.....في الصحراء.....
...على الساعه ثلاث العصر تقريبا....
جيب لاندكروزر....يقطع الارض الوعرة....اللي كلهاا احجاار...كاانوا اللي جاالسين فيه..مرة يروحوون جهة اليمين...ومرة يروحون جهة اليسااار....وحالتهم حااله....وشوووي فووق وشووي تحت!!!
وهم يلعنون ويسبووون اليوم اللي يقطعوا فيه هالمكان...كاان سطاام اللي يسووق....وهو قااعد يدعي ربه انه ماايضيع طرق العرب اللي رايح لهم....اماا سعوود كاان طفشاااااان...وواصله معه...كاان كااشخ في البداية....لكن مع مرور الوقت...والشمس اللي احرقتهم ولعبت فيهم....فصخ شماغه ورماه ورى بأهماال....والطاقية والعقال طبعا لحقوووه...فتح ازاير ثوبه العلوية...ورفع ثوبه شووي وحط يدينه على ركبه وقاام يهز رجله بملل....
سطام كاان افضل من حال خويه....لأنه تعود على هالأمااكن...كااان دوووم يجي البر....امممم...تقدرون تقولون ان سطاام من النوع اللي يلاااقي متعته في البر....مراات يروح لووحده....ويزور البدو اللي يلاااقيهم بالطريق...اوو يروووح عند نياق اعماامه او خوالـــه....فيه جزء كبير من سطام متعلق في البادية....يمكن علشاان كذا دووم يتزوج بدويات....وماا يحاول يفكر انه يتزوج وحده من بنات المدن....اصلا يووم كاان مرااهق...كاان طوول وقته وهو في البر...يروح يطعس مع اخوياااه....او يرووح يقنص مع اصحاب ابوه وبعض الامراء والمشاايخ....
كان سطام متلطم بشمااغه....وفااتح المكيف وراافع درجة البرودة لآخر حد....ومشغل المسجل على اغنية
اناا حبيبي...ويدندن معاهاا شوووي..ثم يرجع يركز بالطريق...
: سعوود حبيبي...وش فيك؟؟...حشا ما كأنك راايح تخطب...قسم بالله تقول راايح يعززي.."
سعود ببرود
: الله يخليك اسكت..اي خطووبة ذي...واي زوااج...برووح اشترري هالبنت فترة ثمن اقطهاا عند اهلهاا من جديد..."
سطام وهو يضحك بخبث
: ياااخوووفي بعد فترة....راااح تقووول...الله لا يحرمني منك يا سطاام...لقيت نصفي الثااني بفضلك.."
طالعه سعووود وضحك بقوووة
: هههههههههههههه...نصي الثااني بين النيااااق والبعااارين...هههههههههههه....لااا عااد اتخيل ارووح ارعى غنم عشااان اراضيهاا...ههههههههههههه...قسم بالله ان عليك افكاار يا سطاام...هههههههههههههه...قال نصفي الثاااني قاااااااااااااااااااااااال...."
وكمل وهو يرجع يرمي راسه على ورى
: والله اني افكر شلووون رااح اصبر عليهاا بالكم شهر اللي بجيبهااا عند اهلي...
ابيهااا تهبل بهم...ابيهاا تفشلهم قداام الغرررب...ابيهااا تخلي كشخة امي تروووح وطي...وبرستيج خوااتي يخترب...ابيهااا تحررر ماارية...ماارية اللي رااحت وتزووجت..."
سطاام وهو يطالع بسعود
: مااارية؟؟..بتحرهاا؟؟؟...استحااله يا سعوود...انت فكرت تقهر اهلك...قلي ليش ماارية بتنقهر وهي اللي تركتك بنفسهاا ولااا فوووق ذا كله رااحت تزووجت ولا كلفت عمرهاا تعطيك خبر..."
سكت سعوود شوووي...وهو يفكر بزواج ماريه اللي فاجأه...ماريه وتزووجت وانا راايح اخطي خطوة مهمة بحياااتي....اي حيااااااااااااااااااة؟؟...اطبق شفااايفه بقوووة وهو يتذكر ان هيفااء هي السبب في ان مااريه رااحت من يده...وتركته...وتزووجت...
بس لوو مااريه تحبك صدق...كانت رااح تزوج؟؟؟...وتزوج من وااحد كاان عايش عندهاا في نفس البيت....معقوولة كاانت تلعب على الحبلين؟؟؟..لالالالالالالا..مااارية شرريفه...اشرف من الشررف نفسه...لا يمكن تخوووني...اصلا هي ما قبلت تعررف علي بسررعه...اهي ماا قبلت الا بعد ما حست ان احناا مكتوبين على بعض...كاانت الهاامي...وهالشيء ريحهااا...لو مااكنت احبهاا كان عمرهاا مارااح تصير الهاامي...
معقول البنت اللي كنت اعتقدهاا كتلة برااءه تطلع خااينه؟؟؟...لالالالالا...مارية...اناا قااعد انتقم لك من اهلي...قااعد انتقم لك من الناااس اللي اهانوك وذلوووك...رااح اسوووي فيهم نفس الشيء...
رااح اشربهم من الكااس اللي شربتيهاا....والله رااح اشربهم...والله...
قال بضيق وهو يوصل عند هالنقطة
: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..."
التفت له سطاام....وقال وهو يرجع يطاالع بالطريق
: قرربنا يا سعوود...ترااهم بعد هالجبل..."
سعود وهو يهز راسه بضيق
: زين.."
كمل سطاام
: شوووف...خلك مختصر...ولا تكثر حكي...واناا رااح اسااعدك بنص الموضووع...يعني الحكي الصعب والاتفاقيااات لي اناا..."
سعود باستهتار
: والله يا البدووو وصاار عندكم اتفاقياات...ههههههه....تحف"
سكت سطام وما علق....يقهره كلام سعود...لكنه يحااول ما يعترض...مااايبي يخسر سعوود...لذا يمشي الكلام اللي يسمعه...ويتظااهر بالصمخ....علشااان ما تصير بينه وبين صديق عمره مذبحه...والسبب كلمة...
شااف سعود بيت شعر كبير....وكاانواا واصلين قبل غرروب الشمس بالتحديد....
تنهد سعود بضيق...وهو يسحب شماغه من المقعد اللي وراه وقاام يعدله...شااف مجموعة بزران ثيابهم قصيرة...وسراويلهم السنة لونهاا اصفر من الشمس والغبار...وثيابهم غامقة...وشعورهم شقر...
وشاف حرمه جاالسه تحلب ناقة على طرف بعيد شووي عن بيت الشعر...وحرمتين ثانيات متبرقعات...وشاف بعد...رجاال شاايب كبير...شكله ابد ماا يريح...جالس على طرف بيت الشعر...عند نار مشبوبة...ويتقهوى...
حس بشعور غريب يعصف بقلبه...رغم كرهه واحتقاره لهالمكان ولهالناس...بس حس بشيء غريب...حس بشفقه عجيبه...معقووول لسه فيه ناس كذا؟؟؟..صحيح ان سطام قال له...بس ماا توقع ابد..انه يشوف هالشيء بعيونه وبهالصورة..منظر الغروب والشمس الذايبه ورى الجبال...وبيت الشعر والنياق اللي جايه من بعيد ومعهم حرمه تمشي...منظر الاطفال اللي يلعبون كل هالاشياء والعناصر حركت فقلبه شعور غريب...موو قادر يوصفه غير شعور الشفقه وغير شعور الاحتقار اللي كان يحس به...
اول ما انتبهوا الحريم للجيب اللي جاي راحوا ودخلوا بسرعه...اماا سطاام...مشى وهوو قاصد جنب الحرمه اللي كانت توهاا جايه من بعيد...قربوا منهاا وفتح الشبااك...طالعت فيهم الحرمه لثواني ثم صدت وكملت مشيهااا...كاان سطام بيتكلم...بس سعوود ضربه بقوة على كتفه...واضطر سطاام يسكت...يحب يسوولف مع الحريم وش ما كاان عمرهم او شكلهم...كاان يبي يمثل عليهاا خصوصا انه انهبل يوم شااف جسمهاا..
قال لسعود
: يمكن ذي تكون مرتك؟؟"
سعود بخوف لا شعوري
: لااا يا شيخ...قسم بالله كنهاا جنية...لااا الله لا يقوله.."
سطام وهو مو مصدق
: حراام عليك...شفت عيووونهاا؟؟؟....قسم بالله ان عليهاا عيووون تسحر وتفتن..اذكر ربك يا رجاال..."
سعود بضيق
: اففف...وانت شلون شفت عيووونهاا؟؟؟...موو باين شيء من كثرة الكحل...سطاام انت شلون تحمل هالخلاااقين؟؟؟..."
طالعه سطاام من فوق لتحت وسكت عنه ووقف بالجيب...اول ما شافهم بنياان وقف..ودخل على شق الحرريم....
قالهم كلمتين ثم رجع لمكاانه وتقدم شووي عشاان يستقبل ضيوووفه...وهوو اللي يفرح ويبنسط ان الضيووف جووا وطلوا عليه..رغم قسوته على اهله وتكبره وعنجهيته...بس كله كوووم وكرمه واخلاقه مع الغرب شيء ثاااااني...عشاان كذا كثير يحبوون يجوون عنده...وياماا باتوا عنده رجاال اشكاال والواانه منهم الامن...ومنهم قطااعين الطرق...ويمكن يستهينون فيه...لكن بنيان كاان فااهم كل شيء...ويتظااهر بالغباء لكن بمزااجه...يمكن عشاان يرتااحون النااس له ويقولون كل اللي برااسهم قداامه...
