هونوا على أنفسكم مشقة الحياة ، فلا تركلوا الحياة بحذاء اليأس ، ولا تدوسوا على الأمل بخطوات خشنة..
ولا تتناوبوا على اغتيال النور بآلة حادة تسمي الخيبة..
ولا تعتقدوا بأنكم وحدكم تعيشون الألم وتختبرون الوحدة
وتتجرعون الحرمان وتخالطون أناس أُجبرتم على معاشرتهم..
ولا تظنوا أن الأبواب قد سدت فقط في وجوهكم ، وأن الحظ لا يرافقكم ولا يستسيغ إرضاءكم..
فهناك الكثيرون مثلكم أتوا إلى هذه الدنيا وقد ورثوا كم هائل من الوجع ، والفقد ، والظلم ، والفقر ، والحاجة ، والمرض..
وهناك من فشلوا ، ومن أخطؤوا ، ومن خابت آمالهم ، ومن تعثروا واستسلموا ولم يجدوا من ينصفهم ، فأحبوا العزلة ، والبقاء في زاوية محددة من الحياة ، دون بذل جهد سوى تجرع القلق ، واستحضار الكآبة ، وتلبس الحزن ، والإنصهار مع الندم..
وهناك من ألغوا كلمة ( لا أستطيع ) من قاموس فكرهم ليضيفوا كلمة ( أنا أقدر)..
وحظروا عبارة أود لو أن أموت ، ليضيفوا عبارة أحب الحياة
واستبدلوا كلمة إنهزام بكلمة انتصار وكلمة تعبت بفعل سأواصل..
وحرف عطف يستجدى النهاية بحرف جر إلى بدايات جميلة..
فمن الظلم لنفسك أن تكون في وسط البحر مع مجدافين وقارب ، وتنتظر أن يوصلك الحظ إلى اليابسة ، أو تعيدك الأمواج إلى بوصلة سيرك ، أو أن تدفع بك أحلامك إلى نهاية غرقك ، أو أن يحملك الدعاء فقط إلى الإفلات من العجز..
ما عليك سوى أن تجدف ، وتجدف ، وتثق بأنك ستصل ، فإن لم تصل أقلها حاولت ، وإن رأيت الشاطيء ، فقد إستحققت النجاة ، وخلقت لنفسك فرصة أخرى للبدء من جديد..
عدا أنك أثبت لذاتك بأنك ما خلقت لتكون متفرجاً ، بل لتصنع شيئا يستحق العيش ..