( 7 )
ركلني وليم بقدمه وقال : ألم تسمع ؟! إنه يناديك .. اذهب فوراً قبل أن يغضب
- تساءلت وأنا أكاد أبكي : ولماذا يناديني أنا بالذات ؟!
- قال وليم وهو يصرّ على أسنانه من الغيظ : اذهب أيها الغبي فكل هؤلاء مجتمعون من أجلك
- من أجلي أنا ؟ ولماذا ؟
- هذه حفلة انضمامك إلى جماعتنا أيها الشيطان الصغير ... هيّا قم !
- جماعة !! وأي جماعة ؟
عندها صرخ الساحر مرة أخرى : لماذا لا تأتي أيها الشاب ؟
وقفت سريعاً وبلعت ريقي وأخذت أخطو خطوات متقاربة حتى وصلت إلى درج المنصة الخشبية عندها ابتدرني أربعة رجال ورفعوني إلى أعلى ولم أبدِ أية مقاومة لأنّ كل جسمي قد تصلب حينها وعروقي قد جفت دماؤها
ثم بدأ الساحر يترنم وهو يشير إلى تمثال قد أحضر بين يديه :
( أيها الشيطان الأعظم هذا أحد محبيك قد أتاك طائعاً فامنحه السعادة الأبدية واجعله هانئاً في حياته إن هو أطاعك وإن لم يأتمر بأوامرك فالموت هو مصير كل خائن نعم ... الموت )
انتفضت ثم سقطت من فوق رؤوس الرجال والقاعة كلها تردد
الموت ... الموت
استطعت تمييز صوت وليم من بين كل تلك الأصوات وهو يقول : لك الموت إن خنت يا فارس ، سوف تموت إن خنت يا فارس
أوقفني الرجال وبصوت مجلجل قال الساحر : هاه ماذا تقول ؟ هل تنظم إلينا يا فتى ؟
نظرت إلى الأمام فإذا بكل الحاضرين يضعون أيديهم على حلوقهم ويسحبونها قليلاً قليلاً إشارة بالذبح إن لم أقبل
صرخ الساحر مرة أخرى : ماذا تقول ؟ هل تنظم إلينا ؟
هززت رأسي بالموافقة وأنا أكاد أغصّ بريقي
صفّق الجميع وأخذوا يهتفون باسمي
ثم أتي بسكين كبيرة فتساءلت والخوف يكاد يقتلني : لماذا ؟ لقد وافقت على الانضمام إليكم ؟!!
قال الساحر وهو يبتسم : حسناً أيها الشاب سوف نشرب من دمك حتى نصبح إخوة في العقيدة !!
هجم عليّ الأربعة الرجال وألقوني على الأرض ثم جرحني أحدهم بالسكين من فخذي بدأ دمي ينسكب على الأرض وأنا أشعر بدوامة عظيمة في رأسي أتوا بقدح كبير ثم رفعوني وجعلوا الدم يصبّ في القدح حتى امتلأ ثم وضعوا عليّ قطنة بالية وعصبوا جرحي بلفافة قديمة
بدأتْ القدح تدور على الحضور وهم يتذوقونها ويصرخون ببهجة .
دارت بي الأرض ، أحسست بجنون يفجّر عقلي تصاعدت كلمة الموت بذهني ورأيت الحضور جميعهم يقتربون مني وهم يرددون
( في سبيل الشيطان .. نحن عبّاد الشيطان .. الموت للخائنين الأنذال .. فليحيا قداسنا الأسود وليحيا قداسنا الأحمر ولتحيا النجمة ذات الأجنحة الخمس .. ))
تراجعت إلى الوراء وأنا أصرخ أحاطني الجميع ونظراتهم ترمقني لم أعد أقوَ على الاحتمال أكثر من ذلك تراقصت من الرعب ثم سقطت على وجهي بينهم .