في شق الحريم
كاانت فضة وهيله جاالسين جنب بعض ومستغربين من هالرجاال اللي جايينهم...كاان شكلهم يختلف عن كثير من اللي يزورونهم...عليهم رزة وزين ما شاافوه قبل...وكانوا يتغاامزون ويتااضحكون على بعضهم...ويقولون يمكنه النصيب...وهم عاارفين ان استحااله هالاشكاال تتنازل وتخطب منهم...بس يهونون على نفسهم...وعلى عنوستهم اللي حاسينهاا مثل الاشوااك بحلوقهم...خصوصا مع تلميحاات العقرب شعاعوه..
ابتسمت امهم وهي تشوف عيوون بنااتهاا تلمع واصوات ضحكهن بدا يعلى شوووي....من زماان ما ضحكوا...من ساالفه ابو علي... اللي موو مخليتهم يرتااحون ويفكرون بشيء..كل ما تخيلوا ان مضااوي...اززينهم واعقلهم ترووح لواحد مثل ابو علي يتحسروون على قسوة ابوهم وغدر مرته...
طالعت ببنتهاا الصغيرة قمر...وابتسمت بنعومة...هذي شبيهة مضااوي...هذي الأمل الكبير بحياتهاا...هذي كل الدنيا بعيونهاا...تحس ان قمر بيكون لهاا مستقبل مااله مثيل...وبتكوون البنت اللي بتخلصهم من كل شيء..والبنت اللي تسااوي مية رجاال...والبنت اللي بتملي عين ابوهاا وبيصير اقول اناا ابو قمر...
آآآآآآآآآآآآآآآآه يا حلووو احلاام هالأم المسكينه...هالأم الضعيفه...هالأم المغبوونة...اللي كااان اكبر حلم عندهاا انهاا تجيب ولد يملا عيون ابوه....ولكن ربي ما كتب لهااا هالشيء..
ما كتب لهاا الا القهر والغبينة والألم...لا يمكن تنسى اليوم اللي جاب فيه بنيان شعاع عندهم...صحيح ان من حقه يتزوج وهي لا يمكن تمنعه...صحيح ان ابوهاا متزوج على امهاا ثلاث...وان هالشيء عاادي عندهم...
لكن حرقة نيران صدرهاا كانت كاافيه انهاا تحرق قبيله كاامله...كاانت تدعي ربهاا كل ليلة انه يرزقهاا بالولد....وجاا الولد اللي تمنت ماا تشوفه ولا تطيح عيونهاا بعيونه...اول ما جابته...صررخت صرخة قهر والم...ولا شعوريا رمته بعيد...وما كاان قريب منه في ذيك اللحظة الا مضااوي...مضاوي الصغيرة اللي شالته بسرعه...
: يمممه حرااام.."
وضمته بقووة....رغم انهاا شايفه انه مختلف...رغم انهاا شايفه ان فيه شيء موو طبيعي...لكنهاا ما كرهته او حست بقرف...بالعكس ضمته بقوة...وطالعت بوجه امهاا وجدتهاا مصدومة...
كانوا يلطمون وجيههم وكأن اكبر مصيبه جااتهم...مضااوي كاانت صغيرة حيل...ولا كاانت فاهمة شيء...لكنهاا مع الأيام بدت تفهم ان عبدالله اخوهاا غير.....غير عن كل البشر...غير عن النااس اللي تعرفهم...
مع هذا ما كرهته بالعكس...زاد حبه بقلبهاا...كانت تنومه جنبهاا...وتشربه حليب...واذا تعب تقعد تصيح وتركض من مكان لمكان حول بيت الشعر توسلهم كلهم انهم يسااعدونه...لكن كان الاشمئزاز والرفض هو اللي يملا وجيههم...فكاانت ما تلاقي الا الدعااء...تدعي وتدعي وهي تصيييييح وبقلبهاا حسرة والم...
هذا ولدهاا اللي ما جابته...هذا هو ضناهاا...هذا الطفل اللي اغلى من كل النااس بالنسبة لهاا...
عضت الأم على شفايفهاا بقوة....وهي توقف عند هالنقطه بافكارهاا...وبدت ترجع للواقع واستغربت انهاا ابتعدت لهالدرجة بتفكيرهاا...شافت نفسهاا لوحدهاا ما كان فيه احد بالشق غيرهاا...
عرفت ان بنااتهاا راحن يذبحن ويطبخن...قاامت على حيلهاا وقبل لا تطلع سمعت اصواات الرجال تعلى وعررفت انهم بيروحون..سمعت زوجهاا وهو يودعهم...
