لعدة أيام لم أخرج من شقتي فقد فضلت البقاء لوحدي ولم يسأل عني أحد وكذلك أنا لم أذهب لأحد حتى بيل لم أره منذ ذلك اليوم
وقد قرأت عدة صفحات من الكتاب الذي أعطانيه بيل هدية من وليم الخبيث واسم الكتاب ( الإنجيل الأسود )
ومن تسميته اتضح لي التهكم الشديد الذي يحمله ، فهم ضد تعاليم الإنجيل وضد تعاليم التوراة ومن باب أولى ضد تعاليم القرآن
أثناء قراءتي وجدت نصاً مرعباً وتحديداً في الإصحاح الثامن يقول مؤلفه المجرم : ( اقتل ما رغبت في ذلك ، امنع البقرة من إدرار اللبن ، اجعل الآخرين غير قادرين على الإنجاب ، اقتل الأجنة في بطون أمهاتهم ، اشربوا دم الصغار واصنعوا منه حساء ، اخبزوا في الأفران لحومهم واصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب )
أحسست بالاشمئزاز من متابعة القراءة فقررت التوقف بعد أن أصبت بهلع شديد وأنا أتخيلهم وهم يشربون من دمي وأنا أصرخ بينهم في تلك الليلة المفجعة ... يا لها من ليلة ليلاء لم أشهد بحياتي مثيلاً لها !
شعرت بصداع عنيف يعبث برأسي استلقيت على سريري وأنا في حالة إعياء شديد
بعد دقائق من إغفائي سمعت طرقات متتالية على باب شقتي كانت متواصلة ولم تتوقف ، عرفت بأنّ هناك حدثاً قد وقع وخطر بمخيلتي بأنه حريق خاصة وأنا أشم رائحة أشياء تحترق
ارتديت ملابسي سريعاً وما زالت الطرقات تتوالى فتحت الباب .. إنه بيل وصدره يهبط ويعلو
صرخت بوجهه :
- بيل بالله عليك تكلم ماذا جرى
- جيانا يا فارس .. جيانا
- جيانا !! وماذا حلّ بها ؟