بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سَيفُ عَينَيك عازمُ الانتضاء
ما يُرَى قاتلاً سوى الأبرياء
ولهذا تَضرَّجَتْ وجناتٌ
لك أضحَتْ مصَبَّ تلك الدّماء
إنَّ تَقبيلَ صُحْنِ خَدّك نُسْكٌ
فهْو إحدى مصارعِ الشهداء
يا غلاماً أضحى دليلَ وجودِ ال
خَصْرِ منه ثَباتُ عَقْدِ القَباء
عاقِداً من دلالهِ طَرَفَ الأص
داغِ يرنُو بمقلةٍ كحلاء
كلّما سَدَّ طعنةً في فؤاد
قال خُذها نَجلاءَ من خَوصاء
صادِقُ الفَتْكِ من بني التُرك مايطْ
مَعُ منه العُشّاقُ في الإبقاءِ
يَكسِرُ الجَفْنَ كلّما رام قتلى
وكذاك الأبطالُ يومَ اللِّقاء
أَيُّ ذمٍ لو كان فِعْلُك بالأح
بابِ هذا يا ريمُ بالأعداء
كيف يَسخو لنا بفعْلِ وفاءٍ
ذو لِسانٍ خالٍ من اسْمِ الوفاء
قاسم طول دهره القول ما بي
ن جفاء للصب واستجفاء
غير أنْ لا يزالُ سَيْلُ دُموعي
حاملاً للجَفاءِ حمل الجفاء
كيف يَصحو من سَكْرةِ التّيهِ بدرٌ
ما خلا فُوهُ قَطُّ من صَهْباء
قَمَرٌ لا أُطيقُ أُقمرُ منه
نظْرةٌ خوفَ أعيُنِ الرُّقَباء
ما يحاذيه زُجُّ طَرفيَ إلا
لم يَقُمْ كفُّ من الأعداء
أيّها الآمرِي بصّدِيَ عنه
كيف صدُّ العطشانِ عن صَدّاء
كم مُقامٍ تكادُ نارُ حياتي
تَنطفِي عنده بماء حيائي
هِمْتُ في واديَيْ عتابٍ وعِشْق
مذْ أُتيحَتْ عيناهُما لبلائي
رقَّ قلبي بحيث جامدُ خدٍّ
يَتَرَامَى إليه بالأهواء
أبداً بالحسانِ أهذِي ولا حسْ
وَ إذا ما تأمَّلوا في ارتِغائي
وإنِ ارتَبْتَ يا غلامُ بأمري
فاتْلُ وصْفي في سُورة الشُعَراء
لي لسانٌ عنانهُ بيدِ اللّهْ
وِ وقلْبٌ قد ذلَّ بعد إباء
لا تُكِذِّبْ إنِ ادّعيتُ سُلْواً
فصحيحٌ إلى العزاءِ اعتزائى
لم يدعْ في فؤادِيَ الدَّهرُ سُؤْراً
لهوى أغَيدٍ ولا غَيدْاء
أنا قِرْنُ الزّمان ما بَرِحَتْ نَفْ
سي مع النّائباتِ في هَيجْاء
قائداً عسكرَ القوافي إلى سُل
طان دهرٍ قد لجَّ في الاعتداء
طالباً للغنى وحَسْبُ غنىً في الدْ
دَهْرِ يُرجى منَالُه بعناء
كُلَّ يومٍ مُصَبَّحٌ أنا منه
بكؤوسٍ من الهمومِ مِلاء
واقفٌ حائرٌ وقُوفَ أخي العلْ
لَةِ بين الشِّفاء والإشفاء
حاقرُ الابتداءِ لو كنتُ منه
عارفاً ما يكونُ في الانتهاء
جَهَّلتَنْي الأكدارُ والماءُ ممّا
يُبْصَرُ القَعْرُ منه عند الصّفاء
كم إلى كم تُرى أُطوّفُ في الآ
فاق فوق الرّكائبِ الأنضاء
قَلقاً أُسرِعُ التّحوُّلَ في الآ
فاقِ والارتماءَ في الأرجاء
مثْلَ ظلِّي مُشرِّقاً في رواحٍ
كُلَّ يومٍ مُغرِّباً في اغتداء
مُمْسياً بين ناقةٍ ونَقاةٍ
من فَلاةٍ دَوّيّةٍ يَهْماء
مُبدلاً ساعدَ المليحةِ عَبْلاً
بذِراعِ المَطيّةِ الفَتْلاء
وطنُ قد عَمْرتُه من ظُهورِ ال
عيسِ ما إن أَمَلُّ فيه ثَوائي
وتَرْكتُ الأوطانَ تَهْوي لكي تظ
فَر بي إن عُدِدْن في الإفلاء
غيرَ أنّي قدِ اقتَنْيتُ من الغُرْ
بةِ يا صاحِ من خليلٍ صَفائي
كلّما غَيّبَ الحوادثُ عنّي
وجْهَ رأْيٍ ولم تُقمْه إزائي
عَرَّفَاني عواقبي وبمْرآ
تَين يُسطاعُ رؤيةُ الأقفاء
فأشارا عليّ نُصْحاً وقالا
ومن الرُّشدِ طاعةُ النُّصحاء
صاحِ إن أصبح الزّمانُ وأمسى
مائلاً ليس عُودُه ذا استواء
فارْجُ خيراً فكلُّ سَهْمٍ سديدٍ
خارجٌ من حنيّةٍ عوجاء
يُلصقُ الكفَّ بالثرى والثّريا
فَقْدُها أو وجودُها للثّراء
فارتَدِ اللّيلَ واسحَبِ الذَّيل منه
فوق صحْنِ الفلاةِ سحْبَ الرداء
إن سَئمتَ الأسفار يا صاحِ بُهْماً
فاخنَتمْها بسَفرةٍ غَرّاء
سائراً في عِصابةٍ لم يُلاموا
إن تحاشَوا مَنازلَ اللؤماء
كلُّ سارٍ سَرى لمعْراج سُؤْلٍ
يَبتغيه على بُراقِ رجاء
بمطايا مثْلِ الحنايا لها الرَّكْ
بُ سهامٌ قد سُدّدَتْ للمَضاء
والأكفُّ الأفواقُ والجدُلُ أو
تارُ منها والسّيرُ مثْلُ الرِماء
وسَعيدٌ لها هو الغَرضُ الأقْ
صى لنيلِ الغِنى ونيْلِ الغَناء
ماجدٌ تُصبحُ الوفودُ إليه
كلما استُقبلوا سدادَ الفضاء
فإذا توخّوا الركائب حلّوا
في فسيحٍ رحْبٍ من الأفناء
فهمُ يشتكون ضِيقَ الفلا عن
هم ولا يَشتْكون ضِيقَ الفِناء
حاوَلُوا الكَسْبَ من جزيلِ ثراء
فيه فاستبضَعوا جميلَ ثَناء
ويسيرٌ على نَداهُ لوفْدِ ال
حمْدِ جوداً تَبديلُ نُونٍ براء
أصبُحُوا عامدِينَ من عمْدةِ الدّي
ن كريماً فرْداً من الكُرماء
اسْمُهُ وصْفُ مَن يَراهُ وما الأو
صافُ إلاّ تَوابعُ الأسماء
أصبح الأصلُ طاهراً فغدا الفَرْ
عُ سَعيداً من ذلك الانتماء
وإذا ما الأطهارُ كانتْ أُصولاً
لم تُفرّعْ منها سوى السعَداء
أيُّها الأوحَدُ الّذي مثْلُه العن
قاءُ في العزّ لا بَنو العَنقاء
طبْت فَرْعاً إذ طاب أصْلاً أبوك ال
قْرمُ ذو المكرُماتِ والآلاء
وبلوغُ العلياء امتَعُ للأب
ناء في ظلّ عيشةِ الآباء
فاسْلمَا أسبغَ السلامةِ في ظلْ
لِ العُلا وابْقيا أمَدَّ البَقاء
أنتُما ذلك الذي نَطق القُرْ
آنُ عنه من دَوحةِ العلياء
أصلُها ثابتٌ كما ذكَر اللّ
هُ تعالى وفَرعُها في السّماء
من قَبيلٍ بالشّرْعِ يُدْلُون سَجْل ال
حَقِّ عَزْماً بلا رِشاءِ ارْتشاء
هُم أَجَلُّ الحُكّام في دولةِ الإس
لامِ والجاهليّةِ الجَهْلاء
هَرِمٌ كان قبل أن هَرِم الدّه
رُ له في العبادِ فَضلُ القَضاء
قبل ذا الدّينِ كان ذلك دِيناً
لَهمُ ظاهراً بغَيرِ خَفاء
فنَشأتُم عليه طَبْعاً ولا يُشْ
بِهُ طَبْعاً تَكلُّفُ الأشياء
مَن رأى ما رأيتُ في ليلة العي
د وهُم واقفون عند التّرائي
عقَدتُ في الشروق كفُّ الثريّا
ستّةً قد طلعْنَ عند العشاء
حين خطَّ الهلالُ في المغرب نوناً
من ثلاثينَ قد سَبقْن ولاء
قلتُ هذا لصَوْمِ ستّةِ شَوّا
لٍ مُثيراً قد بان بالإيماء
أيْ إذا صُمْتَها فقد صُمْتَ عاماً
كاملَ النُّسك بينَ ماضٍ وجاء
هِيَ عِيرٌ مقْطورةٌ فَصَلَتْ لِلْ
لهِ مَذخورةٌ ليومِ الجزّاء
فتغَنّمْ عِلاوةً لرسولِ اللْ
لهِ نيطَتْ من سُنْةٍ بَيضاء
فقْه دهْرٍ أبداهُ من طُولِ ما عِنْ
دك يُلفَى تَناظُرُ الفُقَهاء
واللّيالي ما أهلّتْ في زمانٍ
قبلَ هذا لولاك للإفتاء
أنت أهدَيتَها بزُهْرِ مَعالي
كَ فأبدَتْ أمثالَها للرّائي
إنّما أنتَ مُذْ طلَعْتَ عليها
غُرّةٌ أُهدِيَتْ إلى دَهْماء
صُمْ وأفطِرْ ما كُرِّرَ الصّوم والفِطْ
رُ عزيزاً تَعيشُ في النَّعْماء
ما سَقَتْ خدَّ روضةٍ دّمْعَ قَطْرٍ
ساجمٍ عَينُ دِيمةٍ وَطْفاء
يا أبا الفَتْحِ دعوهٌ تَملأ الأرْ
ضَ فُتوحاً من يُمْنِ ذاك النّداء
لك فَتْحانِ للَّهى بالْلُها جوُ
داً وللمُشكلات بالآراء
فابْق في العزّ مُغْنياً حُلَلَ الأيْ
يامِ بين الإجدادِ والإبلاءِ
نائباً عن أبيك في بَثِ نورٍ
يَمْلأُ الأرضَ دائماً بالضّياء
ما رأى النّاسُ هكذا كُلَّ يومٍ
عن ذُكاءٍ نيابة بن ذُكاء
عشْ لِنْصرِ الهُدى بخَفْضِ الهَوادي
من أعادٍ والرّفعُ للأولياء
في نعيمٍ باقٍ بغَيرِ انقطاعٍ
وقَضاءٍ عَدْلٍ بغَيرِ انقضاء
جَذلاً في بني أبيك مُقيماً
في الذي شئْتَ من سناً وسَناء
فلأنتُم ولا افترقْتُم نُجومٌ
وُضعوا منه في سماءِ عَلاء
قد تَعالَتْ تلك الأكُفُ عنِ الأك
فاء بل عن نَواظرِ النّظراء
لا ينالُ الأقوامُ إلاّ نُزولَ الرْ
رزِق منها أو ارتقاءَ الدُّعاء
قُل لذُخْرِ الإسلامِ يا أيها الفا
رِجُ عنه للكُرْبةِ السّوداء
يا غماماً من الندى وهْو بالرَيْ
يِ وبالبِشْرِ كاشفُ الغَمّاء
طودُ حِلم لكن يهبُّ هُبوبَ الرْ
رِيح جوداً إذا احتَبى للحِباء
كاملُ الفَضْلِ والنهى وهْو ينْمى
هل رأَيتُم تكاملاً في نماء
وأخو سيرةٍ إذا وصَفوها
للرّعايا حَسناءَ لا خَشْناء
أوْطأته عُليا فزارةَ من قَب
لِ حَصى الأرض مفرِقَ الجوزاء
ورِعُ النّفسِ ما رأى اللهُ حُوباً
قطّ منه يدورُ في حَوباء
كأُويسٍ إذا دعا في تُقاه
وإياسٍ إذا قضىَ في الذّكاء