عند الرجال...كاان سعود حااس باختناااق فضيع...هذا اللي نااقص بعد...هالبدوي يتأمر عليه...يخسى هوو وعشرة من اشكااله...يحمد ربه ان سعود جااي بنفسه يخطب وحده من بدوياته...والله يا البدوو وطلع لكم صووت...
هه....مسخرة صدق....ركبوا الجيب...وتحركوا بأبطأ مااعند سطاام اللي كاان قااعد يقز البناات برااحة وخصوصا ان الشبابيك مضلله...
قال سطاام وهو يتحرك اخيرا بعد ما ملى عيونه
: افكر اخطب معك..."
سعود بضيق
: اسكت الله يخليك...اسسكت.."
سطام وهو يبتسم
: هاااو...انت ورااك زعلت...رجاال من حقه يتطمن على بنته...وماا طلب منك شيء كثير..."
وكمل وهو يغمز
: لوو وحده من حقاتكم كاان دفعت لهاا فوق المليون وانت رااضي.."
سعود بغرور
: والله بناتناا يتسااهلن المليوون واضعاافه...اقلهاا بناات عز وعايشااات بخير وشايفااته وعيونهم مليااانه ولله الحمد....موو بدووية ما طلعت من خيمتهاا ويطلب لهااا خمسين...ولااا ومحدد بعد.."
سطاام وهو يركز بالطريق خصوصا ان الدنيا بدت تظلم
: اناا مدري وش اللي مااعجبك من كلاام الرجاال...ما طلب منك الا خمسين نااقة وضح..لوو طلب اكثر وش كاان قلت؟؟؟..."
سكت سعود وهو محتر ومنقهر....مااتوقع يطلبوون شيء...توقعهم بيبوسون يدينهم وجه وقفا انهم لقوا مثل سعود يخطب وحده من بناتهم...ولااا بعد...يقوله ان الكبار معطياات...يعني بعد ذا العنا كله يبتزوج بزر مااتعدت ال15سنة...والله مسخرة...
***************************************
ضغطت بيدي بقوة لا شعوريا على يد مضااوي لدرجة اني حسيت ان يد البنت شوي وتكسر...سمعت منهاا آهة صغيرة...طلعت بعد فترة طويلة...لاحظت ان المضيفه تطاالع فيني مستغربة...كانوا نص اللي بالطياارة ناازلين...واناا جالس مكااني ومااسك ايد مضااوي بقوة...
سحبت ايدي بسرعه من على ايدهاا...ووقفت...طلعت شنطنا الصغيرة من فوق المقعد...ومشيت...ولاحظت ان مضااوي واقفة مكاانهاا...طالعت فيهاا واناا حااس نفسي بنفجر...كاانت قااعده تسووي شيء بس مدري وشو...رجعت للمقعد...شفتهاا تحااول تسحب عباايتهاا من طرف المقعد...ويوم قدرت بقوة بعد ما قطعت نص العبااية التفتت بسرعه وهي ما تدري اني وراهااا...حسيت بوجهها على صدري..ضلت ثوااني واقفة مكاانهاا...ويوم استوعبت بعدت عني بسررعه...ورجعت خطوتين لورى...تحركت من مكاني ببطء...ولاحظت انهاا مشت ورااي...
نزلناا من الطيااارة ودخلناا المطاار...لاحظت ان نااس كثير تطاالع جهة مضااوي اللي لسه كاانت متغطية...حسيت بشووية احرااج..بس ماافكرت كثير...رحت عشاان اخلص اجراءاتناا بعد ما وقفناا بطابور...ومضااوي كاانت ورااي...
وصلناا اخيرا عند الموظف المختص...اللي طاالع بمضااوي وهز راسه...طبعا لازم يشوف وجهها...التفت على مضااوي اللي كاانت ابدا موو معي...تطاالع بالنااس وهي فااتحه فمهاا وهالشيء وااضح وضوح الشمس لأن غطاهاا خفيف...
قلت واناا اميل عليهاا
: مضااوي..."
رفعت عيونهاا ورمشت بقوة كذا مرة يوم جاات عيونهاا بعيوني...وصدت عني...
حسيت بشيء غريب بقلبي من حركتهاا العادية ذي...لكني مافكرت كثير...
: مضااوي...لاازم تكشفين وجهك..."
مضااوي بأعلى صوت عندهاا
: انت وش بك؟؟؟...تخبلت يا رجاال.."
بعدين سكتت وعضت على شفتهاا وطالعت حولهاا...شاافت كل النااس تطالعهاا...حسيت بالدم يطلع بقوة ويفور بجسمي...
: مضااوي...لا تخليني اسويهاا بالقوة...اكشفي بالطيب.."
هزت راسهاا بعنااد وهي تبعد عني شووي...كم خطوة على ورى...
