بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1- لو أن عمر بن الخطاب سمح لخالد بن الوليد أن يكمل الفتوحات، لكان الأمر سهلا بعد أن كانت جيوش الروم قد سحقت في معارك الشام، وكان الاندفاع العربي قويا جدا.
تقدم خالد بعد فتح منطقة أنطاكيا، العاصمة الفعلية للدولة البيزنطية في العصر الهرقلي، إلى مدينة مرعش التي تمثل آخر مدينة قبل جبال طوروس، وأرسل جيشه إلى ملاطية وآمد، حيث تمت السيطرة على منطقة الجزيرة ومنابع الفرات ودجلة. وهنا وصلت الأوامر من الخليفة بإيقاف الفتوحات على هذه الجبهة، وعزل خالد من الجيش، واستدعاءه إلى المدينة.
2- بخلافة عثمان أجرى معاوية (وهو أول من أنشئ قوة بحرية إسلامية) استعدادات هائلة للتقدم باتجاه القسطنطينية، والتمهيد لحصارها برا وبحرا، ولم يكن لدى الروم آنذاك النار الإغريقية. معركة ذات الصواري سنة 655م-35ه أدت إلى تدمير البحريّة البيزنطيّة بشكل كامل ومحيها من الوجود، رغم أنها أضخم بحريّات العصور الوسطى.
دمّر العرب بأسطولهم الحديث ما يفوق الألف سفينة، أي شامل السفن البيزنطيّة التي شاركت في المعركة والتي كان على رأسها الإمبراطور قسطنس بنفسه والذي نجى بأعجوبة. وهرب الامبرطور ومعظم قادته إلى إيطاليًا لاعتقادهم أن القسطنطينية ستسقط لا محالة.
لكن استشهاد عثمان، والحرب مع علي، أدت لاستنزاف بشري هائل بجيش الشام، وأعطت الروم فرصة لبناء خط تحصينات ممتاز من القلاع بالأناضول، منع العرب من التقدم.
3- في خلافة معاوية، وبعد حرب السبع سنوات، حصلت المحاولة الأولى لفتح القسطنطينية. لكن حصول الروم على النار الإغريقية من مخترع سوري نصراني، أفشل الحصار البحري.
4- بعد حملات هائلة قادها البطل مسلمة بن عبد الملك، صيفا وشتاءا بعهد أبيه وأخيه الوليد، استطاع اختراق الخط الدفاعي، وبدأ حصار القسطنطينية في عهد أخيه سليمان، وكاد يفتحها فعلا، لولا موت سليمان، وأمر عمر بن عبد العزيز الجيش بالانسحاب الكارثي، رغم توسل مسلمة له أن يعطيه بعض الوقت للصيف. بل وأمر بسحب الجيوش المسلمة من المناطق المحررة في قلب الأناضول وفي جزائر البحر المتوسط مثل قبرص.
5- حاول هشام تدارك الكوارث التي حصلت بعهد عمر بن عبد العزيز، وفتح البلاد التي انسحب منها. وكانت هناك فرصة لفتح القسطنطينية لما حصل لها زلزال مدمر أدى لتصدع في سورها. لكن الإمبراطور استطاع إغراء الخزر بالإغارة على العرب وبالتالي تحولت الحملة عليهم.
نجح العرب بسحق مملكة الخزر الأتراك وإجبارهم على الدخول بالإسلام (ارتدوا لاحقا، ثم اعتنقوا اليهودية). لكن ضاعت الفرصة الذهبية لإنهاء دولة الروم.
6- هناك فرصة (وربما فرص) أيام العباسيين لإنهاء الروم، خاصة أيام هارون الرشيد، لكنهم لم يكونوا جديين بهذا، وكان أكثر همهم دفع الروم للجزية.