"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا"
ما هذا الأمر الذي سيحدث؟
لا نعلم..
متى سيحدث؟
لا نعلم..
هل هذا الأمر يقتضي تغيُّرنا نحن؟
أم ستتغير أحلامنا ذاتها؟
أم ستتغير الظروف كلها؟
لا نعلم..
على أي شئ يعود إسم الإشارة في قوله "بعد ذلك"؟ بعد ماذا ؟
ما العلامة التي عندها سيحدث الأمر؟
لا نعلم..
أقل من ثُمن آية تقريبًا ، كافّة معطياتها مجهولة ، إلا معطىً واحد..
ألا وهو :
مَن الذي سُيحدِث هذا الأمر؟
الله..
وهذا بديعُ إعجازها ، كيف وإنك حين تقرأها كل مرة تستشعر نورًا عميقًا قد ضرب جدران قلبك ، هذه الكلمات تنجح في كل مرة أن ترسم أمام عينك طريقًا جديدًا بدلًا من ذلك الذي أكله اليأس ، وملأتهُ الأحزان ..
واللهُ يريدُ بها ذلك..
حين لا يكون الأمر متعلقًا بأسبابك أنت لأن الله يُحدثه ، وحين لا يتعلق بتوقيتك لأنك لا تعلم الغيب ، وحين لا يتعلق بإشارةٍ ما تستبشر منها بقرب حدوث الأمر..
ولأنه بما أنَ الله هو الذي قد وعد بأنه قد يُحدِثُ في أي لحظةٍ -أمرًا- يُغيّر موازين الأمور كافة ..
فكأنه يقول لك انتظره ، إنني العليم ، إحداثُ أمرِك لن يتأخر ، ولن يتقدم ، ولن يُخطئ ، ولن يضيعَ عندي انتظارُك.
إذًا ، اقرأها الآن -ببطئٍ وتأنِّي- بعد أن تدبرتَ عظمتها..
"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا"..