طيف حبك في فمي..
عليه الأيْـــك يغــرد..
يقاسمني الأصـداء و يستميل دمــي..
يا من يطفئ الليل ويشعل فتيل إرادتي..
ومـن الشغف هـــدأة فـي عيني ويتألق..
الليل أنوار مصحوبة بلغـة الهوى..
و تلألؤ عيناك إمعـان وإذعـان..
نظرة تملي لنا أرواح وأبــدان..
و رمشا للناظرين مبشر..
القلب مُقفر هـذه الأيـام..
في ثراه..
سؤر يقتات من عافيته غِشيان..
فـأخرجني من هـذا البركان الذي أنت سره..
فلا سبيل لـدي لإخماده وهو يزفر..
هذه وسادتي..
ومـــن تحتي..
بحار هـذا الكون تجر فوقها مراكب الأحرار..
وعلى شطآنها ينحني المـوج إذ يـراكَ..
يـا من يهمس وقارَ النسكِ..
قلبي يرتعي الغصون الآمنةً..
سجوف أعطافها أنك في يدي..
واقض الذي أنت قاضٍ فــيَّ يــا لـيـل..
وانظر عينيها..
لكأن بريقـاّ إذ يطوف بجنة..
وأسألها..
عن مراحِ مــــن الأشواق أسكبها..
وبسادرة الليالي مقام العلا لا يحيدُ..
نحن العاشقون لما رضينا..
بحر الهوى أَصغر من أن يحتوي سفني..
تراني الأن تحتي يحفر الصقر..
من أوجــــــــاع مجــــسدة..
يلملم ما يتساقط من تهوّر الليل..
ولا يمسك في الصحو مفتاحَ الصبر..
يا مستأنس الخطرات..
أتكنُّ لي مودة..
و أرسل إليك فؤادي..
في بياضه أبهج ما يكاتمني..
ضوءاً فوق أضواء..
ثري بالــجود مــأهولا..
لست أخشى الذي خبأت من آلمي..
بل أخشَ أنت الذي خبأت في فضائك ركبان..
يسومني ما فيك من عُقبى..
وما تبقى مــن زهرة الوقت..
فيـا قريرا فـي جوار لا يضام..
أَفلتَ الأيام قلبا..
كنـا إذا وقفنا ببابـه..
أفردت النواظر طباع الورى..
و السماء تمطر في لهفتنا آواه..
نسابق الليل إلى فجوة الضوء الضامر..
والعين تجود هذا وذاك الطرف..
يا نجائب النور..
اطلق يديك..
لا خوف ولا وجل..
ومــــن بحر الغرام..
أغرف لك بما أجدُ..
قلبي.. يجود دماً..
رَهْواً ومائجاً..
ومن أزاهير الخدود..
يـرقـــــب منذهلاً ..
معقودة العطر والأبدان.