بغير شعور مني أخذت روايتها مجدداً وبدأت أقرأ فيها وكأنني أطالعها لأول مرة !
لقد بدأت أفهم بعض الإيماءات التي نثرتها جيانا في أرجاء روايتها الحزينة
يبدو بأنّ حديث الجدة قد فكّ بعض طلاسمها المحيّرة
لكن يظلّ هناك سر كبير لو استطعت معرفته لتوصلت إلى فهم أمور كثيرة
لماذا تضايق وليم عندما أهدتني جيانا روايتها ؟!
لا أعتقد بأنّ ما قلته للعجوز هو المبرر الفعلي !!
فجيانا بلا شكّ تحتفظ بنسخة أو نسخ أخرى من روايتها
يا ترى ! هل اطلع وليم على الرواية وقرأها ؟!
لكن لماذا تضايق وغضب من جيانا ؟!!
هنا مربط الفرس !
لو كانت مجرد رواية خيالية لم يرعها وليم أي اهتمام
لكنه تضايق لأنها تلامس واقعاً ربما تكون له يد خفية فيه
أقصد مقتل والديّ جيانا
إنني لا أستغرب أي شيء على هذا المجرم الشرير خاصة بعد فعلته التي فعلها معي في تلك الليلة ؟!
لكنّ الجدة أثنت عليه كثيراً وأشادت بحسن رعايته لجيانا !
أعتقد بأنّ جيانا لم تخبرها بما كان يحدث لها في منزل وليم
لذلك كانت الوسيلة الوحيدة للتنفيس عن مشاعرها هي الكتابة !
أصابتني موجة زهو خفيفة لما توصلت إليه من استنتاجات جيدة لكنها ما زالت في طور التوقعات وليس هناك أية أدلة ملموسة تدين وليم بأدنى تهمة
لا أدري عندما مرّت في ذهني كلمة ملموسة تذكرت عباراته الشيطانية والتي كان يرددها بكثرة !