بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لَستُ أرثيكَ.. لا يَجوزُ الرِّثاءُكيفَ يُرثى الجَلالُ والكِبرياءُ؟لَستُ أرثيكَ يا كبيرَ المَعاليھكذ ا وَقْفَة المَعالي تَشاءُھكذ ا تَصعَدُ البُطولَة لِلَّهوَفيھا مِن مَجْد هِ لأ لا ءُھكذ ا في مَد ارِهِ يَستَقِرُّالنَجْمُ تَرتَجُّ حَولَه الأرجاءُوھوَ يَعلو..تَبقى المَحاجِرُ غَرقىفي سَناهُ وَكُلُّھا أنْداءُلَستُ أرثيك..كيفَ يُرثى جنوحُالروح لِلخُلْدِ وَھيَ ضَوءٌ وَماءُلا اختِلاجٌ بِھا، وَلا كَدَرٌ فيھارَ ؤ ومٌ.. نَقيَّة.. عَصماءُضَخْمَة..فَرْط كِبْرِھا وَتُقاھايستَوي المَوتُ عندَھا والبَقاءُكنتُ أرنُو إليكَ يومَ التَّجَلِّيكنتَ شَمسا تُحيطُھا ظَلماءُأ سَدا كنتَ طَوَقَت قُروداوأميرا حَفَّتْ بِه دَھماءُوَھوَ كالفَجرِ مُسْفِرُ الوَجه، صَلْتٌبَينَما الكُلُّ أوجُه سَوداءُھكذ ا وَقفَة المَعالي تَشاءُكيفَ أبكيكَ؟.. لآ يَليقُ البُكاءُأفَتُبْكى وأنتَ نَجم تَلالا؟كيفَ يُبكى إذا استَقامَ الضِّياءُ؟أفَتُبْكى وأنت تَشھَقُ رَمزاحَدَّ أنْ أشفَقَتْ عَلَيكَ السَّماءُفَرْط ما كُنتَ تَدفَعُ الموتَ لِلأرضوَتَرقى..يَفيضُ منكَ البَھاءُ؟لَستُ أبكي عَليكَ يا ألَقَ الدُّنياأتُبكى في مَجدِھا العَلياءُ؟أنا أبكي العراق.. أبكي بِلاديكيفَ في لَحظَة طَواھا الوَباءُ؟كيفَ في لَحظَة يُطأطِىءُ ذاكَالمَجدُ ھاماتِه، وَيَھوي الإباءُ؟بَينَ يَوم وَلَيلَة يا بِلادييَتَداعى لِلأرض ذاكَ البِناءُ؟بَينَ يَوم وَلَيلَةٍ تَتَلاشَىفيكِ تِلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟كلُّ ذاكَ التَّاريخ..بابلُ..آشورُأريد و.. وأور.. والوَركاءُكُلُّھا بَينَ لَيلَةٍ وَضُحاھاوَطِئَتْ فَوقَ ھامِھا الأعد اءُ؟
..وَ إ ذ نْ أيُّ حُرمَة لِلَّذي يأتي؟وَماذ ا أبقى لَدَ ينا الفَناءُ؟ذِمَّة؟؟.. أيُّ ذِمَّة يا بِلاديبَقيَتْ فيكِ لم تَطأھا الدِّماءُ؟أيُّ نَفس ما أ زھِقَتْ؟..أيُّ عِرضلَم يَلِغ في عَفافِھ الأدنياءُ؟أيُّ نَكراءَ لَم تُمارَسْ إلى أنْنَسيَ النَّاسُ أنَّھا نَكراءُ؟ھكذ ا؟.. بَعدَ كُلِّ ذاكَ التَّعالي؟بَعدَ عَينَيكَ..ھكذا النَّاسُ ساءُوا؟أم ھيَ الحِكمَة العَظيمَة شاءَتْبِلادي أنْ يَحتَويھا البَلاءُلِيَرى أھلُھا إ لى أ يِّ ذ لٍّ بَعدَذاكَ الزَّھْو العَظيم أفاءُوا؟