الجمرة الخبيثة مرض معدٍ خطير تسببه جرثومة الجمرة الخبيثة شديدة السُّمية، والتي تسمى طبياً باللغة الإنجليزية "Bacillus anthracis"، والتي توجد في التربة بشكل عام.
ويمكن أن يصل هذا المرض إلى الإنسان عن طريق اتصاله بأحد الحيوانات الحاملة للجرثومة، من خلال الاتصال المباشر، أو لمس فضلاتها، أو حتى تناول لحومها.
وبعد وصول هذه الجرثومة إلى الجسم، فإنها تنتشر وتتكاثر بسرعة، بعد أن تتحول إلى سم، يمكن أن يكون قاتلاً.
وينتشر مرض الجمرة الخبيثة بشكل كبير في المناطق الزراعية، من بينها منطقةبحر الكاريبي، وجنوب غرب قارة آسيا، وأمريكا الجنوبية، وجنوب قارة إفريقيا.
فيما يختلف هذا المرض حسب أنواعه، والتي تكون ذات خطورة متفاوتة، حسب طريقة الإصابة بالعدوى، ويعتبر أصعبها هو ذلك الذي يصيب الأشخاص عن طريق الاستنشاق.
أسباب الإصابة بالجمرة الخبيثة
يمكن أن تصاب بالجمرة الخبيثة من خلال الاتصال غير المباشر أو المباشر عن طريق لمس جراثيم الجمرة الخبيثة أو استنشاقها أو تناولها.
إذ إنه بمجرد دخول جراثيم الجمرة الخبيثة إلى الجسم وتنشيطها، تتكاثر البكتيريا وتنتشر بشكل كبير ثم تنتج السموم بعد ذلك.
ويمكن أن يتعرض الإنسان للإصابة بالجمرة الخبيثة من خلال:
• ملامسة لحيوانات الرعي الداجنة أو البرية المصابة
• ملامسة للمنتجات الحيوانية المصابة، مثل الصوف أو الجلود
• استنشاق الأبواغ عند معالجة المنتجات الحيوانية المصابة
• استهلاك اللحوم غير المطبوخة جيداً من الحيوانات المصابة
• التعرض لأسلحة بيولوجية، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2001
مخاطر الجمرة الخبيثة
حسب ما نشرته المجلة الطبية "healthline"، فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تشير إلى أن الجمرة الخبيثة هي أحد أكثر العوامل التي يحتمل استخدامها في هجوم بيولوجي، وذلك لأنها سهلة الانتشار، ويمكن أن تسبب الوفاة.
إذ إن هذه الجرثومة من الممكن إنتاجها في المختبرات، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة دون شروط تخزين صارمة، إذ يمكن توفرها على شكل مسحوق أو رذاذ، خصوصاً أنها قد لا ترى بالعين المجردة.
ولهذه الجرثومة عدة أنواع؛ وهي الجمرة الخبيثة الجلدية، والجمرة الخبيثة الاستنشاق، والجمرة الخبيثة بالجهاز المعوي، ثم حقنة الجمرة الخبيثة.
إذ إنه يمكن أن يتم التعرض لها بأشكال مختلفة، عن تلك التي تم ذكرها سابقاً، من بينها العمل في المختبرات التي تقوم بتطويرها، أو العمل في الطب البيطري وملامسة الحيوانات.
أعراض الجمرة الخبيثة العامة
تختلف أعراض الجمرة الخبيثة حسب طريقة الإتصال، والتي تؤدي إلى الإصابة بها، سواء كانت عن طريق الجلد، أم الاستنشاق، أم الأكل.
وتحدث الجمرة الخبيثة في الجلد، عند ملامسة أحد الحيوانات أو المنتجات المصابة بها، ما يؤدي إلى ظهور قروح في الجلد تسبب الحكة، وعادة ما تبدو مثل لدغة حشرة.
وبعد ذلك تتطور هذه القرحة بشكل سريع، وتتحول إلى نفطة ذات لون أسود، وعادة لا تسبب أي شعور بالألم.
أما في حالة الإصابة بالجمرة الخبيثة عن طريق الاستنشاق، فغالباً تبدأ الأعراض بالظهور بعد أسبوع من دخول الجرثومة إلى الجسم.
وبالنسبة للأعراض التي تظهر على المصاب، فهي التهاب الحلق، والحمى، والسعال، وآلام في العضلات، وضيق التنفس، والتعب، والقيء، وصعوبة البلع.
أما بالنسبة للجمرة الخبيثة التي تحدث بسبب البلع، فإن أعراضها تكون على شكل حمى، وفقدان للشهية، وغثيان، وآلام شديدة في المعدة، وتورم الرقبة، وإسهال دموي.
طريقة تشخيص الجمرة الخبيثة
هناك مجموعة من الطرق الطبية التي يمكن اعتمادها من أجل الكشف وتشخيص الإصابة بالجمرة الخبيثة، وهي كالتالي:
• تحاليل الدم
• اختبارات الجلد
• عينات البراز
• البزل الشوكي، وهو إجراء يختبر كمية صغيرة من السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي
• تصوير الصدر بالأشعة السينية
• الأشعة المقطعية
• التنظير الداخلي، وهو استخدام أنبوب صغير مزود بكاميرا ملحقة لفحص المريء والأمعاء
إذا اكتشف طبيبك الجمرة الخبيثة في جسمك، فسيتم إرسال نتائج الاختبار إلى مختبر قسم الصحة العامة للتأكد.
طرق العلاج الممكنة
يعتمد علاج الجمرة الخبيثة على ما إذا كانت قد ظهرت على المريض الأعراض أم لا، ففي حال لم تظهر الأعراض فإن الطبيب يعتمد طريقة العلاج الوقائي، والذي يعتمد على المضادات الحيوية ولقاح الجمرة الخبيثة.
أما إذا كان المريض قد تعرض للجمرة الخبيثة ولديه أعراض، فسوف يتم العلاج عن طريق المضادات الحيوية لمدة 60 إلى 100 يوم.
كما تشمل العلاجات التجريبية علاجاً مضاداً للسموم، والتي تقضي على السموم التي تسببها عدوى عصيات الجمرة الخبيثة بدلاً من مهاجمة البكتيريا نفسها.
فيما يمكنك تقليل خطر الإصابة بالجمرة الخبيثة عن طريق الحصول على لقاح الجمرة الخبيثة، الذي تم تطويره ابتداءً من سنة 1879 من طرف الطبيب الفرنسيلويس باستور.
في حال لم يتم علاج الجمرة الخبيثة فور تكاثرها في الجسم، فإنه في هذه الحالة تزداد فرص الوفاة بنسبة 20%، مقارنة بالحالات السابقة.
وفي حال كان الشخص مصاباً بالجمرة الخبيثة المعوية، فإن فرصة وفاته قد تصل من 25 إلى 75%، فيما يمكن أن تصل فرصة وفاة المصاب بتلك التي تتم عن طريق الاستنشاق إلى 80%.