🔻 إلى الرفيق الأعلى (4)
🍃 ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى ، ولما ارتفع الضحى، دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها (أسر لها ) بشيء فبكت. ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة رضي الله عنها ، فسألنا عن ذلك- أي فيما بعد- فقالت: سارني النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت "
البخاري
🍃وبشر النبيّ صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين
ورأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه، فقالت: واكرب أباه. فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم » البخاري
🍃ودعا الحسن والحسين رضي الله عنهما فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن.
وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: " يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري( الأبهر هو عرق معلق بالقلب اذا انقطع مات صاحبه ) من ذلك السم " البخاري
وأوصى الناس، فقال: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» ، كرر ذلك مرارا
البخاري
🍃🌸
🍃الاحتضار
وبدأ الإحتضار فأسندته عائشة رضي الله عنها إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري (المراد أنه مات ورأسه بين رقبتها وصدرها صلى الله عليه وسلم )، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته
🍃 دخل عبد الرحمن- بن أبي بكر- وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم ، فلينته. فأمره- وفي رواية أنه استن بها كأحسن ما كان مستنا - وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات "
البخاري
🍃وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة رضي الله عنها يقول: «مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى » البخاري
كرر الكلمة الأخيرة ثلاثا، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقع هذا حين اشتدت الضحى من يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ.
وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام.