تقوم الحيوانات بمتابعة صغارها وكسابهم العديد من المهارات الحياتية التي تساعدهم على الحياة والتطور وكيفية حماية النفس والحصول على الغذاء، ومن اهم السلوكيات التي تحاول الحيوانات تعليمها لصغارها بداية هو المشي او الطيران او السباحة على حسب طبيعة الحيوان، وتعتبر الخيل ممثلة بالحصان والفرس من أكثر الحيوانات التي لطالما اهتم بها البشر منذ فترات طويلة، ولعل السبب في ذلك هو مقدار الحاجة التي كانت تقضيها تلك الحيوانات بصورة رائعة، ولكن هل تساءلنا عن الطريقة التي تتعلم فيها صغار الخيل المشي والركض؟
سلوك الخيل في تعليم صغارها المشي والركض
يعتبر الحصان أو الفرس من الحيوانات الثدية كبيرة الحجم التي تمتاز بعدد من السلوكيات الرائعة مقارنة بالحيوانات الأخرى، فهي قوية بالقدر الذي يسمح لها بالتعايش بصورة جماعية مع بعضها البعض وهي قادرة على حماية نفسها والحصول على غذاءها بصورة رائعة، ولعلّ سلوكيات الحيوانات في الحركة من أبرز السلوكيات التي تقوم أمهات الحيوانات بمحاولة إكسابها لصغارها.
تلد الخيل بعد فترة حمل طويلة نسبياً وعادة ما يكون المهر صغير الحجم ولكنه مكتمل النمو يغطي جسده الشعر وعيونه مفتوحة على غير الحيوانات الأخرى كالنمور والأسود والضباع، ومنذ الساعة الأولى بعد الولادة تبدأ الفرس الأم برحلة إكساب صغارها طريقة الوقوف، حيث تقوم بمحاولة تنظيف المهر الصغير من بقايا الولادة بحيث يمكن له استنشاق الهواء بصورة جيدة ومحاولة رضاعة الحليب من أمه، وبعد ذلك تقوم الفرس الأم بمحاولة إيقاف الصغير على قدميه مستخدمة رأسها وأسنانها.
لا بدّ وأن تقود الغريزة ذلك المهر الصغير للوقوف على قدميه ومحاولة البقاء تحت إمرة الأم ذات العاطفة الكبيرة التي تخشى على صغيرها من الافتراس او الموت بسبب عدم القدرة على المشي، ومع مرور اليوم الأول تبدأ رحلة البحث عن أساليب جديدة وسلوكيات مختلفة لتعليم المهر الصغير كيفية المشي ومحاولة اشتمام رائحة العشب الذي سيكون هو الغذاء في المرحلة القادمة، وبعد أسابيع قليلة تبدأ الفرس الأم في تعليم مهرها الصغير كيفية الركض والمراوغة والانتباه إلى المخاطر ومحاولة تقييمها.
في الختام تقوم إناث الخيل في محاولة تعليم صغارها الوقوف على القدمين منذ مرحلة الولادة، وبعد ذلك تقوم بمساعدته على المشي والركض والمراوغة والهرب من المخاطر بصورة رائعة، ويكون صغار الخيل عادة قادراً على الركض بسرعات جيدة في غضون أشهر قليلة.