البـــــــــ14ـــارت
.
.
.
حين نحب ، ينتحب الانتظار على طاولة المقهى،
تمر هوادج الماضي في الشارع أمامنا، فنمطرها بالياسمين،
ننسى ضجيج الباعة الجوّالين بالميكروفونات،
ونواح سيارات الشرطة والإسعاف وأبواق الأعراس
والجنازات.
لن أرتب موتاي في كهف أعماقي بكامل نياشينهم،
لن أصفٌهم كعساكر ماتوا في شرخ الحزن،
ولن أجلس لأكتبهم بيد الظلال،
بل سأحبك، ولن أفشل في اختراع هذا الحب!
*غادة السمان
.
.
.
في صدمة حديثهُمْ ,
أفنان : مو معقول ريّان بيحرجنا كلنا
عبير : مجنوووووووووووووووووووووون أكيد مو صاحي كيف يسوي كِذا !!!!!!!!!!
رتيل : كأن الجوهرة رخيصة عنده يقوله روح أخذها يالله مو طبيعي ذا الرجّال
عبير : طيبْ خلاص يمديها وتروح
رتيل : مُستحيل كيف على الأقل نصوّر معها ونخليها تفرح شوي مو كِذا بروحها متضايقة وبعد يجيها الحين ويآخذها وتوّ الناس ماجت 9 بعد !!!!! حركة ريان ودّي أتوطى في بطنه الحين
عبير : بالله هدُوء قبل لاتجي جوجو
ومع إقتراب هذه اللحظة تشعر بالإختناق بشيء ينبض بيسارها يضعفْ . . .
عادت للبُكاء . . هذه الليلة كئيبة سوداء قد تكُون حمراء بدمائها التي ستنزفْ عند قتلَها على يد سلطان !!!
كُل هذه الأفكار السوداوية تلتهمْ من ملامِحها الجمال !!
وقفتْ وأحكمت ربط المنشفة أكثر وخرجتْ لهُمْ وعينيها مُحمّرة جدًا جدًا ..
عبيرْ : تبين تآكلين شيء ؟
الجوهرة بنبرة مبحوحة : مو مشتهية
عبيرْ : طيبْ نشفي شعرك وألبسي عشان بيجون بعد شوي
الجُوهرة : سلطان ؟
عبير بتوتّر وهي تكذبْ : إيه عنده شغل وكذا مضطر يعني له ظرف
الجُوهرة بضيق : طيّبْ
خرجوا البنات ليهمسُوا بالحديثْ في الصالة على ماترتدِي فستانها !
أفنان : أمي ماترد بعد . . أوووووووووفْ
رتيل كانت ستتحدثْ لولا سماع الأصوات الداخلة بالأسفل
,
جالس في قاعة الرجَال بصدمة وهو يتذكر حديثهُمْ –
ريّان بحقد : حتى شغلك مو مخليك في ليلة عرسك
سلطان يُدخل في جيبه الجوّال وبإبتسامة : مُشكلة لاكنت تخاف على أمن بلد !!
ريّان : دام كِذا حتى إحنا نخاف على أمن بلد وش رايك نزّفك عليها الحين !!
سلطان شعر بسخرية نبرته وهو يتحدث : الشكوى لله
ريّان وقف وهو يُريد إحراجه ويتحدث بنبرة عالية : العريس مشغول بأمن البلد وإحنا نخاف على هالبلد عشان كِذا بنزّفه الحينْ عسى زفّة المغرب فيها خيرْ
سلطان وَ * شر البلية مايُضحك * رغم ضحكه إلا أنه قامت البراكين في صدره ولو مسك ريّان لأودعه قتيلاً
تُركي في صدمة من حديثهُمْ . . كيف يُزّف عليها الآن ! يعني ستُحّل لأنظارِه !
بجنون العاشقين يُفكر كيف سيراها وماذا سيقول لها . . . صُعق وكأنه للتو علِم بزواجِها . . تجمّد في مكانه وأقدامه ماتقوى الوقوف !!!
خرج من المجلِسْ ويفتح أزارير ثوبه وهو يشعر بالإختناق . . ويردد : ماراح تتهنى فيها دام أنا حي والله ماتتهنى فيها
,
رتيل : جوّ ؟
أفنان : لحظة أنا بنزل أدخلوا للجوهرة . . . ونزلتْ وهي تشاهد ريّانْ لوحده . .
ريّان : 10 دقايق وخليها تنزل
أفنان : ماجهزت
ريّان بغضب : قلت 10 دقايقْ
أفنان سكنت أمام غضبه !! حتى زفتها لن تُزف كالعروس !!!!
صعدت وهي تحبس دموعها لاتبكِي . . هذا الزواج البائس ماكان ليمّر هكذا ’
دخلت على الجُوهرة وهي قد أرتدت فستانها فقط !!
عبير : مين كان فيه ؟
رتيل فهمت من عيون أفنان الحاصِل : طيب خلنا نسوي شعرك بسرعة
مرت الدقائق والعشر أيضًا
عبير وهي تبحثْ عن الكحل وهو كان بيدها *من التوتر* : يالله وين راح
أفنان : الكحل بإيدك
رتيل تنهدّت : الله يثبت العقل بس . . . .
أفنان : ترى أمي ماتدري تحسبك بتجين القاعة
الجُوهرة بهدُوء : بحاكيها بعد شويْ
عبير : صليتي ؟
الجوهرة : إيه
عبير : الحمدلله ..
بدأت الجوهرة بالرجفة وإن حاولت تخفيها
دقائِق وأنتهت رتيل من شعرها الذي رفعته بأكمله وثبتت الطرحة وموّجتْ غرّتها الطويلة على جنبْ . . وأكتفت بهذه التسريحة البسيطةْ !!
عبيرْ رسمت عينيها بالطريقة البدوية المعرُوفة وأكثرت من الماسكرا . . ووضعت لمساتها النهائية الناعمة وأكتفت بذلكْ !!
أفنان : الحمدلله خلصنَا . . عطتها مسكتها *كانتْ ورد لونه بصلِيْ ومُنسّق بعناية*
أفنان أبتسمتْ ولمعت عينيها بالدمُوع : مبروووك عسى ربي يهنيكم ويسعدكُمْ
الجوهرة ماإن رأت عينا أفنان حتى سقطت دمعة يتيمة على خدّها
عبير : لآتبكينْ عشان خاطرنا . . مسحت دمعتها !
رتيل : لحظة أبتسمي وريلاكسْ وكل شيء بيكون تمام . . . لازم نصوّرك بس عاد أضحكِيْ
الجوهرة وهي تجُاهد حتى تخرج إبتسامة منها
صوّروآ وإن شاهدُوها بعد سنين سيعلمون مقدار الألم المُرتسم بعيونْ الجوهرة ’
,
عبدالعزيزْ وهو يتحدثْ بجواله الآخر : خلاصْ انا بالإنتظارْ
رائد : بس ودّنا بزيارة لك لِنا
عبدالعزيز : على ؟
رائد : ودّنا بكم شغلة تتعلق فيك
عبدالعزيزْ : على حسب وقتِي بشوفْ
رائِد : أجل إحنا بعد بالإنتظار
عبدالعزيز أغلقه وهو يتنهّد .. ويرتمي على السرير وهو يُريد الراحَة . . . . ضحك فجأة وهو يتذكَر رسالة رتيل وبنفسه *محترفة بالكذب بعد* . . .
أمامه واقفْ وعيناه تتحدث بأحاديثْ لايفهمها عبدالعزيزْ . . . كان يختنق ويشهق مرارًا وكان جامِد في مكانه
تجمّعت الدمُوع في عين عبدالعزيز وهو يحاول أن يتحدثْ ولا مفّر : آآآ . . كان يخرج منه أنين حتى يُناديه
أختفي وهو يشهقْ بقوة كاد يمُوتْ . . . ذهب للمغسلة وأستفرغْ وهو لم يأكلِ من الأساسْ . . شعَر بألمْ فظيع
الإستفراغ مؤلم إذا لم يكن قد أكل شيئًا يشعر بأن روحه تُقتلعْ من الوجعَ
مسح وجهه ودموعه التي محبوسة في محاجره لم تخرجْ : اللهم إني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرون !!
