تعديلٌ على الخطة!
في كتابه "شيشرون: أعظم سياسي في روما" يذكرُ الكاتب "أنطوني إفريت":
إن يوليوس قيصر أثناء نزوله من السفينة لخوض الحرب على سواحل إفريقيا الشمالية تعثَّر ووقع على وجهه!
ولكن يوليوس الموهوب في الارتجال، فتحَ ذراعيه، وعانقَ الأرضَ، وصرخَ في جنوده قائلاً: جئنا لنضمَّ هذه الأرض إلى أرض روما العظيمة!
فتمكّنَ بتفكيره السريع من تحويل فألٍ منذرٍ بالفشل إلى آخر واعد بالنصر!
من النادر أن تحدث الأمور كما هو مُخططٌ لها أن تحدث! نحن نهاية المطاف بشر، وأقصى ما يمكننا فعله أن نحسب الأمور بدقة، ونأخذ بكل الأسباب لبلوغ الغايات التي خططنا لها، دون أن ننسى أنه من غير المفاجئ أن تقع الأمور المفاجئة! والبراعة إنما تكمن في التعديل على الخطة الأساسية. والتكيف بسرعة مع المتغيرات الطارئة، لأن التوقف عند كل عثرة والبدء من جديد يلزمُ الإنسان عمراً أطول من عمر نوحٍ عليه السلام ليبلغ الذي يريده!
إذا قُطِعَ زِرٌ في قميص نعيدُ تثبيته ولا نرمي القميص!
والخياط الماهر يمكنه أن يرتأ الثوب بحيث يصبح من العسير الانتباه إلى الثقب الذي كان فيه!
والطباخ الحذق يمكنه أن يتدارك الموقف، ويعدِّل على المكونات!
نحن نصلح الإطار المثقوب ولا نرميه، وعند تحسين مظهر البيت نقوم بطلاء الجدران ولا نهدمها!
الحكومة التي تفشل تُقال، ولكن الوطن لا يُباع!
والفريق الذي تتردى نتائجه نُغيِّر طاقمه الفني، ولا نُغلق النادي!
والتلاميذ الذين لا يتقنون الكفايات المطلوبة منهم تُوضَعُ لهم الخطط العلاجية ولا تُغلقُ المدرسة!
وهكذا هي الحياة، عملية إصلاحٍ دائمة للخطى العاثرة!
كلنا نريدُ علاقات بلا مشكلات، ولكن المشكلات تحدثُ دوماً في العلاقات، فلا ترموا شيئاً يمكن إصلاحه!
أدهم شرقاوي