🍂يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما.
الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 805 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
👇شرح الحديث👇
قِراءَةُ القُرآنِ فيها الخَيرُ والبَرَكةُ لِمَن يَقرَأُ، ويَعْمَل به؛ فهو حبْلُ اللهِ المَوصولُ، وفيهِ النَّجاةُ يومَ القيامةِ، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " يُؤْتَى بالقرآنِ وأهلِهِ الَّذين كانوا يَعْمَلُونَ به"، أي: الَّذين يَقرؤون القُرآنَ، ويُؤمنون بأخبارِهِ، ويُصدِّقون بها، ويعملون بأحكامِهِ، فهؤلاءِ يكون القرآنُ حُجَّةً لهم يومَ القيامةِ، وَخَرَجَ بذلك الَّذين لا يُؤمنون بأخبارِهِ، ولا يُقيمون حُدُودَهُ، فهؤلاء يكون القرآنُ حُجَّةً عليهم؛ لِأَنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "القرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك"، ويُؤيِّدُ ذلك قولُهُ تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، "تَقْدُمُه"، أي: تَتَقَدَّمُ القرآنَ، أو أهلَهُ: "سورةُ البقرةِ، وآلِ عِمرانَ"، "كأنَّهما غَمَامَتَانِ، أو ظُلَّتَانِ"، أي: سحابتان، "سَوْدَاوَانِ"؛ لِكَثَافَتِهِمْا، وَارْتِكَامِ بعضِهما على بعضٍ، "بينهما شَرْقٌ"، أي: ضَوْءٌ، ونُورُ الشَّرْقِ هو الشَّمسُ، وفي ذلك تنبيهٌ على أنَّهما مع الكثافةِ لا يَستُرانِ الضَّوْءَ، وقِيلَ: أُرِيدَ بالشَّرْقِ الشَّقُّ، وهو الانْفِراجُ، أي: بينهما فُرْجَةٌ وَفَصْلٌ؛ كتميُّزِهما بالبَسْمَلَةِ في المُصحَفِ؛ "وكأنَّهما حِزْقَانِ"، أي: قطيعان وجماعتان، "تُحَاجَّانِ"، أي: تُدافِعان الجحيمَ والزَّبَانِيَةَ، أو تُخاصِمان الرَّبَّ، أو تُجادِلان عنهم بالشَّفاعةِ، أو عِنْدَ السُّؤالِ إذا سَكَتَ اللِّسانُ، واضْطَرَبَتِ الشَّفَتَانِ، وضاعتِ الْبَرَاهِينُ.