وش يبي ذا؟؟...مجنوووون والله مجنووون وخبل...يبيني اكشف قدام كل هالرجاااجيل...لااا يا سعووود...تراااني كنت اظن ان فيك شووية من علووم الرجااال...لا تصدمني...لاااا...يا سعووود...لااااء...
هزيت رااسي بعنااد...واناا ابعد عنه...شفت سعود يضرب رجله بقوة بالأرض...وسحبني بقووة مع ايدي....ووقفني قداام رجاال...كاان واقف بعيد عناا شوووي...
تجمعت الدموووع بعيني...اناا قوووية...اناا ما ابكي...اناا قوووية...اناا مضاااوي بنت بنياان...اناا مره عن مية رجاال...مووب سعوود اللي يهيني...موووب سعوود..
كشف سعود الغطا عن وجهي بقوة...وهوو مااسك يديني...وكاان يتبوووسم بغباااء للرجاال اللي يطاالعون بوجهي...غمضت عيووني بخجل...باحراااج...بفشيييله....ياااويله من ربه...ياااويله من ربه...ياااويله من ربه...ان كاان اناا ما قدرت اخذ حقي منه بالدنياا...مستحيل ربي ما يآخذ لي حقي منه بالآخرة...
سحبني بقوووة من يديني....وهوو شااايل معه اغراضناا...لاااحظت ان النااس تطاالعناا...رفعت عيوووني ببطء اطاالع حووولي...ما قدرت...رجعت غمضت عيوووني واناا امسك دمووعي بقوووة...وين انااا؟؟؟..ومين هالعجم اللي مااليين الارض؟؟؟..وش السااالفه؟؟؟...وين رحنااا؟؟؟...معقووول اناا بالسعوودية؟؟...وينك يا السعوودية؟؟؟...
طلعناا على الشااارع...وتركني سعوود...ترك يدي...مسكت مكاان لمسته بقوووة...يعووور...بس موو كثر سوايااه...ليه يا يبه؟؟؟...ليييييييييييييييييييييييه؟؟...اناا...اناا انهااان...قداام اللي يسوووى وماا يسوووى....لا ابووو عززني...ولا جوووز...وشهوله اعيش اجل؟؟؟..وش هوله؟؟...غطيت وجهي بسررعه...ورحت يم سعوود...شفته يركب سيااارتن غرريبة...ماالهاا غطاا من فوووق...شكلهااا عجيب...ركبت جنبه...وتحركت السياارة...
تلفتت عيووني على الشاارع...وشفت اشياااء غريبة..نسيت سعوود..ونسيت كل اللي صااار...وش ذاا؟؟..وش هاللبس؟؟..يا ساااتر....ابك اهل هالناااس وين؟؟؟...يااااويلي ويلااااه...يا جعلك المرض استتري...استغفر الله العظيم...كنت ابي اتكلم...بس تذكرت سعوود...فطاالعت به بكره وحقد...لوو تكلمت رااح يهيني...ويمكن يطقني ويضربني ويكسر لي عظيمااتي...طيب وش اسوووي؟؟؟...ايه لااازم انصحهن...بس انصح من ولا من؟؟؟...القبيله كلهاا يا الله سترك محد فيهم يعرف الحيااا ولا ظنتي سمعوا به...
حسيت بحررقة بصدرري....واناا الف على سعوود...ايييييييييه...عااجبه...يطاالع يمين ويسااار...وكأنه ما شااف حريمن قبل....بس والله ما الومه...اذا انا المره تخبلت...وش اقووول عنه هو الرجاال؟؟...
رميت رااسي على طرف الطااقة...وغمضت عيووني...النووم ابرك لي من هاللي اشووفه( اضعف الايمان)
في الرياض
الساعه 5:30العصر
كانت جاالسه تكتب خااطرتهاا الجديدة وتعدلهاا...عبير مااقصرت مع ولد خالتهاا...خلته يعدل شروط العقد باللي ينااسب نورس...وبسررعه شديدة...في اقل من يوم...وفوق هذا كله...وافق ينزل اعتذار للمجله...لأن نورس ما كانت ناوية تتنازل بأي طريقة...صحيح انهاا ما كانت محتاجه هالأعتذار...بس كانت تعتقد انه هو المفروض...عشان يحترمهاا ويعرف انهاا قادرة على انهاا تسوي اكثر من كذا....
" نورس"
عاد ولم يكن بالأمس يوفي الوعود!!
عاد يحمل بين كفيه ذكريات من ماض كان بالأمس موجود
عدت وليتك لم تعد..
لقد فجرت في قلبي كأس الامنيات ومسحت من قلبي ماضي الأمسيات..
ليتك لم تعد...
لتطفىء معك بقايا من ملامح الذكريات..
عد من حيث جاءت بك الأحزاب..
فوجودك هنا ليس له في قلبي محل من الأعراب...
ابتسمت براحه وانا ارمي القلم...وارجع راسي لوراء...شلت الربطة من شعري وخليته يسيح بنعومة حول وجهي...ويحتضني بلهفة...
هزيت راسي بقوة احاول ابعثر هالشعرات الناعمه الاصقة فيني بمودة...مسكت كوب القهوة التركية اللي شوي بردت...ورحت يم باب البلاكونة....فتحته بهدوء...ومشيت حافيه ليما وصلت لطرفهاا...
اخيرا قدرت اخلص هالخاطرة...ما كنت متوقعه اني ارجع واكتب من جديد...اصلا بعد تجربتي المحبطة مع شجاع الـ...حرمت اني افكر بالكتابة...
لكن بعد جهود عبير المهولة معي..حسيت براحه وارتياح وانا اوقع على العقد اللي خليت بابا يقراه لي وهو الفااهم بأمور العقود...كان العقد اكثر من منصف لي..وهذا كله بفضل عبوورة...اللي ساعدتني ورغم انهاا من النووع اللي ما يسااعد بسهولة...ولااا هي من النووع اللي يشقى علشاان احد...
لكن انا بالنسبة لعبير دايم شيء غير...دايم البنات كانوا يغارون مناا بالمدرسة...ويحسدوناا على هالصداقة المتينة رغم اختلاف عاداتنا وطبايعناا...يمكن اكثر ما اكرهه بعبير انهاا دائما تذكرني باسم ابوي وسعود اخوي...وكأني انا نورس ماالي اي اهمية بدون هالشخصين بحيااتي...ويمكن زعلت مني فترة لأنهاا كانت تطمح اني اخطبهاا لسعود اخوي...رغم انهاا عاارفة زين ان ماالي اي اهمية..عند سعود..صحيح يحبني ويموت فيني ويعتبرني يمكن بنته مو اخته...لكن بعد موو لدرجة اني اتحكم فيه واختار له مرته...
حركت نظارتي شووي من على خشمي...وشفت سيارة تدخل الحوش...اكيد عبوودي وصل...من المدرسة...طالعته وهو ينزل بعد مافتح له السواق البااب...وشفته يركض ورى الفراشات بالحديقة والخدامه تركض وراه...ههههههههههه....ضحكني شكله...وفرررحني بطريقة غير طبيعية...حلووو انك تسااهمين باسعااد طفل...وموو اي طفل..طفل معااق واهله عااملوه بطريقة شرسة...بسبب تخلفهم...
سمعت صوت التيلفون حق غرفتي يدق...رجعت جوه وتركت باب البلكونة مفتوح عشاان يخفف من برودة المكيف ورحت للتيلفون...
رديت وانا متوقعتهاا عبير تسألني اذا خلصت خاطرتي او لااا...لأن المجله لازم تطبع الليلة...
: الووووووو..."
سمعت صوت خشن...فجعني...وخلاااني...اتأتأ بالكلااام شوووي...
: السلاام عليكم..."
قلت وانا ابلع ريقي واجلس على سريري
: هلاا...وعليكم السلاام والرحمه...مين معي؟؟"
نفس الصوت الخشن الثقيل...
: اممم..اخت نورس؟؟..."
غمضت عيووني واناا احس بدقات قلبي ترتفع وترتفع الين ماوصلت لحلقي...
حطيت يدي وقمت امسد رقبتي ببطء....نفس الصوت الخشن...اللي...مدررري..
ليش احس ان هالصوت مميز؟؟؟....حسيت برعب موو طبيعي...وقفلت الخط بدون اي مبرر..
ورحت وتخبيت تحت فرااشي وقمت ارتجف...وارتجف...
صووورة...موو وااضحه ابد...تخووفني..كل مااسمعت هالصوووت...اسمعه كثير...
معظم الرجاال اصواتهم كذا...مدرري ليش اخااف؟؟؟...ليش قااعده ارتجف الحين؟؟؟...
وش اللي قااعد يصير لي؟؟؟...
رجع التيلفوون يدق...ويدق ويدق...
تررررررررررررررررن
ترررررررررررررن
ترررررررررررررررن
بلعت ريقي برعب...واناا حااسه نفسي موو قادرة استمر...لااازم اصير اقوى...لااازم اصير اقوى...لااازم اصير اقوى....
اناا اقوى..اناا موو خواافة...اناا قوووية...اناا قووووية....لااااااء...اناا خاايفه...هالصووووت...ليييييييييييش كل الرجاال صوتهم كذا؟؟؟...
ازعجني التيلفون...قمت حطيت مخدتي فوق راسي...وضغطت بقوة على رااسي...لين ماوقف التيلفوون اخيرا....اول ماا وقف ما تحركت وقمت اضم نفسي بقوة احااول اتماالك اعصااابي ودقاات قلبي....وبعد ما حسيت اني هديت...قمت من مكااني...ورحت للتيلفون...وفصلته...
وجلست على الكرسي عند المكتب حقي...ومسكت الورقة اللي كاتبه فيهاا الخاطرة...وقمت احااول ارسلهاا بالفااكس....بس جاات عيوني بالصدفة على مراايتي...
فصديت بسررعه...كاان شكلي مخيف...كنت مبيضة مرة...وشفااايفي ترتعش ويديني بعد...شلت النظارة من على عيووني...وحااولت ارسل الورقة كذا مرة...لين ماضغطت الارقاام صح...ورحت قفلت الانوار بغرفتي...وسكرت باب البلكونة...وقفلت جواالي...ودخلت تحت الفرااش احااول اناام...وماا افكر بأي شيء ثااني...مدري وش سبب هالخوف اللي موو طبيعي...ولا ادرري وش سبب هالرعب اللي يصيبني مراات من الرجاال...ابي اروح لدكتور نفسي...لكني اترااجع ولا احااول اني اسووي من الحبه قبة على قول هيفاء...اذكر مرة جاا واحد يخطبني...فدخلت عليه عشاان يشووفني...لمن سكر عليناا الباب سعوود...صابتني حااله ما يعلمهاا الا رب العاالمين...صرت اعررق وارتعش...واتأتأ...وبديت ادمع...وماا قدرت حتى اطاالع فيه ولمن قرب بيجلس جنبي...صررخت...وقمت اضربه...وانفعلت بدون سبب....بدون اي سبب...
وطبعا الرجال رفض حتى انه يفكر بالموضوع...وقال لأخوي سعود...
: اقوووول..دام ان بنتكم مجنونة...ليش تبون تورطون النااس فيهاا؟؟؟"
انفعل اخوي سعود وضربه ورااح مركز الشرطة والحمدالله قدر يطلع بواسطة وانااا من بعدهاا رفضت كل ما يتعلق بالخطوبة وبهالمواضيع...ورضيت بقدري الغريب...
في مكتبه....
في مبنى" اضواء"
كانت الحيره ما كلته اكل...ليش ما ردت عليه؟؟؟..ليش سفهته؟؟؟...شكلهاا لسه زعلانه عليه؟؟؟...اوووهوووو...وههوو وش يهمه؟؟؟...تزعل ما تزعل...ترضى ما ترضى...اهي موظفة مثلهاا مثل غيرهاا؟؟؟..ولااا؟؟؟....
" شجاع"
قمت من مكااني بعد ما قفلت ذيك الغبيه نورس الخط بوجهي...ولبست ساعتي...واخذت جوالي وحطيت بجيبي...وعدلت شمااغي وتحركت من ورى المكتب...في هاللحظة...دخل علي واحد من الموظفين...
: استاذ شجاع...ترى وصلت خاطرة الأخت نورس...بنبتدي الطباعه..."
رفعت حااجبي بتهكم...اهاا...الأخت مسوية فيهاا شريفه واني ما احب اختلط بالرجاال..طيب...يا نورس..على كيفك...داامك تبين العلاااقة تكون بيننا رسمية لهالدرجة...اوكي...لك اللي تبينه...
قلت بفضول
: عندك نسخة ثانية منهاا؟؟؟..."
الموظف باستغراب
: ايه طاال عمرك.."
قلت وانا امد يدي
: طيب عطني هاللي معك.."
وكملت واناا اهز راسي واخذ مفاتيح السيارة
:...نزل القصيده...وحط رقم الاس ام اس...عشاان اللي يبون يشاركون او يعلقون او يراسلون الكاتبة...لااا تحط ايميلهاا..."
هز الموظف راسه وطلع...
طالعت بالورقة وبس قريت عنوان الخاطرة...شد انتبااهي حيل...
بس ما رااح اقراهاا الحين..اقراهاا بالبيت على رواق...
طلعت وراه..وشفت السكرتير يكلم بالتيلفون...اول ماشافني قفل الخط...
قلت وانا ااشر على المكتب
: سكر المكتب...ولااا حد يدخله...وبعدين سووااليف على تيلفون المكتب ماابي...يا استاذ ناصر..."
ناصر...السكرتير الجديد..وهوو طوويل مرة ونحيف واسمراني..بس مرة انيق...وعشان كذا وظفته...
: ان شاء الله..طاال عمرك..."
قلت يوم شفته واقف مكاانه ينتظرني اروح
: وش تنتظر؟؟؟...قوووم قفل البااب..."
ورحت بعد ما اربكته...احب اربك الموظفين...وافرض سيطرتي عليهم...الواالد كاان طايب بزياادة..وهالشيء دمر المجله وخلااهاا من اردى لأردى...لأن الموظفين كانوا يستهترون فيه...وطول وقتهم حش وسواليف على هالتيلفوناات...ويستخدمون النت بأغراضهم الشخصية...
