( 5 )
الخامسة فجراً حينما استفقت ، نظرت حولي لأتعرف على المكان رأيت أشياء متداخلة لكني ركزت رؤيتي فعرفت بأنني في جناحي في الفندق الذي أقيم فيه
هناك شخص ما في الغرفة المجاورة فصوت التلفاز مرتفعاً
تحاملت على نفسي ونزلت من على سريري أزحت الستار الخفيف بين الغرفتين .. أوه إنه الدكتور وليم كان مستلقياً على إحدى الكنبات ويبدو بأنه نائم اقتربت منه فانتبه وهبّ سريعاً حينما رآني وقال - وهو يعانقني - حمداً لله على سلامتك سيد فارس لقد قلقت عليك كثيراً
شكرته على لطفه ثم تساءلت لكن كيف جئتُ إلى هنا ؟
- لقد حملتك أنا وبيل وساعدنا عاملين في الفندق وجئنا بك إلى هنا ، هل تشعر بتحسن الآن ؟
- نعم .. أنا بخير فأنا أستحق ذلك فما كان يجب عليّ أن أتناول تلك الكأس !
- لا عليك يا صديقي سوف تتعود على هذه الأمور ولن تتخلى عنها أبداً
- أتعوّد .. لا .. لا أريد
- حسناً أنت حر يا عزيزي ! والآن هل من خدمة أقدمها لك قبل انصرافي فأنا مجهد للغاية وأريد أن أخلد للنوم
- معذرة يا دكتور لكن إلى متى سأظلّ هنا في هذا الفندق ؟ أليس هناك سكن دائم لإقامتي ؟!
- نعم هناك سكن ، لكنه بحاجة لصيانة بسيطة وأعتقد بأنه في خلال ثلاثة أيام سيكون جاهزاً لإقامتك !
- أشكرك يا دكتور فقد أتعبتك كثيراً
- لا عليك يا فارس ، لكن هل أنت بصحة جيدة الآن ؟
- حمداً لله أشعر بتحسن كبير وبإمكانك الانصراف وأنت مطمئن
تمنى لي يوماً سعيداً ثم انصرف
عدت إلى غرفتي وارتميت على سريري
* ندم شديد بدأ ينتابني ... كم أنا حقير ! لماذا شربت تلك الكأس ؟
إنها محرمة ! كيف فقدت عقلي في تلك اللحظات الفاجرة ؟
ربّاه ... لم أكن أعلم بأني ضعيف لهذا الحد !
عاد إليّ النداء الشيطاني مرة أخرى !
- فارس ومهما حدث فقد كانت لحظات ممتعة ودقائق لذيذة ؟
- صحيح فهي لحظات مثيرة بحق ! خاصة على منصة الرقص ، ولكن ؟؟
- لكن ماذا يا رجل ؟! أنت هنا حر في تصرفاتك لا تعقد الأمور فأنت في بلد الحرية المطلقة
- حرية ؟!!
- نعم حرية ... لقد كانت تجربة رائعة وأنت الآن بصحة جيدة فلماذا لا تستمر ؟! أتريد أن تحرم نفسك من هذه المتع ؟ ثم إنك قادر على التحكم بنفسك فإذا لم تعجبك فبإمكانك التوقف عن تعاطيها مباشرة
- صحيح ، فأنا قادر على أن أتحكم بنفسي فتلك الكأس قد شربتها بمحض إرادتي ولم يستطيعوا أن يرغموني على شربها ولو أردت لم أتذوقها أبداً
- أرأيت لن يستطيع أحد أن يجبرك على شيء ! يجب عليك أن تأخذ الأمور ببساطة فلماذا تضخم الأمور ؟
- أعتقد بأنني وقعت في المصيدة !
- أية مصيدة ؟! لا تهوّل الأمور يا رجل .. كلها أشياء بسيطة وأنت ولله الحمد مازلت مسلماً وتصلي
- نعم - ولله الحمد - فأنا أؤدي كل الصلوات في جميع أوقاتها
- أرأيت ؟ أنت إنسان مستقيم فلا تحرم نفسك من التمتع قليلاً
- بالتأكيد ، فأنا إنسان خلوق وإيماني قوي ولن تضرني حفنات من شراب أتجرعها