النَّفس المُطمئنّة ..
هي نفسٌ تصالَحت مع ذاتِها ، و قَبِلَت أن تنضمَّ لإيقاعِ التَّسبيح الكونيّ ؛
حيثُ كلّ ذرّة كما يُحبَّ الله !
{ النّفسُ المطمئِنّة } .. رَحلت إلى الله رَويداً رَويداً ؛ فقيَّض الله لها أسباباً
كي تَصِل إليه .. كي تدخُل في { عِبادي } !
أوّلها صُحبة .. وقد قيلَ :" عُنوانُ التَّوفيق في الطّريق ..
صُحبةَ من يُعينك على تَرك عَوائق الطّريق " ..
فإن تمَّت لك ؛ فاعلَم أنّ هذا أَوان ارتفاع بُنيانك ، وتَمامِ غِراسك ..
فإن رَأى منكَ إقبالاً و صَبراً على بابِه ، و جهاداً ورباطاً ؛
رأيتَ منه المَدَد ..
و رأيتَه يُمطِر عليك ( بوُرود الأمداد ؛ بحَسب الإستعداد ) !
فعلَى قَدر مُراغَمتك للشّيطان .. و تخلُّصك من عوائِقك ؛ يمنَحُك الوُصول !
وَوصْله يكونُ بفضُّله ؛ إذْ يوصِلك إليه (بما مِنه إليكَ .. لا بِما مِنك إليه) !
ثم يُعينك باحتمالِ اختباراتِ الصّعود ، و امتحانات الإصطفاء ؛ وذلك
كلّه بمنّته وحدَه ..!
وقد قيلَ ( قوّاهم على حَمل أقدارِه ؛ يقينُهم بحُسن اختيارِه ) !
فإذ رضّاهم بالإبتلاء ؛ عطَفَ عليهِم بالعَطاء !
والعطاء هُنا .. أن يبلُغوا مقام { راضيّةً مَرضيّة ) !
لذا .. أُعبد الله بالرّضا ... ( واعلم بأنّ الرّضا يختصّ من حضَرا ) ..
يختصّ النَّفس التي حَضرت الى ربّها في الدّنيا بكاملِ اختيارها ؛
فاستحقّت ان يُنادًَى عليها { إرجِعي الى ربِّك راضيةً مَرضِيّة } !
مما قرأت
لـ د. كفاح أبو هنود