سيكون جميلا، وأسطوريا، ونبيلا، لو تحققت تلك القصة السعيدة المعتادة؛ ينتصر الأبطال الأحرار الأبرار، ويموت الأشرار الأوباش أو يندمون على فَعلتهم. تغرّد العصافير، وتتراكض الأرنب. تندحر الأفاعي، ويهاجر الثعالب.
وكثيرون منّا ما زالوا يسقطون قصص الطفولة تلك على كل ما ينكّد عيشهم. يمنّون النفس بيوم تنقرض فيه الرقابة كما الديناصورات، تصبح من الماضي مثل التنينات، تغدو خرافة مخيفة للتندر والتفكّه مثل "السعلوة" و"حمارة القايلة"، تغدو شيئا للعظة والعبرة والتبجح بالانتصار عليه مثل فيروس الجدري.
مرحبا يا بني قومي، يؤسفني أن أحيطكم علما بأنّ الرقابة –إذا كنتم مصرين على الأسْطرة- مثل العنقاء، تغيب تحت الرماد وتعود مجددا أكثر قوة وأناقة!
معاذ الله أن أكون ممن يدافعون عن الإقصاء أو التسلط، لكن أيضا يسوؤني أن أرى المثقفين فاشِيين في نضالهم! ففي معرض رغبتهم في التخلص من الرقابة، يطالبون مطالبات إقصائية وشمولية مثل إلغاء الرقابة عن بكرة أبيها، وهذا مطلب لن أناقش مشروعيته بل معقوليته، فهو برأيي طوباوي وطفولي وغير معقول.
للكاتبة : حياة الياقوت