فصدر مليء بنور الذكر وعافية القرآن، ونسائم الشوق إلى رب العالمين، وظلال الأنس برسول الله ﷺ وسنته وسيرته والحديث عنه عليه صلوات الله وسلامه.
وفيه أيضًا محبة الخير للناس، وسلامة الصدر لهم، وما وراء ذلك من مصابيح الإيثار والبر والصلة وحب الستر..فكأنما عُجِّلت لصاحبه نفحات الجنة وبشائرها!
فهو يغدو ويروح وعليه أثر موطنه وسيماء النسبة إليه!
وصدر آخر، أظلم بالغفلة، وأعرض عن الله تعالى، وحُجِب عن أنوار الصلة، فهو لا يعرف صلاة، ولا يطيق ذِكرًا، يستروح بالحسد والضغينة ورذائل السوء!
ويتنفس حقدا، حتى إن أضلاعه لتنقلب حطبًا يشتعل، ويشمئز عند ذكر الله تعالى، ويبغض مجرد النسبة إليه، عياذًا بالله، كأنما على وجه الواحد منهم بقايا مدخنة، قترةً وكدرا وظُلمة! فهو في الدنيا عليه أمارات نَسبه العتيق وسيماء أمه الهاوية، نسأل الله العافية.
وسبحان الحي القيوم! متى تاب هذا طَفِئت ناره، ولاحت أنواره، وطلبته الجنة، فأجابها بقوله وفعله وسره وسريرته، فكأنما وُلِد من جديد فرحا مسرورا ناضر القلب والوجه والأقوال!
اللهم نورا من لدنك وعافية سابغة، وعونا لا ينقطع مدده.