بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إكرام الضيف بخلاف أنه أمر و وصية نبوية أصيلة لكل مؤمن إلا أنها سلوك إنسانى متحضر و ينبع من شخصية راقية طيبة
تأبى إلا أن تتعامل مع الآخرين بسمو أخلاق و أصل كريم.و إكرام الضيف له معنى أشمل و أعم من مجرد طعام وفير أو شراب كثير أو نوم وثيرو إنما لابد وأن يكون مقروناً بالعديد و العديد من الضوابط و الأمور الأخرى المصاحبة.
و لعل من أبرز هذه الأمور حسن لقاء الضيف بإبتسامة تشعره بأنه مرغوب فيه أولاً و السلام عليه سلاماً قوياً مرحباً و إشعاره بفرحتك لتواجده و حضوره و كما يقول المثل الشعبى المصرى الشهيرلاقينى و لا تغدينى"أى قابلنى مقابلة مرحبة أفضل مليون مرة من إطعامى و لا يصح أيضاً تجاهل حديثه أو مقاطعته أو تركه وحيداً منفرداً لوقت كبير و مراعاة مشاعره بعد الشكوى من ضيق الحال أو ضيق ذات اليد لأنك فى هذه الحالة تخبره بأنه حمل ثقيل و غير مرغوب فى تواجده.و من واجبات الضيافة أنك ترحب بالضيف بين الحين و الآخر.و قد أرتبط الكرم بالعرب فى أغلب الأحيان و لعل من أشهرهمحاتم الطائئ و الذى له العديد من قصص السخاء و الكرمو منها هذه القصة الطريفة قال رجل لحاتم : هل في العرب أجود منك ؟ قال : كل العرب أجود مني . ثم أنشأ يحدث ، قال : نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة ، و كانت له مائة من الغنم ،فذبح لي منها شاة ، و أتاني بها ، فلما قرب إليّ دماغها ، قلت : ما أطيب هذا الدماغ! قال : فذهب فلم يزل يأتيني منه ، حتى قلت : قد اكتفيت. قال : فلما أصبحنا فإذا هو قد ذبح المائة شاة ، و أبقى لا شيء له. قال الرجل : فقلت له : ما صنعتَ به ؟قال : و متى أبلغ شكره ، ولو صنعت به كل شيء ؟ قال : على ذاك. قال : أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي.إذن مطلوب منا أن نتعود على إكرام الضيف و حسن إستقباله إلتزاما بالأخلاق الإسلامية السامية و الأخلاق الإنسانية الحميدة
أقوال فى الإنفاق والكرم
من القرآن الكريم:وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌوَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}الحشر : 9]
من السنة المطهرة
سمعت أذناي ، و أبصرت عيناي ، حين تكلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره ، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته) . قال : و ما جائزته يا رسول الله ؟ قال: يوم و ليلة ، و الضيافة ثلاثة أيام ، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
الراوي : أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي
المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6019
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
السلف الصالح
و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه سئل: من أكرم الناس عليك ؟.قال : جليسي حتى يفارقني". و قيل للأوزاعي - يرحمه الله: ما إكرام الضيف ؟قال : طلاقة الوجه , و طيب الكلام" . و كان القعقاع بن شور إذا جالسه رجل , فعرفه بالقصد إليه- جعل له نصيباً من ماله , و أعانه على عدوه, و شفع له في حاجته , و غدا إليه بعد المجالسة شاكراً.
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي
المصدر بيت عطاء الخير