استيقظت على همسات صوت كأنني سمعته من قبل ... بدأ بالازدياد شيئاً فشيئاً
فارس .. صديقي فارس هيا انهض .. هيا عزيزي
فتحت عينيّ وما زالت غيايات سوداء تحيط بهما أخذت أمسحهما بعنف ..
تبين لي بعد قليل وجه الساحر صرخت : أنا معكم أرجوكم لا تقتلوني ! لا أريد أن أموت .. لا أريد أن أموت
- فارس ماذا حلّ بك ؟! أنا بيل
- بيل !! أعدت النظر إليه مجدداً أدرت عينيّ وراءه إنني في غرفتي إنه بيل
شعرت بارتياح كبير
- بيل أنا سعيد لوجودك ضممته إليّ وأخذت أبكي بكاء مرّا ، أسندني إلى سريري وأتى بكأس ماء وقال لي :
- اشرب يا فارس يبدو بأنك شاهدت كابوساً مزعجاً
- كابوساً مزعجاً !! لا إنما هي حقيقة حدثت لي ليلة البارحة
- ليلة البارحة !! هل أنت تهذي ؟!
- أهذي ! ربما أنا حقاً أهذي ... اقتربت من بيل وهمست في أذنه : أين وليم ؟
- إنه يتناول إفطاره في بيته
- كم الساعة الآن يا بيل ؟
- إنها التاسعة صباحاً وقد بعثني الدكتور وليم لسؤالك هل ترغب بالذهاب للجامعة اليوم ؟ فمن المؤكد بأنك نمت نوماً عميقاً البارحة فقد أخبرني الدكتور بذلك عندما سألته عنك وقال لي : إنني لم أرَ فارس بالأمس فقد كانت آخر مرة رأيته فيها في الحفل الذي أقمته وأردف قائلاً يبدو بأنه خلد للنوم مبكراً ليلة البارحة ؟
- هل قال لك وليم ذلك ؟
- نعم
- هل أنا أحلم إذاً يا بيل ؟
- من المؤكد ذلك عزيزي
- لا لا غير معقول فأنا كنت في كامل قواي العقلية
- لا أعتقد ذلك يا فارس !!
- سوف يقتلوني يا بيل .. إنهم أشرار ...!!
- ومن هم يا فارس ؟
- الساحر ووليم ومجموعتهم المرعبة ... إنهم شياطين بشرية يا بيل
- ضحك بيل وغمزني بعينه وقال : أنت مغامر حتى في أحلامك يا فارس
اعقل يا رجل ودع عنك هذه الخرافات !!
تذكرت حينها قسمي لأولئك المجرمين بألا أفشي لهم سراً أبداً
تحسست فخذي ووقعت على اللفافة المربوطة على الجرح
نظرت إلى بيل وبضحكة ساخرة قلت له : لقد كان كابوساً مزعجاً بحق !
سألت بيل لأبعده عن الموضوع كيف استطعت الدخول إلى شقتي ؟
- ضحك وقال : لقد طرقت عليك الباب عدة مرات فعندما لم تفتح قلقت وذهبت لحارس العمارة الذي صعد معي وجلب المفتاح الاحتياطي وفتح الباب تعجبت وقلت : إذاً فالحارس يملك مفتاحاً آخر لشقتي ؟!
- استغرب بيل من كلمتي تلك وقال : هذا شيء طبيعي فكل شقة لا بدّ لها من مفتاح احتياطي وهل تريد أن يعطوك المفتاح الاحتياطي أيضاً يا عبقري ؟!!
ضحكت من تعليق بيل ودعوته ليتناول الإفطار معي !
بعد تناولنا للإفطار توجهنا إلى الجامعة لمتابعة مستجدات بدء الدراسة ثم تجولنا ببعض المكتبات المجاورة لها وعدت بعدها إلى سكني
وقبل أن أنزل من السيارة ناولني بيل كتاباً ذا أوراق صفراء مهترية وقال :
إنه هدية من الدكتور وليم وقد أمرني بتسليمه لك
شكرته ثم صعدت إلى الأعلى وبيدي الكتاب
وضعت الكتاب على مكتبي ثم خلعت ملابسي فأنا أريد أن أضع مادة مطهرة على الجرح في فخذي فقد خشيت أن يتلوث وقد أمرت بيل بالوقوف عند إحدى الصيدليات واشتريت منها معقماً وبعض الشاش ولاصقات طبية للجروح
عند تنظيفي لجرحي اكتشفت بأنه خدش بسيط غير غائر فارتحت لذلك لكنّ عينيّ تسمرتا فقد نقش على أعلى ساقي اليسرى الرقم 666
هنا تجلى كل شيء فهذا هو سر الأرقام 666 أو الحروف fff
فهي من شعارات هذه الجماعة الشيطانية ، يا إلهي لقد أصبحت أحد أفرادها رغماً عني
سحقاً لي ! كم أنا مغفل وساذج لقد قالها وليم ليلة البارحة
فعلاً إنني ساذج لأبعد الحدود
كيف سمحت لأولئك الأشرار بالتلاعب بعقلي وتفكيري على هذا النحو المرير
لقد أوقعوني في حبائلهم واستدرجوني خطوة خطوة