الكثير من البشر يسيرون في أماكنهم دون حراك ، يسافرون دون أن يصلوا إلى أي مكان ، يرتعبون من كل شيء خوفاً من المجهول أو من التعرض للمزيد من الخيبات بعد أن سيطر عليهم الخوف وشل حركاتهم ، يرسمون على شفاههم ابتسامات باردة أو ضحكات باهتة ليقنعوا أنفسهم ومن حولهم كذباً بأن كل شيء على مايرام..
لقد شيدوا حول نفوسهم جداراً يمنعهم من الخروج إلى حيث سعادتهم المسلوبة ، هكذا تمضي بهم الحياة ، لا يشعرون بأي جديد سوى انتظار شيئاً مجهولاً ربما يأتي بجديد..
لقد استعذبوا العيش في أماكنهم المغلقة التي أنهكت أعمارهم دون طائل يذكر سوى البحث عن شماعات الظروف ليعلقوا عليها سلبيتهم ، ومن ثم سمحوا للسعادة أن تتسرب من بين أيديهم بعد أن فضلوا الجلوس في مقاعد المشاهدين ، كأنهم نسوا وتناسوا أنهم لن يحققوا أي شيء دون سعي وحراك ، فالسعادة اختيار مهما كانت المنغصات..
هؤلاء في حاجة إلى استفاقة قبل أن تحط سنين أعمارهم في واحة الغروب ، فلا عزاء لمن فرط في سعادته بالسلبية واللامبالاة..
حين تداهمك الهموم وتستعر في قلبك الأحزان ، إنهض وأشهر سيف عزيمتك ، وقاتل بشراسة من أجل وجودك ، ولا تخف أبداً ، فالخوف مأوى الضعيف ولن يحميك من الخطر ، فلا تكن جباناً كطفل يخشى مرور الشارع ، ولا تكن فارس بلا جواد ، ولا تكن مهزوماً تحت ركام الحزن والهم والكدر..
فلن يفك كربتك إلا السعي بالعزيمة والأمل مُستعينا بالله الواحد الديان..