بشر من ورق
يمرون في حياتنا .. نتعلق بهم .. ندمنهم ..
نصدق مظهرهم ..
نعتقد أن الصدق والوفاء خلق ليكون رفيقهم
ولكن ومع اشتعال أول نار وهبوب أول ريح ...
يختفون .. يغادرون
إنهم بشر .. من ورق
ورق يحترق
يتحول إلى رماد
يتطاير ويختفي.
وبعدهم
قلوبنا .. تنكسر
ونضع عليها لافته كبيرة كُتب عليها
" لا توجد أماكن شاغرة ..
كل الأماكن في
حاجة إلى صيانة "
الورق أصله من الشجر .. وأول الورق
كان البردي وهو قابل للتلف وللاحتراق
ومن الصعوبة الاحتفاظ به إلى الأبد ..تؤثر
عليه عوامل التعرية .. الرياح .. الماء ..
والنار فتبعده عن طرقنا ..
وتعريه من جماله الخارجي أمامنا ويصبح رماد يتطاير
فتعصف به أضعف ريح تمر بنا
بعض الورق
مهم جدا .. ممكن أن يكون بداية لحياة
جديدة .. مثل عقد الزواج
وقد يكون كارثة ونهاية مثل ورقة الطلاق
وتكمن قيمة الورق فيما يحتويه مثل وصفة الطبيب
رغم أن ورقها خفيف في الغالب ..
لكن
حروفه تحمل قيمة لحياة إنسان
وقد يكون كذبة كبيرة مثل شيك بلا رصيد
أو يؤدي إلى الموت كحكم قاضي بالإعدام
وربما جماله يُسحر كرسالة حب
أو قصيدة عشق
وبعض الورق
بخيل وأناني مثل ورق الصبار ..
فرغم كل العلم والخير اللي بداخله
إلا أن أشواكه تمنع الجميع من الاقتراب منه ..
فلا يفيد إلا نفسه أو من يغتاله
وقد تبدأ الحروب بأوراق كثيرة
وورقة صغيرة واحدة تنهي جميع هذه الحروب..
نسميها معاهدة سلام
جميعها أوراق .. ولكن كل له لونه ..
شكله.. أهميتة .. وأهدافه
ومن أجمل الأوراق هي أوراق لعبة الكتشينة ..
أكثر الأوراق بهاءاً
كلها تنتمي لعائله واحدة ..
ولكن كلٌ له قيمته .. ومكانته
المهم
كيف نلعب؟
إلى أي مدى نستطيع المغامرة بحاضر واضح لمستقبل مجهول؟
من المنتصر في النهاية ومن الورقة الرابحة ؟
وكم .. كم عدد الذين سقطوا ويسقطون من أجل هذه اللعبة
وألوان الورق جذابة .. ابيض، احمر، أخضر ..
ألوان زاهية وجميلة
ربما نحبها وتعجبنا ..
ولكنها تظل مظهر خارجي وجمال شكلي
ونحن أوراق .. شفافة بدايتنا
فيبدأ البعض بالكتابة على دروبنا وعلى قلوبنا
ويتركون أثر بصماتهم .. حروفهم ..
وبعضهم علينا
نسمح لهم بكل هذا
ولكن الحذر والخوف عندما يحاولون التعامل
معنا كأوراق الكوتشينة
فالإنسان ورقة
قد يحترق ويصبح رمادا يتطاير في الهواء ..
ويختفي من عالمنا
ومن الممكن أن يكون معلقة حروف
نقشت ووضعت على أبواب الكعبة
نحتفظ بها في قلوبنا
البشر .. ورق
لهم فصول يسكنونها
البعض يستمر ربيعه طويلا .. ينعشنا حضوره ..
ويقوينا ثمره .. ويهديناخريفه تجارب
ربيعه الطويل .. فنستمتع بالقرب منهم
والبعض صيفه هو أطول فصوله .. يحرقنا قربه ..
يبخر أحلام ربيعنا ..
ويسكننا الخريف بسرعة في قربهم ..
فنترك المكان .. ويتركناالبعض شتاؤهم بارد ..
قد يجمدهم ويجمد كل من يقترب منهم ..
وقد يتخلله غيث يبشر بربيع يزهر في شتائهم البارد
والبعض الخريف يسكنهم .. لم يعرفوا صيفا قبله ..
ولا ينتظرون شتاءً بعده .. فيحرمون من الربيع ..
فهم لا يعرفون إلا الخريف