كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله .
فمرت به امرأة تبيع السمن .
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فقالت : أبيع سمناً ياسيدي .
فقال لها : أرني .
وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها اندلق منه بعض السمن على ثيابه .
فغضب الرجل غضباً شديداً ...
وقال لها :
لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : خل عني ياسيدي ، فأنا امرأة مسكينة ..
فقال لها : لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فسألته : وكم ثمن الثوب ؟
قال : ألف درهم .
فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بألف درهم ؟!
قال لها : لا شأن لي .
فقالت له : ارحمني ولا تفضحني .
وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب ، فقال لها :
ما شأنك يا امرأه ؟
فقصت عليه الخبر .
فقال الفتى : أنا ادفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف درهم .
فعدها الرجل المتكبر ، وقبل أن يبرح المكان ، قال له الشاب : على رسلك أيها الرجل .
فرد عليه ذلك المتكبر
وقال: ماذا تريد ؟
فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال : نعم .
فقال له الشاب: فأين الثوب ؟
قال : ولم !؟
قال : قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب .
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟
قال الشاب : لا شأن لي .
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تعطينا الثمن .
قال الرجل المتكبر : الألف درهم ؟
قال الشاب: كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!
فقال له الرجل المتكبر :
لقد دفعت لي الف درهم .
فقال الشاب : لا شأن لك بما دفعت ..
فقال له الرجل : وكم تريد ؟!
قال الشاب : ألفي درهم .
فقال له الرجل المتكبر : هذا كثير .
قال الشاب : إذن فأعطنا ثوبنا .
قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟!
قال الشاب : كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !!!
فقال الرجل المتكبر : هذا ظلم.
قال الشاب : الآن تتكلم عن الظلم .
فخجل الرجل المتكبر من نفسه وأعطاه الفي درهم.
ومن فوره أعلن الشاب والناس مجتمعون يشاهدون الواقعة أن المال هدية للمرأة المسكينة .
إدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية ....
والحياة ليست بالكبر والتعالي...
لا تأسف على احترامك
وخدمتك وطيبتك للناس ..
ولا تحزن إذا لم يقدر أحد طيبتك ..
فالعصافير تغرد كل يوم ولا أحد يشكرها ومع هذا فإنها تستمر بالتغريد ..
نظرة الناس لك تختلف
فهناك من يراك سيئ
وآخر يراك جيد
وآخر يراك رائع وآخر لا يراك شيئا
ووحده الله تعالى من يراك على حقيقتك ... فاجعل الله تعالی هو همك ومرادك ومقصدك