إنّ مكانة العضو لديهم بقدر ما يجلب من أعضاء فكلما أتى بعضو إضافي كانت له امتيازات خاصة إضافية ؟!!
- امتيازات !! مثل ماذا ؟
- كل شيء : مال – نساء – مكانة مرموقة – تيسير معاملاته الشخصية وإلى غيرها والشيء المهم لهم بأنّ الشخص الذي يتمتع بهذه المزايا يمنح فرصة أكبر لتولي رئاسة القلعة – وهي أمنية غالية يطمح له الكثير من أفراد الجماعة –
- ولماذا ؟!
- لأنها أرفع منصب في الجماعة فالرئيس يستطيع أن يسيطر على كل أفرادها ولن يعترض على قراراته أحد إنها سلطة مطلقة بدون قيود وضوابط
- أفهم من كلامك بأنّ الرئيس يتمّ انتخابه ؟
- صحيح هم يجرون انتخابات سرية كل سنتين فتوضع الأسماء المرشحة للمنافسة ؟ ويبدأون بالتصويت
- وهل هناك شروط معينة للمرشح ؟!
- طبعاً ، من أبرزها أن يكون قد مضى عليه في الجماعة أكثر من خمس سنوات وكذلك أن يكون قد أدخل إلى الجماعة ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأيضاً ذبح أحد أقاربهم وتقديمه قرباناً للشيطان وكذلك من الشروط البارزة أن ينشأ خلية أخرى في دولة ثانية غير الولايات المتحدة
- آه ، لقد فهمت الآن ! كان وليم يريدني أن أكون داعياً شيطانياً بين أبناء وطني ؟!
- كلامك صحيح , وأظنّ بعضهم قد نجح في ذلك ، فعبّاد الشيطان ينتشرون انتشاراً مرعباً في كل القارات الست ومما يساعد على انتشار أفكارهم أنّ بعض الحكومات تسمح لهم بممارسة أنشطتهم
- لكن يا جونكل ؟ لماذا قمتم بمداهمتهم إذاً ؟!
- ضحك جونكل وقال : وهل تريدنا أن تفرج عليهم وهم يذبحونك أنت وجيانا
- خجلت وقلت : يا له من سؤال غبي حقاً ؟!
- لكن هل تعرف يا سيد جونكل كم أدخل وليم من أفراد ؟؟
- لست متأكداً لكن الذين أعرفهم ثمانية أشخاص بما فيهم أنت
- ومن هم السبعة المتبقون ؟
- زوجته ليندا ووالدي جيانا ولودي المضيفة والسيد ستيف وزوجته وكذلك جورج !
- ضربت جبهتي بيدي ... أوه لودي يا لها من شريرة !!
- قال الرائد جونكل : لقد قتلت مع وليم في تلك الليلة ؟
- اندهشنا جميعاً وتساءلنا : وهل قتل وليم ؟
- قال جونكل : نعم لقد حاول المقاومة بعد أن وجدناه هو ولودي في غرفة مجاورة فأشهرا سلاحيهما تجاهنا فأرداهما رجالنا أرضاً
- لقد لقي جزاءه ... قلتها وأنا مغضب لكن ألم تخبرني يا جونكل بأنه قد سافر ؟
- صحيح لقد قال لي ذلك لكنها كانت مجرد خدعة
- لكن لماذا حضر وهو يعرف بأننا سنقتل ؟
- أظنه حضر ليشاهد حكم الإعدام بحقكما لكنهما كان ينظران من غرفة مجاورة حيث وجدناهما
- ضحكت جيانا وقالت : ربما نزلت على قلبيهما الرحمة فهما متأثران لما سوف يقع لنا !
- هنا تذكرت جورج فقلت متعجلاً : والآن يا سيد جونكل بقي أن تخبرنا عن جورج ما هي قصته ؟!! لقد كان معي في الطائرة عند قدومي
كانت تصرفاته غريبة وهو من قام بتحذيري من وليم !!
قبل أن يتكلم جونكل رنّ صوت هاتفه النقال
تكلم مع المتصل بهدوء ثم استأذن في الخروج لعدة دقائق
سمعنا صوت سيارة قادمة ثم توقفت للحظات وبعد ذلك انصرفت
نظرت إلى جيانا وجدّتها وأنا أضحك وقلت : لعلها مهمة جديدة للرائد المغوار
قالت الجدة : إنني أرأف بحال هؤلاء المناضلين ... كم يشقون من أجلنا !!
لم أستطع التعليق فقد دخل جونكل .. كانت تعابير وجهه ضاحكة ثم قال مباشرة : كنت أتمنى ألا تسألني عن قصة جورج إلا في آخر حديثك وقد فعلت يا فارس !!
تساءلت ولماذا ؟!
قال جونكل - وقد تلعثم - : لأنّ قصته طويلة !!
حسناً عزيزي هيّا فقد شوقتني كثيراً
بدأ جونكل بسرد قصة جورج : كان جورج اليد اليمنى للدكتور وليم وأستطيع أن أقول بأنه العقل المدبر لكل خطط وليم فهو يمتلك عقلية جبارة مقارنة بعقلية وليم المادية البحتة
قاطعته جيانا وقالت : معذرة : هل أعرف أنا ذلك الشخص ؟!
قال جونكل : أنتِ تعرفينه تمام المعرفة ... إنه الرجل الذي كان مصلوباً لجواركما أنتِ وفارس
بدا علي جيانا التأثر وقالت : لقد كنت أراهم يعذبونه بشدة طيلة يوم كامل وهو يصرخ ويستغيث كم أنا حزينة عليه لا بدّ بأنه قد ظلم
أبديت أسفي : فعلاً لقد كان مقتله مريعاً لكن يا سيد جونكل قد قلت أنت بأنه يستحق ما جرى له ؟ فلماذا ؟!
هذا صحيح فهو قد لقي جزاؤه المستحق ... اسمعوا يا سادة إنّ جورج هو الذي تسبب في حادث سيارة والديكِ يا جيانا !
صرخت جيانا وقالت : عليه اللعنة هل هذا صحيح ؟!
وقبل أن يجيبها جونكل تدخلت العجوز لكن لماذا قتلوه وقد قدّم لهم ما يرضيهم ؟!!
تعجبت أنا بدوري وأيدت رأي الجدة !!
قال جونكل : لأنه خانهم بتنفيذ الجريمة
صرخت جيانا : خانهم ماذا تقصد ؟
أقصد ... لحظة واحدة