🔻 صلح الحديبية (4 )
☘ بيعة الرضوان
🍃 كره الرسول صلى الله عليه وسلم ،أن تجري الأمور علي هذا النحو وأن يتصاعد الموقف نحو القتال فدعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليبعثه إلى مكة سفيرا يؤكد لقريش موقفه عليه الصلاة والسلام وهدفه من هذا السفر ، فاعتذر قائلا :
يا رسول الله إني اخاف قريشاً علي نفسي وليس لي أحد بمكة من بني عدي بن كعب يغضب لي إن أوذيت ، وقد عرفت قريش عدواتي لها و غلظتي عليها ، ولكن أدلك علي رجل اعز بها مني عثمان بن عفان فإن عشيرته بها، وإنه مبلغ ما أردت
🍃 فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ،فبعثه إلى أبي سفيان و أشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه إنما جاء زائرا لبيت معظماً لحرمته، ودخل عثمان رضي الله عنه مكة في جوار أبان بن سعيد بن العاص الأموي ، فأنطلق عثمان رضي الله عنه حتى أتي أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به
🍃🌸
🍃فقالوا لعثمان رضي الله عنه حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن شئت أن تطوف بالبيت فطف
فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه و سلم
🍃واحتبسته قريش عندها ـ ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيما بينهم في الوضع الراهن، ويبرموا أمرهم، ثم يردوا عثمان رضي الله عنه بجواب ما جاء به من الرسالة ، وطال الاحتباس، فشاع بين المسلمين أن عثمان رضي الله عنه قتل
🍃فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغته الإشاعة: " لا نبرح حتى نناجز (نقاتل)القوم "، ثم دعا أصحابه إلى البيعة، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، وأول من بايعه أبو سنان الأسدي، وبايعه سلمة بن الأكوع رضي الله عنه على الموت ثلاث مرات في أول الناس ووسطهم وآخرهم، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد نفسه ، فضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: " هذه عن عثمان " ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة
🍃🌸
🍃 أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البيعة تحت شجرة، وكان عمر آخذا بيده، ومَعْقِل بن يَسَار آخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}الآية [الفتح: 18]
🍃وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على موقف الصحابة ومبادرتهم إلى البيعة، فقال: "أنتم خير أهل الأرض" البخاري
وقال: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها" مسلم
ثم أتى رسول الله صلى الله عليه أن الذي ذكر عن مقتل عثمان رضي الله عنه باطل ، وجاء عثمان رضي الله عنه فبايعه، ولم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين يقال له: جَدُّ بن قَيْس.