🔻 صلح الحديبية (5 )
☘ صلح الحديبية
🍃عرفت قريش ضيق الموقف، فأسرعت إلى بعث سُهَيْل بن عمرو لعقد الصلح، وأكدت له ألا يكون في الصلح إلا أن يرجع عنا عامه هذا، لا تتحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً، فلم يكن يعنيها في هذا الصلح إلا أن يرجع المسلمون هذا العام على أن يعودوا بعد ذلك إذا شاءوا ، وذلك إبقاء على مكانة قريش في العرب
🍃فأتاه سهيل بن عمرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قد سهل لكم أمركم ، قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل " البخاري
فجاء سهيل فتكلم طويلاً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتناقشا وتراجعا ، ثم اتفقا على الصلح ، وعقد صلح الحديبية ، وهذه هي قواعد الصلح :
🔻 الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع من عامه هذا، فلا يدخل مكة، وإذا كان العام القابل خرج المشركون من مكة ، ودخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم و المسلمون فأقاموا بها ثلاثاً، معهم سلاح الراكب، السيوف في القُرُب، ولا يتعرض لهم بأي نوع من أنواع التعرض.
🔻وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض.
🔻من أحب أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وتعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين جزءاً من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق.
🔻من أتي محمداً صلى الله عليه وسلم من قريش من غير إذن وليه ، أي هارباً منهم ، رده عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد صلى الله عليه وسلم ،أي هارباً منه ،لم يرد عليه.
🍃🌸
🍃ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه ليكتب كتاب الصلح ، فأملي عليه: "(بسم الله الرحمن الرحيم)
فقال سهيل: أما الرحمن فوالله لا ندري ما هو ؟ ولكن اكتب: باسمك اللّهم
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، ثم أملي: (هذا ما صالح عليه محمد رسول الله)
فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني رسول الله وإن كذبتموني)
وأمر عليا رضي الله عنهً أن يكتب: محمد بن عبد الله، ويمحو لفظ رسول الله، فأبي على رضي الله عنه أن يمحو هذا اللفظ. فمحاه صلى الله عليه وسلم بيده " البخاري
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به)
فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة (اي قهرا). ولكن ذلك من العام المقبل فكتب.
🍃 فقال سهيل: وعلى أن لا يأتيك منا رجل - وإن كان على دينك - إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟
وغضب المسلمون لذلك فقالوا : "يا رسول الله تكتب هذا؟
قال: " نعم. إنه من ذهب إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجا ً"
مسلم
🍃🌸
🍃فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو في قيوده(يتحامل بقيود رجليه) وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين.
فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنا لم نقض الكتاب بعد "
فقال سهيل : والله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فأجزه لي "
فقال: ما أنا بمجيزه لك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلى فافعل "
قال: ما أنا بفاعل.
البخاري
🍃ثم تمت كتابة الصحيفة ، وقد ضرب سهيل ابنه أبا جندل في وجهه، وأخذ بتلابيبه وجره ؛ ليرده إلى المشركين، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً، وأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم).
🍃🌸
🍃فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول: اصبر يا أبا جندل، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب، ويدني قائم السيف منه، يقول عمر رضي الله عنه: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، فضن الرجل بأبيه، ونفذت القضية.
🍃ولما تم الصلح دخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكانوا حليف بني هاشم منذ عهد عبد المطلب، فكان دخولهم في هذا العهد تأكيداً لذلك الحلف القديم ـ ودخلت بنو بكر في عهد قريش.