إنه التصرف السليم الذي يجب أن أتخذه ! لكن من سيصدقني ؟!! وأنا لا أملك أدلة
أخذت أتباحث مع نفسي وأضرب أخماساً بأسداس عن ما يجب عليّ فعله
برغم كوني لم أتجاوز الشهر في الولايات المتحدة إلا أنه حدثت لي أحداث لم أشهدها طوال سنواتي الماضية
في صباح اليوم التالي استيقظت على صوت الهاتف .. إنه بيل
- صباح الخير فارس
- صباح الخير بيل
- معذرة على إزعاجك لكن هناك أمر طارئ يجب إخبارك به
- هل عثروا على جيانا ؟!
- كنت أتمنى ذلك !
- لقد أخبرني الدكتور وليم بأنه يجب عليك الذهاب للجامعة فوراً فقد اتصلوا به وطلبوا حضورك
- وماذا يريدون ؟ ألم أكمل كافة الإجراءات ؟!
- لا أعلم ذلك يا فارس ، لكن إن رغبت بالذهاب سأكون عندك في ظرف عشر دقائق
* توجهنا أنا وبيل للجامعة وقابلت مسؤول التسجيل وقد أخبرني بأمر أقلقني كثيراً فقد قال : بأنّ إجراءات قبولي قد أوقفت وإن كنت أرغب في سحب طلبي فلي ذلك
تساءلت بغضب لكن كل الأمور كانت تسير على ما يرام فما الذي حدث ؟!
اعتذر وقال : عفواً سيد فارس فأنا هنا لإخبارك فقط ! ومعذرة فهناك طلاب آخرون ينتظرون أدوارهم
زممت شفتيّ من شدة الحنق ثم خرجت غاضباً
لا أدري ما السبب ؟ لكني أعتقد بأنّ لوليم يد في ذلك فقد توعدني ليلة البارحة بما هو أشدّ من هذا !
إنني أنهار على مهل ، ليتهم يقتلونني ويريحوني من هذا العذاب الأليم
لكن هل أستسلم بهذه السهولة ؟!!
لا وألف لا ! سأظلّ أقاوم حتى آخر قطرة من دمي
في الطريق أخبرت بيل بما جرى
أبدى تأسفه لكن دون اكتراث
آه يا بيل حتى أنت أصبحت لا تهتم بي ولا تخفف عني !
وقد أصبت بصدمة عنيفة عندما علّق وقال : أظنّ بأنّ الدكتور وليم قد بذل مجهودات خرافية لقبولك لكن أنت من جنى على نفسه ؟
- وماذا فعلت أنا ؟!
- لقد أخبرني الدكتور بأنك تتكاسل عن حضور الجلسات المهمة التي كانت تعقدها الجامعة
- جلسات مهمة ! وما هي تلك الجلسات التي لم أدرِ عنها !
- لا أعلم لكن يبدو بأنك قد أغضبت الدكتور
نزلت سريعاً إلى شقتي ولم أتنبس بكلمة واحدة ، فقد كنت متألماً من عبارة بيل
مما دعاني إلى الارتماء على سريري ونمت مباشرة
على صوت رنين الهاتف استيقظت نظرت إلى الساعة كانت السادسة مساء ، لم أكن أتوقع أن أنام كل هذا الوقت عندما أردت أن أرفع السماعة انقطع الاتصال ثم عاود المتصل بعد خمس دقائق كنت أحسبه بيل يريد أن يعتذر من تصرفه صباح هذا اليوم
- ألو من المتصل ؟!
- مساء الخير عزيزي فارس
- مساء الخير من يتكلم ؟!
- لا أريد أن أطيل عليك بكلام كثير ، لا بدّ من حضورك الليلة في القلعة التي تعرفها جيداً
- بدأ الخوف يغمرني وقلت : ألم يخبركم وليم بقراري الأخير ؟!
- وبضحكة مدوّية : لا تكن ساذجاً يا فارس ، الأمور لا تتأتى بهذه البساطة التي تفكر بها !
- احمرّ وجهي من الغضب وأغلقت سماعة الهاتف
بدأ القلق ينتابني فهؤلاء الأشرار لن يكفوا عن ملاحقتي أبداً
رنّ الهاتف من جديد
- سيد فارس أرجو ألا تغلق السماعة فهنا شخص عزيز عليك يريد محادثتك
- لم أتكلم وظللت أستمع لما يقوله ثم أردف قائلاً إن كنت تريد مساعدته فلا بدّ من حضورك أيها الشجاع
- فارس .. فارس
- يا للهول إنه صوت جيانا
- جيانا ؟
- وبصوت مرعوب قالت : نعم ... نعم أنا جيانا يا فارس وأخذت تبكي
- ما الذي يحدث ؟ أين مكانكِ ؟!
- وبكلمات متقطعة وبصوت مبحوح أجابت : أنا في القلعة المهجورة وقد اشترطوا لإطلاق سراحي أن تحضر أنت وقد وعدوني بألا يمسّوك بأي أذى وشرطهم الوحيد أن تعود للانضمام إليهم مجدداً
- حسناً .. سأكون عندك الليلة
- اختطف الرجل السماعة من جيانا وقال : اسمع يا فارس لا تحاول أن تغدر بنا وتأتي معك بأناس آخرين أو أنك تبلغ عنا السلطات
القضية لا تحتمل أدنى تصرف أرعن فحياة صديقتك في خطر وآخر موعد هو الثالثة فجراً