لكن اناا من جيت...عدلت كل شيء...وغيرت معظم القوانين اللي كاانت قبل...واشووف ان الوضع صاار افضل...وصاارت صدق شركة للنشر ومجله...موو مهزلة مثل اول...
وحتى الأجازات خليتهاا نادرة جدا...وفي حالات طارئة...واللي موو عاجبه يشرب موية بحر...او يقدم استقالته وبدل الموظف فيه الف موظف ينتظرون الوظاايف..
وصلت للطابق السفلي...اللي هوو خااص بالمواقف...ولقيت ان معظم السيارات موب موجودة...رحت لسيارتي...وسمعت صوت جواالي يدق...
طلعته...وشفت رقم عبير الشيطانة عليه....رديت عليهاا واناا ابتسم
: الووووووووو....كيفك استااز شجااع؟؟"
تتريق الأخت وفايقة ورايقة...
رديت عليهاا وانا ادخل السياارة
: منيح يا ست عبير.."
عبير وهي تضحك
: ههههههه...ماايصلح عليك اللبنااني...بيخت لهجتهم...يا ماال الصلاااح..."
ابتسمت على اسلوب عبير وانا احرك السيارة واطلع على الشارع العام...
قالت عبير وهي انسانه جدا دايركت وما تحب تلف وتدوور
: شجاع....قلي...وش رااايك بخاطرة نورس الجديدة؟؟"
قلت واناااتذكر الورقة اللي بجيبي
: لسه ماا قريتهاا..."
عبير صرخت صرخه حسيت طبلة اذني راحت فيهاا
: وووووووووووووووش؟؟؟....وان شااء الله متى نااوي تقراهاا؟؟؟.."
قلت وانا ابلع ريقي
: عبووورة يا بعدهم كلهم..هدي...بقراهاا اذا وصلت البيت..."
عبير وهي واضح انهاا متنرفزة
: هه..انت حرر...احد يحصل له خاطرة من نورس ويرفض يقراهاا..."
قلت وانا ابتسم
: هه...لاااء...محد...بس اناا الحين يا له اوصل البيت واحط راسي...عشاان اناام شووي...ثمن اطلع...ارووح العب صاحب الجلالة شووي..وارجعه لأمي..."
عبير بلهفة
: ياااارررربي...واحشنيييييييي حيييل الابيضااني الدبدوووب....يا نااس نفسي اكله واقطعه قطعه قطعه..."
قلت واناا ابتسم بنعومة
: هه...طيب...اخااف النااس اللي عندكم يغاارون.."
عبير باعتراض وهو يتغير صوتهاا
: نو نو ...محد يقدر يناافس غلااا صاحب الجلالة...ابي اعضه...اماانه تجيبه عندي بكرة...هوو وخالتي...ترى لهاا فترة ما طلعت..."
قلت واناا اهز راسي واشوف الخط الثااني اللي جااني
: اووكي...من عيوووني...لااازم اقفل عبير...باااي.."
قفلت عبير الخط...واناا رديت عليهاا...
: الوووو..."
قاالت بصووت نااعم حريري دلووع ما ينااسب عمرهاا
: هلاااء...هلاااء بأحلى صوووت بهالدنياا...هلاااء بحبيبي والله..."
قلت واناا ابتسم بفتور واوقف عند الاشارة
: هلااا سوسو...كيفك يا قلبوو؟؟.."
ساره مسوية فيهاا زعلانه
: اناا موو بخييير....زووجي...حبيبي....غلاااتي....موو رااضي يجيني....ماا اشوفه الا مرة..كل اسبووع...حرااام عليك يا شيييخ...اتقي الله فيني..."
رديت بضيق
: ساارة انتي عااارفة ضرووفي...وانتي من زماان متحمله..."
ساارة وهي تتظاهر بالنعومة
: شجااع...كااافي...لا تسوووي اكثر...اناا رضيت لأني كنت احبك...بسس انت....دوووم بعيد..."
وكملت وهي شوووي وتصيح
: اناا مرتك يا شجااع مررتك...لي حقوق عليك..."
قلت واناا اتظااهر
: اووووووف...وش ذاا؟؟؟....سااااره حبوووبتي لااازم اقفل..فيه حاادث يا ساااتر وش كبره...اكلمك بعديييييييييين..."
وقفلت الخط قبل لا اسمع صوتهاا اللي ينرفزني...يا ربي...متى رااح اخلص من هالمصيبه اللي اسمهاا ساره...كبرت وشيبت وهي مربووطة فيني...ما اظن اني اقدر اتخلص منهاا ابد...ابد...
تذكرت المااضي...اللي ازززعجني..وكيف تزوجتهااا؟؟؟...وكيف تحديت كل العاايله؟؟؟...وبالأخير ندمت ندم...لا له اول ولا له تااالي....