كم هو شعور مرير يدعو للأسى والقهر في نفس اللحظة
كانت جيانا تنظر إليّ وتبكي وتعتذر : أنا آسفة يا فارس لقد كان ذلك رغماً عني
لقد أجبروني على الاتصال بك وأن أطلب منك الحضور لإنقاذي وقد وعدوني بأنهم لن يؤذوك أبداً لكنهم خدعوني .. نعم خدعوني
التفت إليها وقلت : لا عليكِ يا جيانا فأنا أستحق ما سيحدث لي ..
أرجوكِ لا تفكري بهذا الأمر !
قطع حديثنا صوت ذلك الساحر وهو يرمقني بنظرات تتقادح شرراً : لقد وقعتم في شر أعمالكم أيها الخونة !
ونحن هنا لنحتفل بقتلكم انتقاماً لشيطاننا الأعظم
إنه القداس الأسود يا خونة ... وكم سوف نستمتع بشرب دمائكم اللذيذة !
الموت للخائنين الأنذال
كانت جيانا ترتجف من هول ما تسمع
أما أنا فقد تبلدت مشاعري فلم يعد يهمني تهديده
أنا مرتاح لأني كفرت بمعتقداتهم الفاسدة والتي كادت تودي بي إلى التهلكة
كم كنت أتمنى هذه اللحظة الخالدة !!
بدأ الساحر بتلاوة قداسهم البغيض ثم قال : ( من أجلك يا حضرة الشيطان سوف نقتل هؤلاء الأشرار ! إنهم خانوك وفي بقائهم خطر على أتباعك ، أما هذه المدعوة جيانا فقد رفضت الانصياع لأوامرك وقد حاولت كشف أسرار أحبابك بكتاباتها القذرة وسوف يحلّ بها غضبك عمّا قليل ، أما هذا الشاب فارس فقد رفض الطاعة وأعلن التمرد بعد أن أكرمناه وأغدقنا عليه من خيراتك لكنه أبى إلا العصيان ، ثم التفت الساحر إلى الرجل المعلق عن يميني وأكمل قائلاً : أما جورج
صرخت : ماذا ؟ جورج ؟!!
رفع جورج رأسه ثم نظر إليّ وقال : يؤسفني يا فارس بأنك لم تسمع نصيحتي !!
تساءلت بتعجب : أما زلت على قيد الحياة يا جورج ؟!
ابتسم وقال : نعم ، لا زلت على قيد الحياة لكني سأموت الآن !
هنا استشاط الساحر غضباً وصرخ قائلاً : عليكما اللعنة لماذا قطعتما حديثي ؟!
لم أتمالك نفسي وقلت : بل أنت الملعون أيها العجوز الطاغية !
انتفض الساحر ونادى على رجاله الواقفين خلفه بكامل أسلحتهم
أطلقوا الرصاص عليهم ، هيّا نفذوا حكم الإعدام بسرعة
تراجع الرجال إلى الوراء وصوبوا بنادقهم إلى جهتنا ثم دوّت القاعة بأصوات الرصاص ..
لم أصب بشيء التفتُّ إلى يساري فإذا برأس جيانا ساقط على صدرها تجمدت الدماء في عروقي وأنا أحاول أتبين هل هي حية أم لا ؟؟