همس : ليتك تريّحني ياعين ولدِكْ
,
هذه اللحظات لايسيطر على فكره شيء سوى زواجها . . .. . .. . يشعر بغموض حولها وعازم أن يكشفه
يبحثْ في أوراقه عله يلقى تلك الورقة التي كانت من الرياض ومن مقرنْ تحديدًا . . . جلس على الكرسي بتعبْ وهو لم يجدِها !!
متزوجة * هذا كُل مايُزعجه !!!
قطعه حضورِها !! تأخرت اليوم نصف ساعة عن موعِدها !
رؤى : سوري تأخرتْ
ولِيدْ وهو يغلق الأدراج : لأ عادِيْ . . وش أخررك ؟
رؤى : الطريق
وليد بضحك : عجئة سِيرْ ؟
سكنتْ . . أضطربت أنفاسها !!
ضبابْ شيء يُشبه مقهى . . أصوات متداخلة حولها . . لاترى الجالِس أمامها لاترى سوى شفتيه التي تنطقْ : عطيني فرصة بس أحاول أعصب عليك
. . وأنا مالي سلطة على كلامي في حضورك . . . هذا منْ ؟
عادتْ بصوت وليد : رؤى
رؤى : أنت تعرفني ؟
وليد : كيف ؟
رؤى : قبل الحادث !!
وليد بلع ريقه : ليه ؟
رؤى : فيه أحد يشبهك بالكلام يجيني دايم
وليد في نفسه * زوجها ؟ * : لأ
رؤى وهي تحاول التذكّرْ
ولِيدْ : يمكن زوجك !
رؤى : ماأبغى أصدق إني متزوجة
ولِيدْ وهو يقترب مِنها بكرسيّه : ليه ؟ ماتبين تفرحين !! أكيد كان يحبّك وتحبينه
رؤى وإضطراب في قلبِها : لأ ماأبغى
ولِيدْ : ليه خايفة ؟ خايفة من إيش بالضبط !!
رؤى : ماأبغى أعرف وبس
ولِيدْ أبتسم : طيّبْ بيجي يوم ويصير ودّك تعرفينْ
رؤى بضحك : لآ أنا أوعدك ماراح يجي
ولِيدْ : بذكرك بهالكلامْ
رؤى : مستفز !! قلت ماراح يجي
وليد : هههههههههههههههه طيّب هالكلام موثّق وبالتاريخ بعد . . سمعتِي الرواية ؟
رؤى بعفوية : الله يرزقنا هالحُبْ
وليد صمَتْ
رؤى تداركت نفسها وهي تحمّر خجلًا : قصدي يعني مرة حلوة وكذا
,
جلستْ وهي غاضبة : كيف يسوي كذا ؟ يبغى يفشّلني بمعازيمي ؟
أفنان : طيب وش أسوي يمه تعصبين عليّ أنا ؟ كلمي ولدك هالنفسية
أغلقت في وجهها !! وهي تتوعّد ريانْ ,
أفنان : ماراح تروحون القاعة ؟
عبير : بعد شوي خلينا نرتاح مستحيل أروح لهم كِذا
رتيل : الله يستر على الجوهرة !! أحس بتطلع روحي وأنا بس أتخيّل وش بيصير اليوم !! وجهها مرة تعبان وواضِح
أفنان جلست : حسبي على شياطين ريّان زادها علينا
عبيرْ : لايكون للحين حاقد من سالفة منى ؟ بيكون حقير لو عشان كِذا يسوي فيها
أفنان : لآمستحيل !! بس تصدقين ماأستغربْ
رتيل : بس هو حتى ماترك فرصة تبرر يعني عادِي أحيانا أنا أمزح أقول عبير راحت تصيع وتدوّج وش فيها ؟ يعني أبوي بيسمعني وبيقول أووه عبير صايعة وبروح أذبحها .. يختي ولد هالعم مُعقّد نفسيًا
أفنان : بس هو يقول كانت الجوهرة تقولها بجديّة !! غير كذا يوم أنها تكلم واحد كان مزعجها وقامت قالت له حبيبي وهي أصلا معصبة من هالوضع وكانت تبغى تعلّم ريّان أنه فيه واحد مزعجها وسمعها يوم تقولها مع أنها قالتها وهي تتطنز عليه !! وقامت عاد شياطينه ضربها ماخلى فيها عظم سالِم وآخر شيء طلبت الطلاق وطلّقها !!! أنتوا بتنصدمون تخيلوا أمي مخططة له على ريم بنت بو منصور
رتيل : من جدّك !! لآريم ماتصلح له
أفنان : قلت هالحكي لأمي وعيّت تقول هو لريمْ وغير كذا أم ريم موافقة وأبوي كلم أبوها وقال بيجي الرياض يخطبونها رسمي
عبير : ماشاء الله واحد ورى الثاني يتزوّج الدور عليك
أفنان : هههههههههههههههههه لاتهيضين نفسي على الزواج الحين . . عقب الجوهرة ماظنتي
عبير تغيرت ملامحها : ياربي والله خايفة عليها
رتيل : ممكن تكون عين ؟
عبير : العين حق !! بس أفنان تذكري شيء صاير معها
أفنان : أنا منصدمة أصلا يوم كانت تصارخ أحسب داخلها شيء !! مع أنها محافظة على صلواتها والسنن وماتنام الا وهي قارية المُلك ماعمري شفتها مطوّفة حتى أذكارها
رتيل : أجل وش صار ؟
أفنان : كانت تبكي وتجيها فترة تحلم زي كذا وتقول أتركني وأبعد عني
عبير : يمكن بريّان ! هو ضربها عقب سالفة منى
رتيل : لآ أحس الضرب عادي لو عندنا أخو يمديه يصبّحنا بكفّ ويمسينا بكّفْ
عبير : مو كل الأخوان زي بعض , تفكيرك عنيف . . طيب لو قاريين عليها أحسنْ
أفنان : أصلا لاقامت بليل تبكِي قمت وقريت عليها وهي بعد بعدها تصلي ركعتينْ !! أنا أحس شيء ثاني بعيد عن المس والعين !! لأن أحس مستحيل وهي محصنة نفسها بالأذكار
عبير : ماتشوفين عليها شيء ثاني !! يعني تتركينها لحالها
افنان بعد فترة تفكير لثواني : لأ أصلا عُمرها ماجلست بالبيت لحالها دايم تطلع معنا أو نجلس إحنا معها بس ذاك اليوم يوم شافها سلطان
رتيل بصدمة : وين شافها
أفنان : ماقلت لكم السالفة !! كنا طالعين وهي نايمة فخلينها عاد يوم صحت راحت تتروش وخذت منشفتها وفجأة ركضت لبرا وكان البيت فاضي وطاحت عند سلطان تبكِيْ ماكانت تدري أنه سلطان وأبوي أتصل على ريان وقاله سلطان موجود روح له فشلة بعد نتركه وكان الطريق زحمة فطوّلنا على ماوصلنا البيت وشافها ريان عنده وكانت بمنشفتها قام وضربها مررة والله نزفت من رجلها لين راسها . . عاد سلطان يوم كان عند أبوي يشرح له وكذا قام وطلب يتزوجها
رتيل وعبير فاتحين فمّهم ومتنحين !!
أفنان : وش فيكم تطالعون كذا ؟ إيه هذي السالفة اللي صارت
عبير : لو أنا مكانها يمديني الحين بكفن . . الحين سلطان شايفها وطلب يتزوّجها وريان يحسب بينهم شيء أكيد !!
أفنان : عليك نور يقول أنها كانت ترفض اللي قبل عشان سلطان
,
دخلْ وألتفتْ يمينه إذ هي متمددة على الكنبة وبلوزتها مرتفعة لتكشفْ عن بطنها !
تقدّم منصُور لها وهو ينحنِي ليُقبّل بطنها بحُبْ ’
فتحت عينيها بتعبْ وهي التي غفت وكانت تُفكر بأفعال منصُورْ
منصور : وش منوّمك هِنا ؟
نجلاء أستعدلت بجلستها : ماحسيت على نفسِيْ . . نزلت بلوزتها . . ليه مارجعت العصر بعد دوامك ؟
منصُور : طلعت من الدوام متأخر عشان أبوي وطلعت على طول مع يوسف للمزرعة نشوف العمّال !
نجلاء وقفتْ : كليت ؟ أحط لك شيء !
منصور مسك يدّها وأجبرها تجلس : صار لك شيء ؟
نجلاءه بهدُوء : لأ
منصُور : عيونك تقول شيء ثاني
نجلاء شتت انظارها : ولا شيء تطمّنْ . . . وسقطت دمعة يتيمة على خدها لتفضحها
منصُور يمسح دمعتها : ماراح تقولين لي ؟
نجلاء : أنت ماتقولي شي !
منصُور : أكيد بقولك بس بوقته . . لكن أنتِ
نجلاء بضيق وهي تبكي : تعبت يامنصُور . . كل شيء ضدّي ماني قادرة أفرح ولا أنبسط بشيء !!
منصُور : وأنا قلت لك روحي أجهضيه ؟ ياعُمري أنا عصبت بوقتها بس خلاص متقبّل الوضع لاتشيلين هم اني ممكن ماأحبه ولا شيء هذا ولدِي أكيد بفرح فيه
نجلاء : لآتكذب علي !! يكفي الكلام اللي قلته ذاك اليومْ
منصُور : نجول طالعيني
نجلاء تبكِيْ بحِزنْ
منصُور : الحين كل هالبكي عشانك خايفة أني ماأتقبله !! قلت لك والله مبسوط
نجلاء : لا منت مبسوط
منصُور وهو يبتسم : ياشيخة كل هذا عشان ولدِك !! بغار الحين
نجلاء أبتسمت بين دموعها وأردفت : كنت خايفة من ردة فعلك حتى بالمستشفى يوم دريت ماعرفت أفرح كل همّي كيف أقولك !!
منصُور وأصابعه على خدِها ويمسح دمُوعها : الحمدلله على كل حال
نجلاء : ماراح تقولي وش المصيبة اللي أنت خايف منها ؟
منصور أبتسم : لأ . .
نجلاء تمسح وجهها من دموعها : طيب ريّحني
منصور : لاتشيلين همّ !! طيّب ؟
نجلاء وقفتْ : طيبْ بصبر عشانك
منصُور وقف معها : نروح نتعشى برا ؟
نجلاء رفعت حاجبها بإستغرابْ
منصور لم يعطيها فرصة ترد وأردف : مشتاق أطلع وياك . . فيها شيء ؟
نجلاء ضحكت : لأ مافيها شيء
,
دخلتْ قصره بالخُبَر .. كل خلية بجسدها ترتجفْ . . . شعُور مُخيف وكأنها تُريد أن تصرخ * مافيني صبر أذبحني وريّحني *
رد على جواله الذي لن يتركه الليلة على مايبدُو : طيّبْ أنا بكرا نازل الرياض وأشوفه . . . . إيه شوف بو سعود بيرجع الرياض الليلة . . . . على خير . . وأغلقه . . ألتفت عليها وتجمّد وهو يرى انفها الذي ينزف *سبق وأن أخبرتكم أنها من الناس اللي إذا تضايقوا وعصبّوا ينزفونْ*
سلطانْ مّد لها المنديلْ
الجُوهرة عقدّت حواجبها ومع نزيف أنفِها بكَتْ !!
سلطَانْ وسيء جدا بالتواصل مع الجنس الناعِمْ بحكم عمله وبحكم أنه ليس عِنده خواتْ وهذه أول أنثى بحياتِه !!
تشعر بأن ركبتيها لاتقوى على الوقوف ستسقط حتما إن أطال بنظره عليهَا
سلطانْ : نصلي ؟
الجُوهرة وأنفاسها بدأت تتصاعَد وتضطربْ أكثر مع صوته
سلطانْ وهو يستمع لأنفاسها ويعلم مقدار خوفها لكن * وش أسوي * . . توهّق !!
سلطان ذو الهيبة و الذي بنظرة ممكن يُربك شخص أمامه . . سلطان بن بدرِ كأي معرس . . مُرتبك الآن !!
كان الحاضِر بكاء الجوهرة بينهُمْ . . السكون ينتشر بالمكانْ !!
سلطان بنبرة هادِئة : الجُوهرة
الجوهرة وقلبها يرتعش وينتفض . . تقدمت قليلا حتى جلست على الكرسيْ وكفوفها على ركبتيها وتشعر بإختناقْ وضيق بتنفسها لم تشعر به من قبَلْ إلا بتلك الليلة التي غيّرت كل حياتها وأفقدتها جمال الحياة وألوانها
سلطان بلع ريقه وأردف وهو يتفحصها ويفصّلها تفصيل بنظراتِه وبصيغة الأمر : الدور الثانِي أول غرفة على يمينك أدخليها وغيّريْ وتوضّي عشان نصلي وأنا بروح أتوضأ . . . وأتجه للداخل وأختفى من أمامِها
شيء يُحرق عنقها بقُبلاتٍ لن تنساها أبدًا . . ونظرات وهمساتْ تُركيْ العاشِقة تجعلها تتقيأ الوجعْ والألم ! تشعر بالموت وهي تُفكر بتركي في ليلة زواجِها !!
مع أن الجو كان حَار ألا إنّ كانت ترتجفْ برودة . . وضمّت نفسها وهي تُريد أن تطرد تُركي من خيالاتِها ولكنْ فشلت جدًا وتلك الليلة السوداء تُعاد عليها . . . وقفت وبخطوات هزيلة صعدت للأعلى وأتجهت للغرفة الاولى وأول مافتحتها وجدته واقف !!
لا لم أُجّن بعد حتى أتخيله الآن !!
سقطت على ركبتيها وهي تضع كفوفها على فمّها لتمنع شهقاتها وهي تراه أمامها . . . تبكِي وكأن أحدًا توفى للتوّ بل أشد من ذلك
ماإن أبعدت كفوفها حتى آطلقت آآآه موجعه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه . . لآلآلآلآ تكفى لأ
كان يتوضى وشعر بأنينها . . أغلق صنبور المياه . . وصعد للأعلى وهو يدعي بكل الأدعية التي يعرفها . . . شاهدها جالسة على الأرض وتبكِيْ بشدة وآهآآآتها مُوجعة له جدا . . . . أحتضنها من الخلفْ كي يُخفف من رجفتها
الجوهرة صرخت وأردفت وهي تبكي ومغمضة عيناها : أبعددد عنيييييييي . . .أتركنييييي . . لامايصييير والله مايصييييييييير ماني لك . . . . *أردفتها بشهقة وكأن روحها تخرج* . . . يمممممممممممممممممه
بصوت هادىء عذبْ : وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ "
أردف : إنّا أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع وبعزة الله التي لاترام ولا تضام وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذين من الأبالسة ومن شر مايخرج بالله ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ومن شر ماخلق وذرا وبرا . . *كررها* ومن شر ماخلق وذرا وبرا ومن شر أبليس وجنوده ومن شر إبليسه وجنوه ومن شر كل دابة أخذت بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم . . أعوذ بما أستعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ومن شر ماخلق وذرا ومن شر إبليس وجنود ومن شر مايبغي . . .أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
سكنت الجوهرة وهدأت !!
أبعد ذراعه سلطان عنّها وهو يقف ليجلس أمامها : طالعيني !! لاتخافينْ مو صاير شي
الجوهرة تغمض عينيها بشدة لكي لاتراه
سلطان ماإن وضع كفّه على يدّها لكي يطمأنها حتى سحبت يدّها بقوة منه
سلطان : بكون تحتْ إذا أحتجتي شيء . . وخرج تاركها وأغلق الباب من خلفه وأرتجفتْ بشدة !
يارب ريّحني يارب ريّحني
,
في الصبَاحْ *
وهم داخلين البيتْ راجعين من الشرقية !