لِيَرَوا كَيفَ لَحمُھُم يَتَعاوَىحَولَ الأقرِباءُ والغُرَباءُفَإذا الأبعَدون مَحْضَ أكُفٍّوالسَّكاكينُ كُلُّھا أقرِباءُأيُّھا الھائِلُ الذي كانَ سَدَّ افي وجوه الغُزاة مِن حَيثُ جاءُواكانَ مَحْضُ اسمِه إذا ذ كَرُوهُتَتَعَرَّى مِن زَيْفِھا الأشياءُوَيَكادُ المُريبُ، لَولا التَّوَقِّيوَيَكادُ المُنيبُ، لَولا الرَّجاءُكُنتَ رَمز ا لِفارِس عَرَبيٍّحَلَمَتْ عُمرَھا بِھ الأبناءُكُلُّ بَيتٍ مِن العُروبَةِ فيهمِنكَ سِتْرٌ، وَشَمعَة، وَغِطاءُفَتَلاقَتْ عَلَيهِ أبوابُ أھليلا وِقاءا.. فَأينَ منھا الوِقاءُ؟أغلَقُوھا عَلَيكَ دَھرا وَ لَمَّافَتَحُوھا اقشَعَرَّ حتى الھَواءُسالَ غابٌ مِن الدَّبى والثَّعابينلِبغداد ضاقَ عنھ الفَضاءُلم تَدَعْ شاخِصا على الأرض إلاَلدَغَتْه، حتى الصُّوى الصَّمَّاءُثمَّ ھِيضَتْ بِنا مَلاسِعُھاالسُّودُ بِما ھاجَ حِقدَھا الأ جَراءُكُلُّ د ار في عُقْرِھا الآنَ أفعىكُلُّ طِفل في مَھدِهِ عَقرَباءُوانزَوى أھلُنا كأنْ لم يَرَوھاأھلُنا طولَ عُمرھِم أبرياءُھكذاھكذا المُروءاتُ تَقضيھكذا ھكذا يَكونُ الوَفاءُأنْ تَعَضَّ اليَدَ التي دَفَعَتْ عَنكَفَفي قَطْعِھا يَزولُ الحَياءُوَغَدا حين تَلتَقي أعيُنُ النَاسفَكَفٌّ كأ ختِھا بَتراءُلا..وحاشا العراق..لَستَ عِراقالَو تَمادى عَلَيكَ ھذا الوَباءُلَستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فينافَضْلُ عِرق لم تَجْر منھُ الدِماءُأنَّه مَرَّ بالتُرابِ ولَم يَسمَعْوَقَد ضَجَّ في التُّرابِ النِّداءُفَسَلامٌ عليكِ أرضَ الشَّھاداتتَتالى في أرضِكِ الشُّھَداءُوَسَلامٌ عَلَيكَ يا آخِرَ الرّاياتِما نالَ مِن سَناكَ العَفاءُ؟لا، وحاشاكَ..أنتَ سَيفٌ سَيَبقىوَلَه، وَھوَ في الخلودِ، مَضاءُھَيْبة وَھوَ مُغمَدٌ، فإذ ا ما سُلَّيَجري مِن شَفرَتَيه الضِياءُھكذ ا أنتَ غائِبا.. فإذ ا ماقِيلَ مَيْتا، فَلْتَخْجَل الأحياءُرُبَّ مَوتٍ عِدْ لَ الحياةِ جَميعاھكذا جَدُّ كَ الحُسَينُ يُراءُلا تُرَعْ سَيِّدي، وَحاشاكَ، أنتَالجَبَلُ ال لا تَھُزُّه الأنواءُنَحنُ نَبقى بَنيكَ.. مازالَ فينامِنكَ ذاكَ الشُّموخُ والكِبرياءُلَم يَزَلْ في عِراقِنا منكَ زَھْوٌتَتَّقيه الزَّعازِعُ النَّكباءُفيه قَومٌ لَو أطبَقَ الكَونُ لَيْلاأوقَدُوا كَوكَبَ الدِّماءِ وَضاءُواأنتَ أدرى بِھِم فَھُم مِنكَ عَزمٌوإباءٌ، وَنَخْوَة شَمَّاءُوَدِماھُم..لَو أ طفِئَتْ غُرَّة الشَّمسقَناديلُ ما لَھُنَّ انطِفاءُجَرَيانَ النَّھرَين تَجري لِتَسقيفَلْتَسَلْ زَھْوَ أرضِھا كَربَلاءُلا تُرَعْ سَيِّدي، وَنَمْ ھاديءَ البالقَريرَ العيون.. فالأنباءُسَوفَ تَأتيكَ ذاتَ يَوم بِأنَّالأرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فيھا الضِّياءُ