عرض مشاركة واحدة
قديم 23 - 10 - 2024, 03:14 PM   #46


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 18 - 12 - 2024 (01:20 PM)
 فترةالاقامة » 163يوم
مواضيعي » 49
الردود » 1956
عدد المشاركات » 2,005
نقاط التقييم » 450
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 62
الاعجابات المرسلة » 16
 المستوى » $37 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 47


(درب الحكمة )

"هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر".
قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر .
قالت فاده : ـ "ماذا تريد" ؟ قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .!! قالت ناده : ـ "اتريد ذلك فعلا" ؟ قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ "أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده"؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ "لك ذلك.. إقترب وأفعل". وما ان اقتربت خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: "مع السلامة". لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر
وقالت مرح: ـ "بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد "حمار" مثلك ما بسمع النصيحة" . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من "برصاد" بهذا القدر. قالت: ـ "لقد عرفت من اللحظة الاولى، ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة". واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف قال:" لا تفعلوا ذلك..". التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. قال العجوز: ـ انا اسمي "نيركا.". واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي "نار"، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على شم رائحة ورود هذه الارض، فاعلموا ان "نار" سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.". واشار بيده الى شجرة وقال: ـ" ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.". ووضع العجوز يده على راس النمر، وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة ، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ " يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي الام "نرامارا"، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من الحمام، فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:

" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد."
ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .". انهت الام "نرامارا" حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام "نرامارا " ....

واستطعنا ان نصل، وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة، يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . قلت لمرح : ـ "اين نحن ؟"
ـ "علمي علمك، لا اعرف .
وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا ."
كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.". ـ "ولم لا نسالهم ؟".
ـ" وعن ماذا سنسألهم ؟". ـ "عن الطريق للخروج من هنا ..". ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ "اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟" فرد : ـ "انت هنا، في المدينة .".
قلت : ـ "ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟". قال : ـ "من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.". احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي... لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، . قالت مرح: ـ " اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟" سألته,فأجاب: ـ "اذهب الى بيته فتلقاه!! .". سالته : ـ" واين يقع بيته ؟". رد : ـ" بيته في المدينة هنا !!.". قلت لمرح : ـ "هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..". تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ "هل بيته بعيد من هنا ؟؟". اجاب : ـ" لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد ...". قالت : ـ "وهل هو قريب منك؟ وهل تراه في عيونك ؟". قال : ـ "نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة!! وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك ؟؟". فردت المراة : ـ" لو اردت ان يكون على يساري لكان !!!".
سالتها مرح : ـ "وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة .".
قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ" هيا يا حسن لقد عرفته ..". وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
قال لنا : ـ انا اسمي "جيجار" ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة عشرات الابواب .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم وخروجكم من نفس الباب...الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه...والان ان كانت لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.". سألت : ـ "ما اسم هذه المدينة ؟". اجاب : ـ "انها (درب الحكمة )، ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان ...". وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، وقال: ـ "لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.". سألته قبل ان نذهب : ـ "واين تقع حديقة المدينة؟". فابتسم وقال: ـ" انها تقع في المدينة..." خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة ...
قالت مرح: ـ " لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .". وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ " في أي اتجاه يجب ان نسير لنصل الى حديقة المدينة !!!" قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : "والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟". قال : ـ" ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.". وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم "جيجار"..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ " يا اهبل، لقد قصد الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه...". وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم وسالته: ـ "حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟". اجاب: ـ "الى الخلف والى الامام..". واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، وانتم احدكم يقف امام الاخر، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة ...". وسارت مرح حتى وقفت على احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ " من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت .". فرد : ـ "للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه .." ضحكت وسخرت من مرح .وقلت: ـ " لقد سخر منك ولم تنجحي بالحصول على جواب ." قالت لي : ـ" الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.". وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .
فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟.


رد علينا الرجل ,وقال : ـ" نعم يوجد ولا يوجد..". واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ "ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .". قلت لها : ـ "تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .". قالت : ـ عظيم وكيف سنعرف الباب المقصود؟ وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .". اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ "هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟".
قالت المراة: ـ " الثالث والاخير دونه الاول ."
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ" الباب التاسع هو المقصود." وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ "امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟". فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
قالت : ـ "اندخل اذاً ؟؟؟". فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته ...وقال لنا : ـ ان اردتم ان تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك...تستطيعون التوجه إلى ينبوع الماء وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.". واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء
واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه قال لنا : ـ "لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.". واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن المكتبة الى البرج ,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا المجلس، وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة، استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,
وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.". قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ "اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.". قال اخر من الجالسين : ـ "الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة "درب الحكمة"، شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء البشر، ومن الكونيين "الجن" ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.".
قاطعته مرح وقالت : ـ" عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .". ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا "كونته"، وليست عالما اخر، قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .". قالت مرح : ـ " ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .". فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً، وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة "الكاتو" فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا "كونته" ؟ فردت مرح، او كونته كما يقولون : ـ "تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر، و ليس لكونه عائداً الينا .". رد عليها : ـ يا "كونته" كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب، وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا "كونته" . فقاطعته كونته : ـ "هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟". رد عليها احدهم وقال: ـ "اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.". واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا "كونته"، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!!

وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة، والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟


يتبع>>>>>>>>>الحلقة 48




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس