عرض مشاركة واحدة
قديم 23 - 10 - 2024, 03:16 PM   #49


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 18 - 12 - 2024 (01:20 PM)
 فترةالاقامة » 162يوم
مواضيعي » 49
الردود » 1956
عدد المشاركات » 2,005
نقاط التقييم » 450
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 62
الاعجابات المرسلة » 16
 المستوى » $37 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 50

(الاميرة بندارآ)


جلسنا على مقعد حجرى ، وخلفنا نافورة ماء، وحول المقعد عدة أشجار غرست فى ترتيب ونسق ونظام يدعو للاعجاب، بحيث ان ظلالها ارتبطت بحركة الشمس، ليبقى المقغد تحت الظل أينما كان موقع الشمس.
مياه النافورة أرتفعت عدة أمتار من فوق المقعد، وللوهلة الأولى يسود الأعتقاد بأن المياه ستسقط فوق رؤوس الجالسين على المقعد ..

تنعكس ظلال الاشجار على المياه المندفعه من النافورة لينعكس على المقعد ظل الظل، لوحة غاية فى الفن والروعة، يصعب وصفها بسهولة. المقعد هو واحد من آلاف المقاعد المنتشرة على طول الطريق، لا يفصل بين الواحد والأخر سوى امتار قليلة، ويخيل لى أنه لو تم بناء مقعد واحد كهذا فى عالمنا، لأصبح حدث الساعة ومحطة للسواح، ولنال مصممه جوائز عالمية فى التصميم والأبداع. إلا ان هذا المقعد لا يلفت انتباه احد غيرى، وحتى مرح لم تكترث به، ربما كان ذلك لأنها أعتادت رؤية مثل هذه الأشياء .. الجنية مرح متكئة على كتفى، علامات الأرهاق والتعب بادية على وجهها ولأول مرة اراها "تتثائب" من النعاس ... قلت لها مداعباً :
- - هيك بتتثاوبى مثل البشر؟؟
أبتسمت وأغمضت عيونها بدلال ولم تعلق .. كان الناس يمرون من حولنا، منهم من يجلس على المقعد المجاور، ومنهم من يسير، ولم يكن احد ليأبه بوجودنا – بدأت افكر بسؤال اطرحه على احدهم لأعرف شيئاً أو عنواناً نذهب أليه ... امسكت بطرف يد مرح وضغطت عليها وقلت لها :
مرح هيا، أستخدمى عقلك ودهائك وفكرى فى سؤال لنصل الى كبير المدينة ونكمل طريقنا ... رفعت رأسها عن كتفى قليلاً وقالت بغنج ودلال:
أسأل أنت، أنا تعبه" !!!
اعادت رأسها من جديد، فأخذت أفكر بسؤال أسأله لأحد المارة ... أنتظرت قليلاً ولم يمر احد، فقررت ان اتوجه الى مجموعة من الأشخاص الجالسين على المقعد المجاور لأسألهم.
طلبت من مرح ان ترفع رأسها عن كتفى لأذهب، وفعلت ذلك، فسرت وأقتربت من المقعد المجاور، وكان الجالسين عليه رجل وأمرأتين يتحادثون معاً .. قلت لهم:
مرحبا. فى أى أتجاه يجب أن نسير لنصل الى كبير هذه المدينه؟؟؟
ابتسمت المرأة وحاول الرجل ان يخفى ابتسامته واجاب:
"لانفهم قصدك"!!!
قلت:
نريد أن نصل الى بيت المسؤول
قال:
"اى مسؤول فيهم تريد؟ وعن أى شأن هو مسؤول لأستطيع ان أدلك"؟!!
شعرت انى فى مأزق، فالأشخاص هنا يختلفون عن الأشخاص فى المدينة السابقة، وأنا لا أدرى ماذا اسأل .. قلت:
المسؤول عن هذه المدينة ... المسؤول عن كل شئ .. "أكبر واحد فيهم"
بدا على وجوههم الاستغراب من سؤالى واخفوا ابتسامتهم بلباقة حتى لا يحرجونى، وبادرت المرأة الثانية وسألت:
من أين أنت؟ يبدو عليك انك من الجنوب ؟؟
قلت:
كلا، انا لست من هذا العالم، انا من عالم اخر ...
اخذوا ينظرون فى وجوه بعضهم البعض، وارتسمت على شفاههم ابتسامة ساخرة ظهرت رغم عنهم، ويبدو ان حديثى شدهم، فقالت المرأة:
ربما نحن لا نفهم ماذا تريد بالظبط، ولكن بأمكانك ان تأخذ أية عربة لتوصلك الى العنوان الذى تريده .....
قلت لهم:
شكراً.
وجدتها فرصة لأهرب من هذا الأحراج. عدت الى مرح وبادرتنى بالسؤال:
آه، شو صار معك؟؟؟
هذه المدينة ليست كالمدينة السابقة، واقاربك من الجن هنا يجيبون على الأسئلة دون تعقيد او ألغاز ...
اشك ان هؤلاء من اقاربى انا، واعتقد انهم من اقاربك انت ... المهم ماذا فعلت وإلى اين وصلت ؟؟
توصلت الى أن المسؤولين فى هذه المدينة كثييرون، وانه يجب ان نركب عربه لتوصلنا الى العنوان الذى نريد!
قالت ساخرة:
شاطر ياحسن، لقد استنتجت مالا يمكن ان يستنتجه أحد غيرك، اكاد اجن اعجاباً بذكائك .. المسؤولون كثيرون ويجب ان نركب عربه، الأن أيقنت كم أنت ذكى .. لقد عرفت كل شئ ولم يبقى شئ لتعرفه.
فى هذه الأثناء ومرح مازالت تتحدث بسخرية، توقفت عربة سوداء تجرها مجموعة من الخيول .. فتح الباب وخرج منها رجل واقترب منا وقال:
مرحبا، أنا "رابى" جئت لاصحبكم الى مجلس الأميرة .. ان لم يكن لديكم مانع، تفضلوا !!!
صعدنا معه العربة دون جدال، فنحن بحاجة لتوفير الجهد والتعب فى البحث عن عنوان .. واى عنوان!!
الفضول بدأ يدفعنى لأسأله عن المدينة .. ولكنه اعتذر بلباقة وادب وقال:
اعذرونى، فأنا مكلف فقط بأيصالكم، ولا يسمح لى بخوض أي حديث معكم!!!
جوابه كان كافياً لأسكاتى، فلم أعلق.
اخذت العربة تشق طريقها فى شوارع المدينة التى هى من عجائب الزمان، وطوال الطريق التى سرنا فيها لم يلفت انتباهى أى اثار لتكنولوجيا او ماشابه، كل ما اراه يدل على ان هذه المدينة قد صممت بعيدا عن اشكال التكنولوجيا .. ولولا رؤيتى لمبانى وأثار مشابهة لتلك الموجودة فى عالم البشر، والتى تم بناؤها منذ عشرات السنين، لأعتقدت انى قد عدت للماضى قبل الاف السنين ..

توقفت العربة امام برج عال او مبنى دائرى، تحيط به الحدائق من كل الجوانب، كيفما اراه من الخارج! فهو برج عملاق تصميمه بسيط ومتواضع، لا يبدو عليه البذخ أو المبالغة فى أى شئ، وكل مايحيطه يبعث على الراحة النفسية، ويمنح الانسان شعوراً بأنه أمام متحف تاريخى قديم ... اقتربت من العربة فتاة، ورحبت بنا وطلبت ان ترافقنا قائلة:
" جئت لأرافقم أن لم تمانعوا"!!!
فقلت لها مازحاً لا أكثر:
نعم، نحن نمانع ...
ردت:
لكم الحرية فى ذلك، هل تفضلون ان يرافقكم احد اخر، ام ادلكم على الطريق وتسيرون وحدكم؟
فرأيت انها اخذت الموضوع بجدية! فقلت:
كلا، فقط اردت ممازحتك، نحن لا نمانع ان ترافقينا.
قالت :
تفضلوا ...
قلت:
هل استطيع ان اسألك ام انك ايضاً ممنوعة من الحديث معنا؟
اجابت بأدب :
"كلا لست ممنوعة من الحديث معكم، ولكنى أفضل ان لم تمانعوا ان تنتظروا لحظات، وستجدون من يجيبكم على كل اسئلتكم!!!
سرنا برفقة هذه الفتاة التى كانت غاية فى التواضع والادب ... مرح بقيت صامته تضم شفتيها على بعضهما علامة على عدم الرضا او انها تشعر بأن هذا الأستقبال لا يليق بها.
دقائق فقط واصبحنا داخل هذا البرج. فوجئت بما رأيت، فقد رسمت فى خيالى بأنى سأرى العجائب داخل هذا البرج كما حدث فى البيوت السابقة، والتى لا يعكس خارجها ما بداخلها، ولكنى أرى أن هذا البرج يختلف عن خارجه فى كل شئ، فالبساطة واضحة وبادية على كل شئ فيه، وبالرغم من بساطة الأثاث والديكور والمحتويات إلا اننى انبهرت من التناسق والنظام فى كل شئ .. فتحت لنا الفتاة المرافقة بابا من الصالة وقالت:
ارجو منكم ان لم تمانعوا ان تنتظروا قليلا فى مكتب الاميرة، وبعد دقائق ستكون هى فى صحبتكم ....
جلسنا واغلقت المرافقة الباب وذهبت، واخذت مرح تجول بعيونها فى كل ارجاء الغرفة والمكتبة المليئة بالكتب القديمة أو الجديدة، ولكنى اراها قديمة ..
سألت مرح:
الا تستغربين ان يكون هذا مسكن ومكتب مسؤولة المدينة؟ ترى كيف سيكون شكلها؟
رمقتنى بنظرة وكأن سؤالى لم يعجبها وقالت :
"هلا بتعرف"!!!
لحظات وفتح الباب، ودخلت منه فتاة تحمل بين يديها (صينية) عليها كأسين من الماء.
اقتربت من مرح وقالت لها:
"تفضلى ... "
هزت مرح رأسها بتكبر مشيرة بأنها لا تريد. تقدمت الفتاة نحوى وقدمت لى الماء وقالت:
"تفضل ... "
تناولت الكوب وشكرتها .. ووضعت الصينية على الطاولة وقالت لمرح :
"ان هذا اشهر مشروب فى المدينة وتقديمه عادة متبعة للترحاب، ولكن ان اردتِ ان احضر لكِ شيئاً اخر، فأنا على أستعداد"
تناولت مرح الكوب من الصينية، وكان يبدو انها تريد اختصار الحديث وإنهاءه وقالت:
"شكراً ....."
التفتت الفتاة الي وقالت:
"هل تود ان احضر لك شئ اخر"؟
قلت:
ان كان يوجد فى مدينتكم هذه شئ اسمه "قهوة" فسأكون شاكراً لكم؟
قالت:
"فى هذه المدينة يوجد كل شئ، كيف تشربها لأحضرها لك"؟
قلت:
حلوة شوية ان امكن ..
قالت:
"حاضر، سأحضرها حالاً .."
وخرجت الفتاة .. والتفت الى مرح وقلت لها:
الن تكفي عن حركات التكبر، رغم كل ما حدث لم يتغير فى طباعك شئ، لا تنسى اننا بحاجة اليهم يا ...
رفعت حواجبها وقالت بحدة:
"انا لست بحاجة لأحد، وهؤلاء ينفذون الأوامر الصادرة اليهم، ولن يتغير فى الوضع شئ سواء جاملناهم أم لم نجاملهم، ولو كانت الاوامر ان يعاملونا بطريقة مختلفة لفعلوا، وهم لا يفعلون هذا احتراما لنا، وانما لأنهم مرغمون على ذلك، ولست مضطرة ان اجاريهم على تفاهتهم.
قلت لها:
مرح، متى ستحضر الأميرة؟
قالت بغضب :
"لماذا تسألنى؟ هل قالوا لك بأنى وصيفتها؟ أسأل خدمها لتعرف!
قلت لها بأمتعاض :
ليش أنت زعلانه، أنا بسألك علشان علشان أنتِ صاحبة القوة الخارقة التى بتعرف كل شئ!!!
ردت ساخرة:
"لاياحبيبى متشألنيش، القوة الخارقة خلاصت زمان، وانا بطلت أعرف اشي، أعرف أنت وأحكيلى ..."
توقفنا عن الحديث مع انفتاح الباب ودخول الفتاة، وقد احضرت لى القهوة .. قالت:
"اهلا وسهلا بكم، انا اسمى (بندارا) ان لم تمانعو سأجلس لأتحدث معكم".
توقفت الفتاة عن الحديث وذلك بسبب ضحكة مرح التى جعلتنى اضحك رغم عنى، فمن نظراتها أدركت انها قرأت أفكارى بسرعة، وخاصة أسم "بندارا" ذكرنى بالبندورة. فأردت ان أقول "أنا أسمى خيار" ولكنى لم أفعل، ان قراءة مرح السريعة لأفكارى جعلها تضحك وتضحكنى معها، وأصبح الموقف محرجاً امام الفتاة التى لابد انها ظنت اننا نسخر منها ....
أعتذرت للفتاة بسرعة وقلت لها :
ان اسمك غريب نوعاً ما وهو ...
قاطعتنى قائلة:
"لاداعى للتبرير، لا يوجد مايسئ، أن لم تمانعوا سأكمل حديثى"
قلت لها:
تفضلى .....
ومرح مازالت تبتسم بخبث، وهى تتعمد ان تضحكنى لتحرجنى، كانت تتكئ بيدها وراسها على المكتب تداعب شعرها ولا تبالى بحديث الفتاة، مظهرة التكبر. كان واضحاً ان الفتاة تعمل على ان لا تظهر اي تأثر بتجاهل مرح المهين.
قالت الفتاة:
"انا على استعداد لأجيبكم على اسئلتكم، وان لم تمانعوا فتفضلوا بطرح الأسئلة التى تريديون منى الأجابة عليها"؟
غمزتنى مرح بطرف عينها، فهمت انها تريد منى ان اسأل .. فسألت الفتاة:
متى ستحضر كبيرة المدينة؟
قالت:
"لا توجد لهذه المدينة كبيرة حتى تحضر"
قلت:
اقصد المسؤولة او الرئيسة لهذه المدينة!!!
قالت:
"ايضاً لا يوجد مسؤولة لهذه المدينة، يوجد الكثير من المسؤولين والمسؤولات فى مجالات مختلفة فى المدينة، وليس على المدينة" .....
أعتدلت مرح فى جلستها بأستنفار، وبطريقة مستفزة خيل لى انها ستضربها وقالت بلهجة تهكم :
بيقصد بذلك الاميرة!!! "الست" الاميرة بتاعتك اللى جابونا عندها مطولة تتجى"؟
رمقت الفتاة مرح بنظرة أستخفاف وقالت:
"ان لم تمانعوا، أنا هى التى تتحدث معكم "
اشارت مرح باصبعها وقالت:
"أنتِ الأميرة"؟!
ردت الفتاة
"ان لم تمانعى ..."
وغزت علامات الأستغراب والمفاجأة وجه مرح، وعادت لتميل بجلستها مستخفة وغير آبهة بما يحدث.
أردت ان انقذ الموقف، فقلت للأميرة:
نعتذر لك، لم نميز انك الاميرة المقصودة، وإلا لكنا ... خانتنى الكلمات ولم أعلم ماذا أقول !!
ردت الاميرة:
"لا يوجد داعى للعتذار، لم يحدث شئ سئ، وكونى الاميرة لا يتطلب منكم معاملتى معاملة خاصة."
قلت لها:
عفواً أيتها الأميرة، لماذا نحن هنا وعندك أنتِ بالذات؟؟
قالت:
"تستطيع ان تنادينى بأسمي ... من مهمتى كأميرة للمدينة أن أرحب بالقادمين اليها، وأشرح لهم تعاليمنا والشروط المفروضة لبقاءهم فى هذه المدينة.
