الخميس
الساعه1:21م
وقف بسيااارته على جنب بسبب الزحمة اللي ملت الطريق فجأة...ضرب على طارة السيارة بعصبية..رحلته لايطالياا ما جاابت له اي شيء...عيونه ما طااحت عليهاا من جا للآن...وكأن الارض انشقت وخبتهاا عنه...
زوجهاا الفارس المغوار...يهدده...هه....وكأن اهتم لتهديدات سعود...مين سعود؟؟؟...سعود يمثل كل ما يكره في الدنيا...شخص مغرور...يظن ان عايلته هي الافضل...ويظن انه الاوسم والاقوى والاغنى...لالالالا....ما رااح يخلي سعود يظفر بمضااوي...حتى لووو كان على جثته...لو اضطر انه يرهن حيااته...
طول عمره يآخذ اللي يبي...وعمره ما طلب شيء مع النااس....لكن داام ان سعود بالشغله فهو مستعد يطلب مضااوي موو مرة او مرتين...مية مرة اذا استلزمه الوضع...
" سطام"
طلعت من سيااارتي...
ومسكت المظله الجلدية اللي معي...
وفتحتهاا بخشونة...
واناا انفخ من الغيض والقهر...
توني جاااي من عند عماارة المحروسة...
مضاوي...
وسألت البوااب التاافه...
لكنه قاال لي...
ان زوجهاا وداهاا مكاان ورجع...
ما توقعت ان سعود يواجهني بهالشراسة
وينسى افضااالي عليه...
وانا اللي ياما جااملته وقف بصفه...
خسييييييييييييييييييييس....
يبي يقهررني...
يقووولي...
حتى لووو تزوجت غير مضااوي...
ما رااح اطلقهاا وبخليهاا تعجز وتموت من الحسره والقهر وهي معي..
يخسى...
يخلي مضااوي تموووت من القهر..
وانا عااايش...
اخخخخخ ليت ابوووي يشوف سعود العظيم شلون يفكر
ياما قااارني فيه...
ويامااا قاالي صير مثل سعود...
اناا احسن من سعود...
اناا ارجل منه...
اناا...
اناا...
سطام الـ.....
كوونت اسمي وبنيته لبنة لبنه بثقة ومن الصفر...
ما اعتمدت على ابوي ابدا....
اعتمدت على نفسي...
واشتغلت نهاار وليل...
وواصلت...
وقدرت اصير شيء بالأخير...
اصير شيء كبير...
غصبن عن انوف اللي موو راضيين...
غصبن عليهم كلهم...
رفعت عيووني واناا حااس صدري ينفجر من الضيق...
لاحظت بنت عربية واقفه في نهاية الشاارع والمطر مبللهاا...
وهي موو عاارفة وين ترووح؟؟...
مشيت لجهتهااا...
بسررعه...
لاحظت رجاال ايطاالي يقرب منهاا ويكلمهاا لكنهاا هي تكتفي بالنظر له..
شكلهاا ما تعرف تتكلم ايطاالي..
وصلت اخيرا قريب منهاا...
وكلمت الرجال الايطاالي اللي كان يسألهاا...
اذا كانت تبغى توصيله؟؟؟..
رااح الرجال بعد ما كشر بوجهي...
وانا التفت عشاان اكلم البنت..
اللي كانت ترتجف...
رفعت عيونهاا تطالعني..
حسيت ان المطر وقف...
وان الرياح سكنت...
وان دقات قلبي وقفت...
طااحت مني المظلة ولا اهتميت...
مسكت مضااوي مع كتوفهاا وهزيتهاا بقوة
: مضاااوي؟؟؟...
مضاااااوي؟؟..."
بعدتني بقوووة عنهاا...
وترااجعت كم خطوة...
وقاامت تطاالع فيني بشك وكأنهاا تحااول تذكرني...
قلت وانا ارفع مظلتي واقرب منهاا
: آآسف لاني لمستك...
ما توقعت...
ما توقعت انك انتي..."
ضربت جبيني بقهر...
وش قااعد اقووول اناا؟؟؟...
صرخت بضيق
: لا تروحين.."
طالعتني وهي تضم نفسهاا
: انت....
صديق...
سعود؟؟.."
تكلمت برااحه واناا اقرب منهاا حيل
: ايه...صديقه...
اناا سطام....
مضااوي...
ما تذكريني..."
وعطيتهاا المظلة...
فشاالتهاا بصعوبة لأنهاا ثقيله...
فأخذتهاا منهاا بسرعه...
وقمت اضللهاا فيهاا وانا خارج دائرة الظل...
: ممكن توصلني البيت؟؟؟...
ضيعت الدرب..."
قالتهاا مضااوي لي ببرود..
صدمني اسلوبهاا...
وباان هالشيء على ملامح وجهي اللي تحولت من الصدمه للفرح ثم الغضب...
ماا تذكرتني...
معقووووول؟؟؟....
طاالعت بوجهها وهي تمشي تحت المظلة وتطاالع قدامهاا وبس....
ماا يهم...يمكن اناا ولا شيء بحيااتهاا...
يمكن هي تعودت تسوي هالشيء مع كل الناااس...
لكن..انا ما رااح اتناازل عنهاا...
سألتهاا بصدق
: برداانه؟؟؟.."
ردت علي باندفاع وحده
: لااااء...بعدين وش لك دخل سوااء كنت برداانه او لاااء؟؟؟.."
قلت بضيق
: ماالي دخل..
.بسس...
ما ابيك تمرضين..."
مضااوي ببرود وهي ترفع عيون متحجرة لي
: ارسلك سعود؟؟..
تدوورني؟؟؟.."
قلت باعتراض
: انا ما اشتغل عند سعود عشاان يرسلني..."
وكملت بعصبية
: اناا لقيتك من نفسي..."
واتجهت للسياارة...
وصلت عند البااب الخلفي...
فحسيت بالشيااطين ترقص قداامي...
: قالولك سوااق؟؟؟..."
مضاوي بجمود افزعني
: تبيني اركب اقدام ان شاء الله؟؟؟...
لااا يمكن.."
جيت جهتهاا وبعدت عني بارتبااك...
فتحت البااب لهاا واول ما ركبت سكرت البااب...
ولفيت عشان اركب مكااني...
حركت السياارة ببطء...
وشغلت التدفئة...
قلت واناا اطلع علبة سجاايري وابدا التدخين بعصبية
: تقاابلناا...
قبل فترة قصيرة...
يمكن سنتين...
او اقل شووي...
او اكثر شووي..."
ما ردت علي..
طالعت بالمراية...
لاحظت عيونهاا الكحيلة تتظاهر بالبرود...
بس كاانت مستوعبة لكل كلمة قلتهاا...
كملت وانا اخذ نفس من السيجاارة واطلقه بخفة
: كنتي اجمل....
كنت عروس الصحراء...
من الارض...
عيونك مدعوجة بالكحل...
ورموشك تضلل النواعس بخفة...
كنتي صغيرة...
بريئة...
طااهرة...
مثل الصحراء..
على فطرتهاا.."
مضاوي تكلمت ببطء
: سعود....يعرف؟؟.."
هذا اللي همهاا...
ضغطت على السيجاارة بحقد وانا اطفيهااا..
وعضيت على شفتي...
وشغلت المسجل بدون ما اجااوب...
لااااء يا مضااوي....
لا تحطميني....
لا تحبينه....
لا تهتمين بوجوده...
انتي لي....
لي اناا....
موو لسعود...
بدت موسيقى ابعاد تتعالى بالسيارة....
تعمدت اخذ طريق اطووول عشان اوصلهاا البيت بالوقت اللي ابي...
لاحظت انهاا بدت تطرق بخفة باصابعهاا وهذا يدلل اندماجهاا...
وقفت عند اشاارة...
وفصخت الجاكيت اللي بدا يحرني مع الدفا اللي انتشر بالسياارة...
وفااحت ريحة مضااوي عطرة بالورد والزهر والعود والمسك الابيض...
وابعاد كنتم ولا قريبين...المراد انكم...دااايم...دااايم سالمين...
ما اقول غير الله....الله يكون بعون كل العاشقين..
اتمنى مضااوي تفهم كلماات الاغنية وتقدرهاا...
وتعرف وش اقصد بالضبط....
ليتهاا ما تكسر بقلبي اكثر...
كاافي البرود اللي بعيونهاا...
اشتاق....اشتاق واسال عنكم الاشواق..