رتيل : كل هالمحاضرة عشان قلت هالكلمة خلاص ياكلمة أرجعي مكانك
بو سعود ضحك وأردف : إيه ولاعاد تقولينها
رتيل وبغيرة دُون أن تسيطر عليها : لو عبير قايلتها ماتكلمت
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههه طيّبْ
رتيل : إيه شفت لأني صادقة مقدرت ترد وتنكر
عبير بغرور وهي تصعد لغرفتها : يالله الغيرانيين وش كثرهم
رتيل : على تبن
بو سعود يضع باطن كفّه على فمّ رتيل : وش قلت أنا على هالحكي القذر ؟
رتيل : ترى التبن ماهو قذر . . قمح
عبير من الدرج : أروح ملح على الفصحى ياقمح إنتِ
رتيل : أدخلي غرفتك وأنتِ ساكته . . صدق يبه يعني الكلمة عادية أكل الحيوان وبقولها
بو سعود : أحيي ثقافتك عساها دُوم
رتيل : مع أنك تتنطنز بس يالله
بو سعود أبتسم وهو يجلس بتعب على الكنبة : وش أخبار الجامعة ؟
رتيل أبتسمت ببلاهة : تسلم عليك
بو سعود : إن تخرجتي مستعد أسفّرك وأعطيك مبلغ وقدره بدون لااحاسبك لأني داري لو أحب السماء ماراح تتخرجين
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه على كلامك هذا تشوفني مو الكورس الجاي اللي بعده أنا متخرجة إن شاء الله
بو سعُود : ذكرتيني بعبدالعزيز ماشفته . . وخرَجْ
رتيل تآكل أظافرها وهي تفكر . . . بعبدالعزيز !
بجهة أخرى دخلتْ غُرفتها وأبتسمت عندما سقطت عينيّها على اللوحة . . . مع أنها تصارع نفسها كي تُزيلها من جدارها لأنه حرام رسم الأرواح ولكن هوى النفس أقوى !
نظرت إلى بوكيه ورد جديد . . بخطوات سريعة أتجهت وهي تسحب البطاقة " أحب الرياض مِنّك وأحبّك أكثر "
,
في المستشفىَ = )
على السريرِ والغرفة شبه مُظلمة !
والجهاز مُسلط عليها لفحص نظرها .. أبتعد الدكتُور ليتحدثْ مع وليد
الدكتور : هُناك تحسن .. أرى أن نحاول بعملية أخرىَ
ولِيدْ : لكن من الصعب عليها أن تفشَل سترجع آلاف الخطوات للخلفْ
الدكتور : سنجري عده فحوصات لها الأسبوع القادم وسأخبرك بنسبة النجاح ولكن حسب ماأرى الآن . . هناك فرصة كبيرة أن يرجع بصرها
وليد ألتفت عليها : عملية ثانية يارؤى ؟
رؤى : طبعا لأ
وليد : بشرح لك بعد شوي . . * وجه أنظاره للدكتور * أشكرك
الدكتور : من واجبنَا . .
خرج معها
وليد : قال في تحسن كبير ولو سوينا عملية ثانية ممكن تنجح بشكل كبير بعد إرادة الله
رؤى : ماني حقل تجارب كل فترة عملية
وليد : منتي حقل تجارب !! يالله يارؤى أحيانا ودّي أذبحك على هالتفكير
رؤى وقفت : تذبحني ؟
وليد : ياكلمة ليتك ماطلعتي
رؤى أكملت طريقها دون أن تعلّق
وليد : تزعلين بسرعة !! مدري وش هالطبع اللي طلع لك فجأة
رؤى بتعبْ : رجعني البيتْ لأن أمي ماراح تجيني وشكرا
وليد : طيّب ماراح أرجّعك وأنتي نفسك بخشمك !!
رؤى وقفت : ماني زعلانة ولا أنا معصبة بس رجّعني تعبت
وليد : أرضي علينا طيّبْ
رؤى أبتسمت رغما عنها : قلت ماني زعلانة بس تستفزني مرة
وليد : طيّب والعملية ؟
رؤى : لأ ماأبغى أسويها
وليد : عشان خاطرِ أمك !! ماتبين ترجّعين ذاكرتِك . . ماتبين تشوفين صور قديمة لك ممكن تشوف فيها أبوك وأمك وأخوانك . . . وممكن زوجك
رؤى : يمكن غلطانة وماني متزوجة
وليد بنبرة غصبًا عنه خرجت وكأنه حاقِد : ويمكن عيالك
رؤى أرتعشت مع هذا الطاري : مستحيل
,
عبدالعزيز ببجيامته على اللابْ كان يُراقبْ مواقِع لرائد الجوُهي !
وقف وسلّم على بو سعود : الحمدلله على السلامة
بو سعود : الله يسلمكْ . . وش مصحيك بدري اليوم ؟
عبدالعزيز : أشوف مواقع لرائد
بو سعود : عطاك إياهم مقرن ؟
عبدالعزيز : لآ متعبْ أمس
بو سعود : كويّس . . وش أخبارك ؟
عبدالعزيز : مافيه شي مُهمْ
بو سعود ويرى أنف عبدالعزيز المحمّر من الإنفلونزا : تعبان ؟
عبدالعزيز : أنفلونزا * وعطس * الحمدلله
بو سعود : يرحمك الله
عبدالعزيز : يهديكم الله ويصلح بالكم . . محمد بيجي نهاية الشهر الرياض وبشوفه وقتها
بو سعود : بيكون عند الجوهي ؟
عبدالعزيز : أتوقع كذا لأن بعد رائد أتصل وقال عنده أشياء تخصنّي بس أنتظر سلطان عشان اقابله
بو سعود : ماقالك الأشياء تتعلق بأيش ؟
عبدالعزيز : لأ بس قلت له أني مشغول ومتى مالقيت وقت بمرّه عشان نشوف بو بدر بعد
,
تحت فراشه يبكِي كالأطفال . . هي معه . . بجانبه . . له . . عقله لايستوعبْ كُل هذا ’
كل مايُعانق خياله الآن . . ليه تركتيني ؟ أنا أحبك ! والله أحبك أكثر من أمك وأبوك بعد . . . مايحبونك رموك عليه !! ليتك تسمعيني والله ماعاد أجيك بس ليتك عند عيني وأشوفك !!!! * تخيل كيف يُصبر أكثر من يوم دون أن يراها وعاد للبكاء مرة أخرى *
,
يُرتبْ مكتبِه . . جمّع صوره القديمة ليضعها بغرفته بعيدا عن هُنا , وصور غادة بينهُمْ . . كان يُقبل أي صورة تقع أنظاره عليها وكأنه يستعيد بذلك شيئًا من الماضيْ ,
أرسل لعبدالعزيز رسالة * إذا فاضي خلنا نطلع نتمشى . . *
وضع صورها في درجه وخياله يُبحِرْ بها وحدها . . . .. .. لن يتزوّج أبدًا !! هي زوجته بالدُنيا والآخرة !
,
فتحت عيونَها وهي على الفراشْ وبفستانها لم تُغيّرُه , تسلل نور الشمس لعيناها وأزعجتها . . . نظرت للساعة وشهقت وهي لم تُصلي الفجر . . . نزعت فستانها بتقرّف مِنه . . أرتدت بيجاما عادية وأتجهت لتتوضأ وتصليْ الفجر . . . . !!
أنتهت من صلاتَها وفتحت شنطتها لتخرجْ ملابسها وتتروشْ !
جاهدت نفسها كي لاتتذكَر ماحصل بالأمس ‘
في جهة أخرىَ
في الصالة . . على الطاولة واضع اللابْ ومُتعب من العمَل .. تمر الدقائق وساعات الصباحْ ذهبت وهو أمامه
هُناك سرقة مالية واضِحة من رائِد الجُوهي . . تعقّد الأمر بالحسابات عندما علم الجهة المستلمة في حين أنه رائد في تلك الفترة لم يملك كل هذا المال . . . تنهّد وأغلق اللابْ وأسند ظهره وهو يحاول الربط بين خيوط رائد و محمد والمال !!
تذكّر الجُوهرة . . معقولة يكون داخلها شيء !! . . هربت من البيت وممكن تكون ضايقتها اللي فيها . . وأمس تصرخ !! كل شيء يوحي أنه فيها مسْ ! . . اللهم أني أعوذ بك من حضورهم . . . وقف وصعد للأعلى !
فتح باب الغرفة بهدُوء نظر إلى فستانها المرمي على الأرضَ . . . . . تقدّم ويتأمل أغراضها . . . . أتجه لجوالها الذي كان يُصدر نغمة مُزعجه . . كان مُنبه . . . مسكه وهو يُغلق المنبه وألتفت على باب الحمام الذي أنفتَحْ
لم تنتبه لوجوده . . . . رفعت كفوفها لشعرها المبلل !
.
,
أنتهىَ