أوصي نفسي وإياكم أن نسأل الله دائماً الثبات على الإيمان وأن تخافوا ؛
لأن تحت أرجلكم مزالق، فإذا لم يثبتكم الله ـ عز وجل ـ وقعتم في الهلاك،
واسمعوا قول الله ـ سبحانه وتعالى ـ لرسوله صلى الله عليه وسلم أثبت الخلق وأقواهم إيماناً: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }،
أي: تميل ميلاً قليلاً، ولو فعلت ذلك { لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} ؛
فإذا كان هذا للرسول صلى الله عليه وسلم فما بالنا نحن؛ ضعفاء الإيمان، واليقين، وتعترينا الشبهات، والشهوات؛ فنحن على خطر عظيم.
فعلينا أن نسأل الله تعالى الثبات على الحق، وألا يزيغ قلوبنا.
وهذا هو دعاء أولي الألباب: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) .
ابن عثيمين