الفراق...الفراق ما غير علي الفرااق...
عساكم ما نسيتوني...عسااكم...
عسى ما مر هوى بعدي وخذاكم....
...ناطر هواكم نااطر...
...قاادر ولاااني قاادر...
ما اقول غير الله...الله...الله... يكون بعون كل العااشقين...
سالتني مضااوي بفضول
: كيف عرفتني؟؟؟..."
ابتسمت بقوة..وانا اجااوب
: صدفة....
صدفة يا مضااوي...
خلتني اعرفك..."
وكملت واناا اقصر على صوت محمد عبده وهو يتغنى بليلة...
وكملت بصوت عاادي
: اقدر انقل اخباارك لأهلك...
لأني اعرف دربهم زين..."
سألت مضااوي بفرحه
: جد؟؟؟؟....
تتكلم جد؟؟؟...
ابيييييييييي...."
وعضت على شفتهاا ببراءة وانا احرك السياارة
وقاالت وهي تعدل حجاابها لأن خصلة من شعرهاا باانت
:ابي....
ابي اشتري لهم شي...
وابيك توصله لهم...."
وسألت بخجل
: تقدر؟؟؟...
ما رااح اثقل عليك؟؟.."
قلت بحماااس وصوتي ارتفع
: الحمدالله...
وش دعوة مضااوي؟؟؟..
طبعا اقدر اوصل لهم اخبااارك؟؟.."
ومسكت نفسي وسألت بخبث
: بسس...
ما تخاافين ان اخباارك ماا تسررهم؟؟.."
توسعت عيون مضااوي وهي تطااالعني
وبلعت ريقهاا وقاالت
: وش قصدك؟؟؟..."
هزيت رااسي بضعف وانا اوقف قريب العماارة والتفت عليهاا
: يعني...
الطلاق اللي رااح يصير قريب..."
حطت مضااوي يدهاا على البااب
: بسس...
لا تعلمهم بالطلاااق..."
وتجمعت الدموع بعيونهاا
: ابوووي رااح يمووت...
لالالا...
لا تعلمه يا اخوي يا سطاام..."
سألت بخبث وانا اتظااهر بالطيبة
: وش اسووي يا مضااوي؟؟؟...
لازم اكون صرريح مع اهللك...
صدقيني هذا افضل من انك تجينهم فجأة وانتي شااايله قشك معك..."
هزت مضااوي رااسهاا بانفه...
وفتحت الباااب...
وقالت وهي تحط شنطتها على كتفهاا
: رااح اشتري الاغرااض...
واعطيك اياهاا...
ووو...
توصلهاا لاهلي..."
قلت وانا اطلع ورقة من جيبي واكتب فيهاا الرقم
: خذي هذا رقمي...
اتصلي علي اذا اشتريت اللي تبين...
وانا اجي لك بسرررعة..."
شكرتني بهدوء...وطلعت من السيااارة...
ابتسمت وانا اشوف طولهاا قداامي...
راااح اخذك يا مضاااوي...
والله لاخذك....
حتى واناا متأكد انك تحبين سعود...
ما يهمني حبك له...
يهمني حبي لك....
مصيرك تنسين هالخاايب...
اللي ما شفتي من وراه لحظة زينه...
حركت السيااارة...
لكني انتبهت لسعود توه طاالع من سياارته..
وشكله شااف مضااوي وهي تنزل من السياارة...
ابتسمت برااحه واشرت له بخبث...
وانطلقت بسرعه...
كاانت تبكي وهي منهااارة..ومااسكه بعبااايتهاا تحتضنهاا بضعف...وتحرك رااسهاا بألم....ومااسكه منديل امتلى بدمووع التماااسيح....
تحكي لعمتهاا تفاااصيل كثيرة مزيفة....تفاااصيل تعتصرهاا بألم كااذب...وهي
ترتجف وتشهق بقوووة....
وتوري عمتهاا ورقة المستشفى اللي تثبت انهاا حاامل..!!....وورت عمتهاا الايصاال اللي عليه توقيع هيثم....واللي يثبت ان هيثم هو اللي جابهاا عشاان الكشف....
تنتفض بألم...وتقول لعمتهاا انهاا ما تقدرتجهضه...لأن الطبيبة قاالت ان هالشيء ممكن يموتهاا...وينهي حياتهاا...