وحينما كنت أتمشى في حديقة منزل وليم سمعت محادثة جرت بينه وبين زوجته السيدة ليندا وقفت عند النافذة لأستمع لهما عن قرب
كانت أصواتهما مرتفعة لذلك لم يخفَ عليّ شيء من حديثهما
كانت هناك حفلة فما يبدو في الليلة التالية وقد فهمت بأنّ ليندا ترفض حضورها لكن وليم يصرّ عليها حتى احتدم النقاش بينهما وصرخ وليم في وجه زوجته وقال لها : أيعجبك أن تكوي على جبهتك بالحدائد المحماة هناك في القلعة أو ينتفون أظافركِ بآلة معدنية ثم يبعثون أحدهم ويضايقنا بسيارته حتى تنقلب سيارتنا أو نضرب بعمود إنارة كما فعلوا بعائلة سون
كانت صدمة عنيفة عليّ .. وقد شهقت شهقة عنيفة هربت على إثرها إلى داخل البيت وتوجهت إلى غرفتي وأغلقت الباب عليّ وأخذت أبكي طوال تلك الليلة وفي نهاية الأسبوع حضرت هنا عند جدتي وأخبرتها بالخبر ثم كتبت تلك الرواية التي قرأتها وبعدها بفترة زرتنا أنت في بيت وليم وبعد أن أعطيتك الرواية لكي تقرأها تساءل وليم عن الأوراق التي أعطيتك إياها فقلت له : بأنها مجرد رواية من تأليفي لكنه أصرّ عليّ حتى أريته نسخة أخرى لديّ
عندها غضب من ذلك أشد الغضب وعندما استفسرت عن سبب غضبه أجابني : بأنه لا يجب عليّ أن أعطيها رجل غريب فهي رواية ممتازة وربما سوف يسرقها هذا الشاب ثم يدعي بأنها له وينشرها باسمه لكني لم أقتنع بالسبب الذي ذكره لي وعرفت بأنه قد اكتشف بأنني علمت بالقصة فأنا شعرت بأنه هو وزوجته قد عرفا بأني قد سمعت محاورتهما في تلك الليلة
- هل أفهم من كلامكِ يا جيانا بأنّ زوجته من ضمن أفراد الجماعة ؟!
- نعم ، وهي وإن كانت قليلة الحضور لاجتماعاتهم إلا أنها على صلة قوية ببعض أصدقاء وليم من رجال القلعة
- تفضلي أكملي
- في صباح يوم السبت الماضي خرجت على عادتي للإتيان هنا عند جدتي وقد كنت آتي عن طريق القطار
لكنّ وليم سألني وأنا خارجه إلى أين تريدين الذهاب فأخبرته بالأمر ؟
فقال لي : إنه منذ مدة لم يقابل جدتي وأيضاً هو يريد أن يستنشق هواء البلدة العليل
وسوف يوصلني هناك ثم سيمكث قليلاً لدينا ويعود مرة أخرى
رحبّت بالفكرة وركبت معه في سيارته لكنه بدل إيصالي هنا اختطفني إلى القلعة المهجورة ثم سلمني لأصحابه الذين قاموا بحبسي في غرفة صغيرة
- عضضت على شفتيّ وقلت بغيظ : يا له من مجرم ؟ لكن لماذا اختطفكٍ يا جيانا ؟
- لقد عصيت الأوامر كما فعلت أنت يا فارس ؟
- هل تقصدين بأنهم حاولوا إدخالكِ إلى جماعتهم اللعينة ؟!
- لا ، لكنهم بعد اختطافي أجبروني على الاعتراف عن سبب كتابة روايتي فأخبرتهم عن ما سمعته من وليم وهو يحدث زوجته في تلك الليلة فعرفوا بأني قد كشفت مؤامرتهم فأرادوا التخلص مني ثم إنهم قاموا بالإيقاع بك عن طريقي وجعلوني أتصل بك في ذلك المساء
تدخل الرائد جونكل وقال : هؤلاء الأبالسة لا يتورعون عن قتل أي أحد حتى وإن كان ابناً أو ابنة أو حتى أحد والديهم ....
بل على العكس كلما كانت درجة القرابة قريبة كانت المكانة للعضو أكبر ... إنهم يستمتعون بالدماء ويتلذذون بمذاق اللحوم البشرية
اقشعرّ جلدي وأنا أستمع لجونكل وتذكرت حينها عبارتهم في الإنجيل الأسود في الحث على قتل الأطفال والتمتع بأكل لحومهم
سكتنا قليلاً ثم أحببت أن نخرج عن جوّ القتل والاختطاف فتساءلت :
- سيد جونكل هو سؤال شخصي لو سمحت
- نعم تفضل
- هل تمّ إيقاف إجراءات قبولي في الجامعة بسبب وليم ؟!
- توقعك في محله عزيزي
- إذن هو لم يخدمني من أجل الصداقة التي كانت تربطنا ؟
- أبداً ... أبداً
- لكن ما هي الأسباب ؟!
- أسباب ماذا ؟!
- أقصد : لماذا دعاني وليم للقدوم وأنفق أموالاً طائلة من أجلي ؟!
- حسناً سأخبرك ... هذه الجماعة البغيضة تعتمد على الاتصال الشخصي في كسب أنصارها ؟
- الاتصال الشخصي ؟! أرجو أن توضح ؟!
- ألم يعتمد وليم في الدرجة الأولى لدعوتك للانضمام إليهم عن طريق اتصالاته الشخصية بك ؟!
- صحيح ، لكن لماذا كل هذه المجهودات والحماس الذي يبذله من أجل انضمامي ؟!
- لقد أتيت على جوهر الحكاية !!