مشعل بصدمة: انا؟؟؟؟؟ اخرب عليها؟؟؟؟ انتي شقاعدة تقولين
سماء: الصج... قاعدة اقول لك الصج.. ياخي خلها تروح وشوف مستقبلها .. خلها تروح وتبني هالطاقة او هالعقل اللي اهي حابه تنميه.. لا تصير لها حاجز يا مشعل.. لا تكون حاجز..
قطعها مشعل: بس خلاص... يعني انا جذي بعيونج يا سماء...( بالم يشير على نفسه) انا حاجز لفاتن؟؟؟ يصير خير... لكن الغلط مو منج انتي.. الغلط مني انا اللي يايلج اطلب منج شي.. ما دريت ان الطلب عندج مذلة...
وخرج من غرفتها وهو يشرع الباب بالقوة... غير عابئ اذا تكسر او تهشم.. المهم انه ينفس عن غضبه العارم... وظلت سماء لوحدها.. حزينة.. على اخيها.. وعلى اختها التي لم تتهنى بها كثيرا.. لتسافر وتبتعد عنها...
الفصل الثاني
=========
في بيت فاضل وبالتحديد في المجلس.. القلب الجريح جالس بالم.. ينظر الى السقف بنظرات فارغة لا معنى لها.. لم يكن في قلبه أي امنية او رغبة في ان يغير من حياته.. ولكم كانت الامنيات عظيمة قبل امس.. واليوم.. البال مفرغ.. والقلب.. جريح ويدمي الما.. لكن.. هذه رغبتك يارب العالمين.. لا احد يعرف مصيره ولا يعرف مشيئة ربه من كل هذه الامور.. ثقتي بك فظيعة يا الهي.. انت تبعث لي رسالة بهذه المصيبة.. لكن.. هل انا مستعد لها؟؟؟
دمعة ناعمة سرت على خده النحيل الاسمر.. ابتسم عندما داعب شفاهه ومسحها بظهر كفه.. دمعة شقية.. شقت طريقها لشفاتي وكانها على الرغم من حزني تريد ان تضحكني.. ما اشقاك من دمعة..
وتذكر سماء.. تلك الصبية الشقية.. ما اشد الشبه بين هذه الدمعة وسماء.. الاثنتان دخلتا حزنه وحولتهما الى ضحك وابتسام.. وانا الذي كنت اتشاجر معها كل ما رأيتها.. مسكينة.. لابد وان اعتذر لها عندما اراها مرة اخرى..
ويرن جهازه المحمول... انه جراح... ماذا يريد؟؟ اووووف لا اريد ان اذهب لمنزلهم.. لا اتحمل ان اكون هناك دقيقة واحدة وانا اعرف بذهاب فاتن بعيدا عني... لا اريد...
وصمت الهاتف ...
وعاد للرنين مرة اخرى..
وبقي خالد ينظر اليه... لربما الامر ضروري وهام... لا اريد.. لا اريد...
وصمت مرة اخرى..
افضل.. يا ليته يصمت الى الابد... ولا يرن مجددا..
ووما اقصر هذه الامنية فهاهو قد عاد الى الرنين... اللهم طولك يا روووح...
واجاب عليه بصوت مقبوض: الووو
جراح: وينك انت.. ليش ما ترد؟
خالد وهو يتنهد: وعليكم السلام.. الحمد لله ابخير.. اسال عنكم انتو شخباركم
انحرج جراح قليلا: الحمد لله نسلم عليك.. انت شخبارك؟
اخباري؟؟ ماذا تظنها.. هل تصدق يا ابن خالتي.. اني سعيد جدا لدرجة اني قد اقفز لولا خوفي من السقف يضرب راسي ويغشى علي: ابخير .. نحمد ربنا... شخبار خالتي؟؟
جراح: الحمد لله تمام... تراني قلت لها البارحة
خالد وقلبه يعتصر الما: وشقالت؟؟
كان في قلبه يتمنى رفضها.. ولكن
جراح: امي وافقت.. تعرف مستحيل تمشي ضد وصية ابوي...
ما العن الاماال العريضة التي تتهدم بلحظات مهانة: الحمد لله.. وفاتن... قلتولها؟؟؟
جراح: اليوم ان شاء الله بالليل.. بجتمع معاها انا وامي.. وانت بعد
خالد بسخرية: انا شكووو..
جراح بجدية: خالد.. خل عنك دور العاشق المعذب.. انا ما قلت لك اللي قلته عشان هالدور البايخ.. انا قلت لك لاني ابي ريال يشد ظهري ويا اختي... وبس.. وانا ماكنت ادري انك مو قد هالشي جان ما قلت لك..
خالد يتدارك نفسه: اسف جراح بس... خلنا من هالشي امتى تبيني اييكم؟
جراح: بعد العشا.. او.. على الساعة 9..
خالد: اوكي.. انا عندكم..
جراح: ليش ما تيي اتعشا ويانا؟
خالد: ودي بس فاضل عازمني اليوم
جراح: اوكي عيل.. اليوم الساعة تسع والا تسع ونص
خالد: ايصير خير..
واغلق عنه... ما هذه الحياة؟؟ لست بناقص.. ولكن.. ياتي المزيد ليشقيني.. لا اعرف يا دنيا ما بالك معي.؟؟ حرمتني من كل شي.. حتى فاتن.. والان.. تريدين ان تتفنني في تعذيبي بان اكون طرفا مساعد في ابعاد فاتن عن الكل... ليس لدي شي اقوله لك يا دنيا الا تبا لكِ
وكم كان الوقت سريعا في المضي.. فهاهي الساعة تدق الثامنة مساءا.. وعائلة ابو جراح مجتمعة في المطبخ وهم يتسامرون.. على الرغم من البرود الذي يجتاح مرحهم المعتاد الا انه افضل من لاشي بالنسبة الى ام جراح.. وجراح هو الوحيد الذي يبدو متغيرا!! للاحسن طبعا..مثلا هو من يضايق مناير بدلا عن عبد العزيز الجالس في المطبخ وهو يضحك بخفة.. وفاتن تقلي الطعام مع امها ..
جراح: يالله ما باجي شي على المدارس.. شهر وانتو هناك
مناير بانزعاج: اوووووووووووووف والله انت مغثة ليش تذكرني بها والله ناسيتها انا... يمه حطي في حسابج هالسنة مو رايحة المدرسة..
جراح: ماشاء الله منور انتي صار لج من يوم عمرج خمس سنوات وانتي في الروضة تقولين نفس الشي وماجوفج نفذتي هالكلام
مناير: انتو مخليني.. والله والله لو بيدي جان ما رحت لكن شاقول.. (تقلد صوت امها) يابنتي البنيه راس مالها شهادتها في هالدنيا سلاح ضد المواقف.. أي سلاح هذا.. ياكل تبن هالسلاح.. يومنه هذا سلاح انا ضد العنف..
جراح: هههههههههههههههههههه