوّقَ حَقّاً في العَمَلِ، عليكَ أنْ تتعلَّمَ أنْ تكونَ
مُرتاحاً أثناءَ استكشافِ أفكارٍ جديدةٍ واقتراحاتٍ، ما قَد يؤدّي
إلى تغييراتٍ تحتاجُ إلى تطبيقٍ، وبالقِيامِ بذلكَ، يُمكِنُكَ أنْ
تُصبِحَ ما يُسمّى بعامِلِ التغييرِ، الذي يستطيعُ أنْ يُساعِدَ كُلَّ
مَنْ حَولِهِ في التَّغَلُّبِ على الفَشلِ في تطبيقِ التغييراتِ بنجاحٍ.