قلت لها:
ولكننا لسنا مجرد قادمين الى المدينة، ووضعنا يختلف بعض الشئ.
قالت:
"لا أجد أى أختلاف بينكم وبين أى قادم أخر"
قلت:
نحن لم نأتِ لهذه المدينة من أجل البقاء فيها.
قالت:
بقاؤكم أو خروجكم موضوع سابق لأوانه، وما يهمنى هو أنكم الآن فى المدينة، وبما أنكم دخلتموها، بالصدفة أو عن قصد، فمن واجبى ان اشرح لكم "التعاليم" ... اولا، هذه المدينة: من يدخلها لا يستطيع ان يخرج منها قبل انقضاء عام كامل على دخوله اليها. ثانياً ان قرر القادم اليها ان يبقى فيها، فأن قراره هذا يكون بحاجة لموافقة "المجلس" عليه، ليتم السماح له بالبقاء، والا يتم اخراجه منها بعد أنقضاء العام. ثالثاً إن "تعاليم" هذه المدينة مفدسة ولا يسمح بمخالفتها لأى كان. وإن تمت مخالفتها عن قصد، فمجلسي له الحق بأبعاد المخالف الى مدينة الشمس ليمضى هناك بقية العام، وبعدها يعود من حيث أتى ....."
ثم أردفت بالقول:
فى هذه المدينة لن يدخل أحد فى شؤونكم، ولن يسمح لكم بالتدخل فى شؤون الأخرين، كما أن لاجميع هنا حرية الأختيار فى كل شئ، ولا يسمح بمخالفة التعاليم. وهنا توجد فوارق بين الأشخاص فى طبيعة العمل والمهمات، مكانة الشخص يحددها بنفسه بناء على مايقدم للأخرين وللمدينة، ولا يوجد أحد أفضل من الأخر ... إن قدمتم أخذتم وأن لم تقدموا لن تأخذواشيئاً!!
تأفأفت مرح وقاطعتها قائلة:
: أسمعى ياباندارا، نحن لا يهمنا ان نسمع عن تعاليم مدينتكم، ولا عن أشخاصها، ولا نخطط للبقاء فيها لقد سرنا بارادتنا أو رغماً عنا لنصل الى هنا من قِبل من هم اعلى منك وأهم، فلا تضيعى وقتنا بأمور لا تهمنا ولن تهمنا. لقد جئنا من أجل هدف معين، وأصبحنا جزء من لعبة نلعبها مع كباركم، وان لم يبلغوك، فأنا التى ستبلغك: نحن جئنا للحصول على "قوة الشر"، فأن كان لديك ما تقولينه حول هذا الموضوع فتفضلى، وإلا فلا داعى لأضاعة الوقت بحديث سخيف.
أنهت مرح حديثها، وأرتسمت على شفاه باندارا ابتسامة صفراء، وقلت انا فى نفسى: "الله يستر من حروب النساء".
قالت باندارا:
"اسمعوا جيداً، من واجبى ان اشرح لكم عن تعاليمنا حتى لا تخالفوها، وان كان حديثى سخيف ولا يهكم فهذا شأنكم ... انتم الأن فى مملكة الشر، وأنا اميرة هذا الجزء من المملكة، وانا المسؤولة عنكم، شئتم أم أبيتم، وقد قلت لكم سابقا انكم بالنسبة لى قادمين، وقد تصبحون مواطنين، ولا فرق لدى بينكم وبين قادم اخر، مايهمنى هو انكم موجودون الأن فى المملكة، وستكونون تحت مسؤوليتى لمدة عام .. قدمت لكم الأحترام الذى يليق بكم ، واتشرف ان سنحت لى الفرصة بتقديم المزيد من الأحترام، ان لم تمانعوا، سأشرح لكم تعاليمنا حتى تتكيفوا معها ...
قاطعتها مرح بأستخفاف:
"نحن نمانع" !!!
ابتسمت باندارا وقالت:
"هل تريدن ان استدعى شخصاً اخر غيرى ليشرحها لكم" ..
قالت مرح:
"لا داعى فتعاليمكم لا تهمنا" ..
قالت باندارا:
"ربما تريدون الحصول عليها مكتوبة لتقرأوها بلغاتكم الأصلية"
قالت مرح:
"وايضاً لا يوجد لدينا وقت لنقرأ" ..
قالت باندارا:
"هل لديكم اقتراح لطريقة ما لنوصل اليكم تعريفاً بتعاليمنا؟"
ردت مرح.
"نعم ، نقترح ان لا تضيعى وقتنا"
قالت باندارا:
"هل هناك ما استطيع ان اقدمه لكم؟"
قالت مرح :
"فقط دلينا على الطريق لقوة الشر ونكون شاكرين لحضرتك"
قالت باندارا:
"عن اية "قوة شر" تتحدثين؟"
قالت مرح:
" قوة الشر الموجودة فى مملكة الشر، والتى نحن فيها الان، ومن اجلها جئنا، وانت تعرفين ذلك جيداً وإلا لما وصلنا اليكِ".
قالت باندارا :
"ان لم تمانعى فصيغى سؤالك بطريقة اخرى فربما فهمته"
قالت مرح بلهجة فيها بعض السخرية:
"ان لم تمانعى فدلينا على الطريق"
ردت باندارا:
"انا امانع" !!
قالت مرح:
"وهل من قوانين اللعبة ان لا تدلينا؟"
قالت باندارا:
"انا لا تهمنى قوانين لعبتك ، وما يهمنى هو تعاليمنا"
قالت مرح :
"اذا سنبحث عن غيرك ليدلنا، وشكراً لضيافتك"!!!
قالت باندارا:
"رافقتكم السلامة"
وهزت مرح كتفها علامة الاستخفاف واللامباللاة ، وتوجهنا الى الباب وقالت:
"هيا يا حسن لنذهب" ..
نظرت انا الى باندارا، محاولا تلطيف الجو وقلت لها:
"لا تؤخذينا ايتها الاميرة"
أبتسمت الاميرة ، ورمقتنى مرح بنظرة حادة وقالت وهى تمسك بمقبض الباب:
"تفضل قدامى"
وجدت نفسى بلا قرار، فانا بين نارين ، نار الأميرة الهادئة المتوضعة، ونار مرح ، التى بذلت كل ما فى جهدها لأستفزازها ... خرجت منساقاً خلف مرح، لنخرج من البرج ، ونسير فى الحديقة ، ونصل الى الشارع لنصبح وحدنا ، وحينها وجدت الفرصة لانفس عما بداخلى، فقلت لها:
"لماذا تصرفتِ معها هكذا؟ والى متى ستبقين متعجرفة مع الأخرين اما كان من الأفضل ان تتصرفى بطريقة بطريقة اخرى؟ الم تتحدث معك "باندارا" بمنتهى الأدب والأخلاق والأحترام؟ سوف تصيبنى تصرفاتك بالجنون، الا تجيدين إلا اهانة الاخرين واستفزازهم كفى يامرح ارجوك .. كفى .. أين ذهب دهائك فى التصرف ..
قالت مرح:
"هل بقى لديك شئ اخر لتقوله يا استاذ الادب والأخلاق، انا اتصرف كما يحلو لى، وبما أراه مناسباً، وانا لا احب هذا النوع من النساء، لا أحب أهل هذه المدينة، وكلمة " أن لم تمانع" اجدها من الكلمات السخيفة التى لم تذكر ولن تذكر فى قاموسى، فأنا مرح وان اردت شيئا احصل عليه، مانع الأخرون ام لم يمانعوا ... فلم النفاق؟ اميرتك المتواضعة باندارا تعلم جيداً ماذا تريد، وانا أعلم انها تعلم، وهى تعلم اننا نعلم انها تعلم ماذا تريد، أذا لا داعى للنفاق ولعبة التواضع المبالغ فيها ....
قلت لها.
تفضلى يامرح يا ابنة الجن، يافريدة زمانك وقولى ماذا يجب ان نفعل الان ؟؟
قالت:
"سنسير فى خطين ، الخط الأول يتمثل فى البحث عن "قوة الشر" بكل الطرق الممكنة حتى نجدها، والخط الثانى وهو الاهم والذى يجب ان لا يشك به احد، يتمثل فى أيجاد مخرج يعيدنا الى عالم البشر بسرعة، فإن نجحنا نكون قد افلتنا من قبضتهم، وخرجنا من هذه اللعبة القذرة، التى يتحكمون بصغيرتها وكبيرتها، وان وصلنا الى عالم البشر، فأستطيع ان احميك واحمى نفسى، وانا بارعة فى ذلك، وحتى تسنح تلك الفرصة، فسنبقى (فئران تجارب) شئنا ام ابينا."
سرنا من شارع الى اخر، وفى كل شارع أعجوبة وأعجوبة، هذه المدينة فى صغيرتها وكبيرتها، اعجوبة من عجائب الزمان، ان اللغة بكل تعابيرها لم تخلق لتصف اسطورة هذه المدينة....
ارهقنا السير على الاقدام واخذنا الوقت وحل الظلام واصابنا النعاس، اكلنا وشربنا من الاشجار المصطفة على جانبى الطريق، والتى تحمل الاف انواع الثمار، وشربنا من الواحات المنتشرة، ونمنا تحت احدى المظلات حتى أشرقت الشمس من جديد وعدنا للسير بلا هدف نبحث عن لا شئ .. كانت فى طريقنا عشرات العربات الجميلة المزخرفة والتى تجرها خيول بيضاء تقف على جوانب الطرقات حيث اعد لكل منها مكان خاص صمم من اجلها.
لمعت برأسى فكرة: لماذا نرهق أنفسنا بالسير على الأقدام، ونحن بأمكاننا ان نركب احدى هذه العربات . لم تمانع مرح، فاقتربنا من احدى العربات وركبنا فيها، وانطلقت الخيول تسير على الطرقات المرصوفة بقطع الفسيفساء الصغيرة الملونة، والتى تشكل مئات الرسومات المتتابعة، ووقع اقدام الخيول عليها كأيقاع موسيقى، ولكن تلك الرتابة لم تستمر طويلا، فسرعان ما انطلقت الخيول بسرعة تسابق الريح، لا ابالغ ان قلت انها طارت، لم ندرِ كيف نوقفها او لماذا جن جنونها .....

قلت لمرح:
أوقفيها ارجوك ستقتلنا !!!!
قالت مرح:
"فى عالمى لا يوجد مثل هذه العربات، اما فى عالم البشر فتوجد ... اوقفها أنت ...."
وفى اقل من دقائق توقفت العربة فى حديقة برج الاميرة "باندارا" ، لتطل علينا الاميرة وتقول:
"احد تعالم مدينتما التى رفضتم ان تعرفوها: (لا تاخذوا شيئا ليس لكم) اذهبوا رافقتكم السلامة ان اردتم.
خرجنا من العربة وعدنا نسير على اقدامنا من نفس الطريق مرة اخرى، وضاع تعب يوم كامل، سرنا وسرنا ساعات طويلة وتوقفنا امام لوحة حجرية كبيرة جداً، نقشت عليها رموز ورسومات وكلمات بلون الذهب الممزوج باللون الاحمر ....
سألت مرح :
هل هذه مكتوبة بلغة الجن؟؟
"قالت مرح كلا انها ليست من لغات عالمى، ولا تشبه اى لغة من مئات اللغات للبشر القديمة والجديدة، انها لغة غريبة لم اعهدها من قبل"
بجانب اللوحة كانت اشجار فى غاية الجمال ، تحمل ثماراً بأشكال مختلفة تشبه قليلاً ثمر "التين" ....
مددت يدى واكلت واحدة، وكذلك فعلت مرح ، زما هى إلا ثانية حتى صابنى دوار رهيب ، ورأيت مرح تسقط امامى على الأرض، حاولت رفع رأسى، ولكن دون جدوى، فقد سقطت ارضاً، اغمضت عيني، وبدأ الدوار يزول تدريجياً .. فتحت عيونى لأجد نفسى بجانب مرح ، وحولنا مجموعة من الأشخاص فى حديقة الأميرة باندارا.
اطلت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها وقالت:
"حظكم أننا نراقبكم وقمنا بأنقاذكم وإلا لكنتم بقيتم فاقدي الوعى والأدراك ماحييتم ... احد تعاليم مدينتنا والتى رفضتم ان تعرفوها: " تعاليم الشر كثيرة وثمارها لذيذة ابتعدوا عنها ان لم تمانعوا"
والأن رافقتكم السلامة ان اردتم ..."
وعدنا نسير من حيث بدأنا انظر فى وجهه مرح المكابرة واقول لها:
تعالى نعود ونطلب من الأميرة باندارا ان تشرح لنا عن قوانين مدينتها.
لكن مرح رفضت بكبرياءها المعهود ......
سرنا نبحث عن لا شئ ، وأكلنا من الثمار التى نعرفها وأبتعدنا عن تلك الثمار التى لا نعرفها تحسباً لاية مفاجأة.
حل الظلام وغشى النعاس عيوننا، وجلسنا لنأخذ قسطاً من الراحة تحت احدى المظلات المضاءة بفوانيس ينبعث منها لون أحمر خافت، أمتزج لونه مع نور القمر ليشكلا معاً لوناً تثمل له العقول، وأخذنا نضحك على ما حدث معنا، اجواء المكان والاضاءة اثارت بداخلى الشهوة لجسد مرح الذى امتزج لونه بضوء الفوانيس الاحمر مع شعاع القمر، وقبل ان اقترب منها اقتربت هى وقبلتنى قبلة انستنى ماحدث فى الماضى وما سيحدث فى المستقبل، قبلتها وقبلتنى عانقتها وعانقتنى وبنار الشهوة الهبتها والهبتنى ...

ازدادت حدة النور الاحمر المنبعث من الفوانيس اكثر واكثر، ليحول كل شئ الى اللون الاحمر، واقترب القمر اكثر واكثر ليكمل امتزاج الألوان ولتصيبنا حالة من الهستيريا ... ابدأ بخلع ملابسها، وكذلك هى اصابتنى حالة من الهلوسة وكأن مسا قد اصاب عقلى، لا ادرى ماذا فعلت وماذا حدث لم اصحو إلا وقد عبق انفى بروائح شذية لم اعهدها من قبل ووجدت نفسى وقد اشرقت الشمس ومرح تستلقى على الارض الى جانبى، لم تصح بعد والجزء الاكبر من جسدها مازال مكشوفا.
نظرت حولى لأتفاجأ اننا فى حديقة الاميرة باندارا ولكن لا احد حولنا ... ايقظت مرح فقامت مذهولة، جلسنا مذهولين لا نتكلم ، وفى عقولنا مئات الاسئلة .. ماذا حدث!! وبعد مايقارب النصف ساعة حضرت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها ، واثقة فى خطاها فى عينيها بريق جذاب ، ابتسامتها ساحرة ، جسدها يشبه جسد مرح نوعا ما، شعرها قصير وبرغم ان مرح اجمل منها بكثير إلا ان جمال الاميرة يتميز بجاذبية تشد النظر والعقل ..
كان واضحا انها تعمدت الا تحضر حتى نصحو ونلملم انفسنا لكى لا تحرجنا، اما مرح ففور رؤيتها لباندارا اخذت تقوم ببعض الحركات لتظهر مفاتن جسدها متظاهرة بأنها لا ترى الاميرة وبما اننى اصبحت خبيراً بتصرفات مرح فهمت انها تحاول ان تغيظ الاميرة، وتطهر لها انها اجمل منها بكثير ....
ويبدوا ان الاميرة باندارا قد فطنت لما تحاول مرح ان تظهره، فارتسمت على شفاهها ابتسامة ماكرة وقالت


يتبع>>>>>>الحلقه 51



 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس