بعد أن أديت صلاة الفجر طلبت إفطاري وعندما أحضره النادل سألته بصوت منخفض ... عفواً هل لديكم كحول أو مشروبات من هذا القبيل ؟
ابتسم النادل ابتسامة ماكرة وقال : نعم يا سيدي ... لقد أمرنا صاحبك بوضع بعضها هناك في ثلاجتك وقد دفع ثمنها
أوه يا صديقي وليم ... كم أنت كريم يا رجل ! قلتها بنشوة وفرح
توجهت إلى الثلاجة وقد أخذتني موجة ضحك هستيرية إنه لشيء جميل ! كم أنا ممتن لك حبيبي وليم
أخذت قارورة واحدة فتجرعتها قبل الإفطار وبعد أن تناولت إفطاري أتبعتها بثانية
سبحت في عوالم بعيدة وغبت عن وجودي
لا أدري كم مضى عليّ من وقت ؟!
أفقت ثم أخذت أجرجر قدميّ ثملاً واستلقيت على سريري وأنا في وضع غير طبيعي !
مرّت الثلاثة أيام عليّ سريعاً وقد قضيتها في متعة خرافية في كل ليلة يصحبني فيها الدكتور وليم إلى إحدى دور الرقص أو دور عرض السينما أو إلى أحد أصدقائه ...
غصت من خلالها في ألوان شتى من المتع والشهوات جعلتني أنسى كل شيء حتى هدفي الذي جئت من أجله
لقد نجح الدكتور وليم أن يكسب ثقتي فهو بحق صديق رائع
ومما زادني محبة له تضحياته الكبيرة من أجلي فهو لم يزل يتابع إجراءات قبولي في الجامعة بعد أن تعقدت قليلاً حتى أتت الموافقة أخيراً على انضمامي
وبرغم فرحتي بهذا الأمر إلا إنني لا أشعر بذلك الحماس الذي يدفعني لبدء الدراسة وإجراء الاختبارات وعمل البحوث
** لقد أعجبتني حياتي الجديدة ولا أريد أن يقطع عليّ أحد لذتي التي أعيشها بانغماس شديد
ومما زادني سروراً رسالة وصلتني على بريدي الالكتروني من والدي ووالدتي وإخوتي فهم يخبرونني بأنهم بخير حال ويسألون عن أخباري
رددت عليهم وذكرت لهم بأنني بصحة جيدة وقد تيسرت إجراءات قبولي وسوف أبدأ الدراسة عن قريب
* في بداية الأسبوع الثالث من قدومي دعاني الدكتور وليم لتناول طعام العشاء في منزله لكي يعرفني على زوجته وأبنائه
كان بيته أنيقاً وبسيطاً في ذات اللحظة وقد استقبلني هو وزوجته وأولاده استقبالاً رائعاً
قدمني الدكتور إلى زوجته السيدة ليندا كانت امرأة حديدية في منتصف عقدها الرابع تلمع خصلات بيضاء من شعرها الفاحم السواد
صافحتني بحرارة وهي ترحّب بي بتواضع ظاهر وتخبرني بأنها في شوق منذ زمن للقائي
انتابتني موجة حرج واضحة وقلت متلعثماً تشرفت بمقابلتكِ سيدتي
بعدها أخذ الدكتور يعرفني على أبنائه
هذه يا صديقي فارس جيانا وهي في الثامنة عشرة من عمرها وهي في سنتها الأخيرة من الثانوية ( فتاة لاتشبههم بل عليها ملامح عربية .... ووجهها يشع منه حزن دفين
انحنت جيانا مرحبة بي ... بادلتها بالترحيب وأنا أستمع للدكتور يكمل تعريفه وهذا هو ابني جيمس في الثانية عشرة من عمره وما زال في المرحلة الابتدائية
تبسمت إليه وقلت كيف حالك عزيزي جيمس ؟
أجابني وهو يبتسم : بخير سيدي لقد سررنا بزيارتك