بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإعتدال و الوسطية
يقول الثعالبى رحمه الله:
من أصلح ماله فقد صان الأكرمين: الدين، والعرض. ما عال مقتصدٌ. أصلحوا أموالكم لنبوة الزمان، وجفوة السلطان. الإصلاح أحد الكاسبين. لا عيلة على مصلحٍ، ولا مال لأخرق، ولا جود مع تبذير، ولا بخل مع اقتصادٍ. التدبير يثمر اليسير، والتبذير يبدد الكثير. حسن التدبير مع الكفاف أكفى من الكثير مع الإسراف. القصد أسرع تبليغاً إلى الغاية وتحصيلاً للأمر. إن في إصلاح مالك جمال وجهك، وبقاء عزك، وصون عرضك، وسلامة دينك. التقدير نصف الكسب. أفضل القصد عند الجدة. عليك من المال بما يعولك ولا تعوله. من لم يحمد في التقدير، ولم يذم في التبذير، فهو سديد التدبير).إن الإعتدال فى شتى نواحى الحياة من أعظم السلوكيات التى حثت عليها شريعتنا العظيمة وظهر هذا جلياً فى القرآن الكريم والسنة المطهرة.وعندما أرشدنا القرآن الكريم لذلك أكد على أن ذلك هو قوام الأمر وإتزانه) :وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً( فما بين الشح والسفه فرق شاسع لأن الشح سلوك مشين لا يليق بمؤمن فإنها والله لمن شر الصفات وكما ذكر أحد سلفنا الصالح أنالبخل بالموجود من سوء الظن بالمعبود"
ويقول الشاعر أيضاً فى الإعتدال:
لا تجد بالعطاء في غير حقّ ليس في منع غير ذي الحقّ بخلإنّما الجود أن تجود على من هو للـــــــــجود منك والبذل أهل
والإعتدال فى الملبس من الأمور الهامة التى يجب أن يكون المسلم حريصاً عليها وأكثر ما نسمع هذه الأيام عن الملابس الفاخرة ذات الماركات العالمية والتى يحرص الكثيرون على شرائها بالرغم من حالتهم المادية.وفخامة الملبس لا تتأتى إلا بنظافته وهندامه.كما يجب ألا نسرف فى طعامنا وشرابنا والإعتدال فى مثل هذه الأمور مطلوب وصحى ولا نأكل إلا عند الجوع.والإعتدال أيضاً يجب أن يكون فى إنفاق المال وأيضاً الإعتدال فى النوم واليقظة فلا يصح على الإطلاق أن ينام الإنسان ساعتين ويبقى طوال اليوم متيقظاً.
إن خير الأمور الوسط فى شتى نواحى الحياة وما زاد شئ عن حده إلا وإنقلب إلى ضده. لذا جاء الإسلام بعظمته وسطياً فى كل شئ متزناً وبهذا الإتزان تتزن الحياة وتسير وفق نهج معتدل لا متشدداً و لا متساهلاًكما يجب مراعاة الإعتدال فى الكلام فلا تكن ثرثاراً فيكره الناس مجلسك من كثرة كلامك وحديثك دون داعى ولا تكون صامتاً فيظن الناس أنك تتكبر عليهم أو تكره مجالسهم.والوسطية فى أمور الدين أمر ضرورى وهام كما جاء فى الحديث الشريف: إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ،
وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجةورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان معتدلاً وسطياً فى كل شئ واوضح مثال على ذلك خطبة الجمعة التى كانت قصيرة موجزة ومركزة فى نفس الوقت.وكم نعانى هذه الأيام من بعض خطباء المساجد الذين تطول خطبتهم ولا يعى أحد ما هو المقصود من الخطبة وقد تطول الخطبة إلى وقت طويل جداً.إن الإعتدال والوسطية لا تجلب لك إلا الصحة والسعادة وحب الناس وتعرف بذلك طريق النظام والإلتزام.فلا تجور كفة على كفة ولا سلوك على سلوك وتحفظ نفسك دائما على الطريق القويم.
أقوال فى التوكــــــــل
من القرآن الكريم) : وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ، وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ؛ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً(الإسراء : 29
من السنة المطهرة:
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروها كأنهم تقالوها فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا ، وقال الآخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن يرغب عن سنتي فليس مني .
الراوي : أنس بن مالك رضى الله عنه
المحدث : ابن العربي
المصدر : أحكام القرآن الصفحة أو الرقم:3/391
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح:
" حسن التدبير نصف الكسب وسوء التدبير داعية البؤس"
الأصفهانى
عليك بالقصد بين الطريقتين، لا منع ولا إسراف، ولا بخل ولا إتلاف. لا تكن رطباً فتعصر، ولا يابساً فتكسر، ولا تكن حلواً فتسترط، ولا مراً فتلفظ"أحد الحكماء
جَمَعَ اللَّهُ الطِّب في نصف آية): وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا")
المصدر بيت عطاء الخير
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي