﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾
يا الله:
إني لا أُصلّي لك كما يليق بك،
ولا أصوم كما كان يفعلُ داود،
ولا أصبر إذا مرضتُ كما صبر أيوب،
ولا أُسبّح بحمدك تسبيح يونس في بطن الحوت،
ولا آخذ ديني بقوة كيحيى،
ولا أغضُّ بصري كما غضّ يوسف كل جوارحه،
ولستُ متسامحاً لحد القول: اذهبوا فأنتم الطلقاء،
ولكني مثلهم يا الله أحبك!
................
﴿عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا﴾
أطفِئْ بهذه الآية نار حسرتكَ على كل فرصةٍ ضاعتْ،
وعلى كل وظيفةٍ خسرتها،
وعلى كل حبيبٍ أفلتَ يدكَ في منتصف الطريق،
وعلى كل صديقٍ حسبتَ أنَّ له وجهاً جميلاً،
فلم يكن هذا إلا قناعاً لذئب جارح!
ما أخذه الله منكَ فلحكمةٍ،
وما تركه لكَ فلرحمةٍ،
فإنْ علمتَ الحكمة، فاشْكُرْ!
وإن جهلتها، فاصْبِر!
أقدار اللهِ كلها خير وإن أوجعتكَ!
................
﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾
إن جهلَ الناس فضلكَ فلا تبتئس،
يكفي أنّ الله يعلمُ من أنتَ!
لن يزيدَ شيئاً في ميزان نوح عليه السلام أننا عرفناه،
ولن ينقصَ شيء في ميزان أنبياء لم يخبرنا الله عنهم لأننا جهلناهم،
كان في جيش هارون الرشيد عشرون ألف مجاهد،
لا يكتبون أسماءهم في ديوان الجُند،
فلا يأخذون رواتبهم كي لا يعرفهم أحدٌ إلا الله!
نعى السائب بن الأقرع إلى عمر بن الخطاب شهداء المسلمين في نهاوند،
فعدَّ أسماءً من أعيان الناس وأشرافهم ثم قال:
وآخرون من أفناء الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين،
فبكى عمر وقال: وما ضرهم أن لا يعرفهم عمر، إن الله يعرفهم!
................
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾
كلما أذنبتَ ذنبًا قُل في نفسك:
خسرتُ معركة، ولم أخسر الحرب!
لا تبتئس، ورمّم نفسك بوضوء وركعتين،
استغفرْ على الأصابع التي أذنبتْ،
واقرأ القرآن بنفس العين التي نظرت إلى حرام،
أنين التائبين عند الله كمناجاة الطائعين،
وما سمى نفسه الغفور إلا لأنه يريدك أن ترجع!
.
:34t: