البـــــــــــ19ــــــارت
.
مرّت الأيامْ وأعتادت رتيل زيارة عبدالعزيز كل صباحْ
دخلت المستشفى والممرضة أعتادتها بهذا الوقت : أهلن يارتيل
رتيل : أهلين ..
الممرضة : آخر فحص له يبشرنا بالخير بس أتمنى ماتخبرينه بأخبار تحزنه
رتيل بعفوية : لا والله ماأقول شيء
الممرضة أبتسمت : طيب تفضلي
دخلت الغرفة وهي تبتسم , تشعر بالحياة هُنا .. ربما لايسمعها ولا يشعر بها ولكن يكفي أنها تراه.
تقدمت له وجلست بجانبه , ومرت دقائق طويلة وهي تتأمل تفاصيله الصغيرة : متى تصحى ؟ وحشتني .. وحشتني نظراتك لما تحقد عليّ . . بس تقوم بحلف لك أني ماعاد أعصبك ولا عاد أسوي شي يستفزك و لاعاد أدخل بيتك ولا أخرب أي شيء . . . . . . . أشتقت لك مررة والله مرررة .. مسكت يده وهي تضغط عليها وتسقط دموعها . . . حتى أبوي كل تفكيره فيك خايف يفقدك .. كلنا خايفين نفقدك .. أنت قطعة من روحه خايف عليك مرررة لو تدري بشوقه لك . . . حتى أنا أشتاق لك . . كل ماشفت البيت كيف مظلم بدونك أشتاق لك ..
كانت أصابعه ميتة بين كفوفها ولكن تحركت وتمسكت بكفّها
رتيل بكت بقوة من فرحتها . . يشعر بها . .يسمعها .. شدّت على كفّه ليشد عبدالعزيز على كفِها وكأنه يخبرها بإحساسه بحديثها
أبتسمت بين دموعها : الحمدلله على سلامتك
كان مغمض عينيه إلى الآن بغيبوبته ولكن يشعر بمن حوله ,
رتيل بصمت وهي تتأمله وكأنه للتو أبصرت لتراه.
رتيل بلعت ريقها وكل غرورها تبخَّر في هذه اللحظة وبخفوت : أشتقت لك
كان يحرِّك أصابعه ودّت لو تفهم حديث أصابعه ..
نظرت للممرضة التي تشير لها بالخروج , أردفت له : تمسي على خير .. ربي يحفظك ويحميك . . وخرجتْ وبعينيها تودّعه
,
تُركي يقتلع من صباحاتها الجمال والفرح , تحاول أن تبعده من طريقها هذا الصباح ولكن يقف كجدار من حديد صعب إختراقه.
أصحيه ولا ماأصحيه .. مفروض يصحى .. طيب كيف أصحيه *كان سؤالها لنفسها جدا عفوي* تداخلت أصابعها بتوتّر وهي تلفظ إسمه : سلطان .. سلـــــطــــان * صوتها كان هادىء يساعد على النوم أكثر من الإستيقاظ *
اخذت جوالها ووضعت منبه بعد دقيقة ليضج بالغرفة ويصحيه .. وضعت نغمة مزعجة ,
أبتعدت حتى تُطيل الوقت عندما تُغلقه
بالفعل سلطان فتح عينيه بإنزعاج من النغمة ,
أغلقتها الجوهرة بسرعة . . خافت أن يغضب من تعقيدة حاجبيه
سلطان ألتفت عليها وبنبرة ممتلئة بالنوم : الساعة كم ؟
الجوهرة : 10
سلطان تنّح في وجه الجوهرة وجلس ثواني يتأملها
الجوهرة أرتبكت ومسكت جوالها وهي تُقلب فيه دون هدف
سلطان كان متنّح يتذكر أي يوم ؟ اليوم إجازته : صحيني على صلاة الظهر
الجوهرة : إن شاء الله
سلطان رجع دفن وجهه بالمخدة وكأنه يعوض الأيام الفائتة بنومه هذا اليوم
الجوهرة أغلقت الستاير حتى تظلم الغرفة ويهنأ بنومه . . هُناك طفل طيّب بداخلها يراعي إحساس من حولها لكن من حولها لايستحقون ذلك.
,
تبتسم كل ماتذكرت " كل أحلامي تنتهي بك دون ثالث " تشعر بالحياة بالجمال بالسعادة بالحُب .. وبعض من تأنيب الضمير لكن كانت منفعلة كانت في أقصى أحتياجاتها .. لاأحد حولها لاصديق تشكي له ولا رفيق يحكي لها شيئًا خاصًا .. الحياة لاتُطاق في هذا القصر , لاتلوم رتيل على تمردها ولكن لاتتجرأ بالتمرد مثلها .. وعندما اتى طيرًا من الخارج يحلق حولها تمسكت بِه وهي لاتعلم من أي بيئة أتَى ؟
لم يتصل ولم يرسل شيء منذ ذلك اليوم , يكفي صوته الذي مازال حيًّا بداخلي.
هو في جهة أخرى
من خلفه : مين هذي اللي ترسمها
غطى اللوحة بسرعة وهو غاضب منه : ثاني مرة دق الباب ؟
: طيب هههههههههههههههههه *عاد للباب المفتوح وطرقه بسخرية* تسمح لي أدخل
هو : لأ
: مجنون ماعاد بِك عقل تفكّر فيه
وقف وهو يتوجه للمغسلة ليغسل كفيّه من الألوان : تارك العقل لأشكالك
: آها وأشكالي كاشفينك
بنظرة إستحقار ألتفت عليه
: بإتصال واحد أضيّعك وأضيع عبير اللي في قلبك مع أبوها
رمى عليه علبة الصابون لتغرق وجهه .. مسكه من ياقته وثبّته على الجدار وهو يهدده : أنا اللي أضيّعك ماهو أنتْ
,
على طاولة الطعام هي وريم وهيفاء
نجلاء : ياعيني يامنصور أشتقت له
هيفاء : جعله يسقى لاأشتقت لحبيبي
ريم بعبط : عاد أنا بالطريق يعني هانت
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه باقي أسبوع وتصيرين حرم ريّان آل متعب
ريم : لاتذكريني يمه خايفة من الشوفة يارب مايطلبْ يمكن يغمى عليّ لاشفته
نجلاء : يوم ملكتي مع منصور أمّك راحت نادت أبوي عشان تخليني أنا ويا أخوك المجنون بروحنا لو تشوفين قلبي يرقص من الخوف بس ياحبي له منصور ماسوّا حركات نص كم معي
ريم : لا مستحيل أكيد منصور ويوسف وأبوي بيكونون موجودين .. لاتخليني أخاف الحين مستحيل منصور يتركنا بروحنا ولا حتى يوسف
هيفاء : عادي قولي ماأبغاه يشوفني أكيد ماراح يحلف عليهم إلا يشوفك
ريم بحالمية : فيني شيء يقول ودِّي أشوفه كذا رزته وهيبته
نجلاء : شوفي الكذابة تقول أخاف بعد .. بدينا حب من الحين
ريم تستهبل : وريّان وآآآه ياريان
: الله الله هذي اللي تستحي
ألتفتوا كلهم على الصوتْ كان يوسفْ ,
نجلاء تنزل بطرحتها ولكن أحكمت عليها أكثر وهي تعلم أن يوسف مستحيل أن ينظر لها
ريم ضاعت من الحياء
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههه
يوسف : شلونك ياأم عبدالله
نجلاء : بخير الحمدلله أنتْ كيفك ؟
يوسف : بخير الله يسلمك
هيفاء : لاأوصيك أفضحها
يوسف وهو يشرب من كوب العصير : عاد أنا ماأنسى لو تموتين إلا بمقابل يعني هالكلام بيوصل لريآآآن وآآآه *قال كلمته الأخيرة وهو يقلد صوتها*
ريم بصوت مخنوق من الإحراج : كنت أضحك
يوسف : شوفي وجهك قلب طماطة يعني من جدّك كنتي تحكين
ريم : يالله يوسف كنت أستهبل حتى أسألهم
يوسف : نصف المزح حقيقةُ حين يقال
هيفاء : درر يابعدي
يوسف : تخجلين تواضعي ياعيني إنتِ
ريم توقف : أنتم تتبلون عليّ . . وتتجه للباب لكن يوسف حملها بين ذراعيه للخارج
ريم : والله إن طيّحتني بذبحك . . نزلّني * ضربت ظهره ولكن قوته أكبر بطبيعة الحال
خرج لحمام السباحة وأسقطه فيها : عشان تتغسلين من الطماط
ريم : ياسامج حقييييير . . خرجت من المسبح وكل ملابسها ملتصقة وأستحت من يوسف . . وش تبي واقف للحين ؟
يوسف: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عقب كلامك هذا خلاص 100 بالمية بقول لريان . . ودخل لمجلس الرجال
,
الجوهرة شغوفة بقراءة الكُتبْ الأدبية لذلك سألت الخادمة : مايقرأ شيء ؟
الخادمة الثرثارة والتي قاربت 20 سنة بالسعودية وآخر 7 سنوات كانت عند سلطان : إيه ماما فيه مكتبة هذا بابا سلطان بليل دايم يقرا .. وتدلها للدور الثالث الذي كان شبه مهجور بالنسبة لها
تأملته قليلا : هذا وشو ؟ *أشارت لإحدى الغرف*
الخادمة : هذا لماما كبير فيه موت
الجوهرة : الله يرحمها
الخادمة : وهذا غرفة فيه يجي بنت ينام
الجوهرة : أخته ؟
الخادمة : لألأ هذا شو إسمه !! آممممم هذا فيه يجيب من سجن وشرطة
الجوهرة دون أن تفهم : يعني أخته ؟ ولا وشو
الخادمة ويبدو ستقول تاريخ هذا القصر للجوهرة كله في هذا اليوم : لا هذا فيه مجنون واجد فيه صراخ كله cry مافيه يضحك مافيه شيء بأدين *بعدين* بابا سلتان يخليه يروح
الجوهرة : زوجته ؟ يعني صار زواج
الخادمة : انا مايعرف بس مافيه زواج هوا كان مجنون بس بابا سلتان مافيه ينام ويا هوَا مافيه زواج يأني *يعني*
الجوهرة ضحكت على طريقة الخادمة بالسرد
الخادمة : انا مايشوف أنتي يضحك بأدين *بعدين* أنا يقول أنتي مثل سوئاد *سعاد*
الجوهرة : سعاد ؟ هذي اللي تقولين أنها مجنونة
الخادمة : إيه أسم هوا سوئاد
الجوهرة وتنظر للمكتبة : هذا الكلام قبل كم سنة ؟
الخادمة : قبل سنة يمكن .. كان يجي رجّال فيه شعر واجد *تشير لذقنها قاصدةً اللحية* يقرأ قران على هوا بس هي في مجنون واجد أنا مايحبي واجد صراخ و يخرع أنا
الجوهرة في نفسها " كان متزوج ؟ طيب ليه وش جننها وش صار بينها وبين سلطان .. أتاها فضول أن تعرف ماجرى بينهم " : طيب ياعايشة
عايشة من كثر الصمت في هذا القصر عند أول محاولة للكلام تسترسل كثيرًا خصوصا أنه الخادمات هنا جميعهم من الجنسية الفلبينية وهي وحدها السيلانية : فيه غرفة ثانية بس بابا سلتان يهاوش في كتب واجد
الجوهرة : وين ؟
عايشة تشير لها للغرفة التي بمقابلها من الجهة الأخرى : حتى يقول حق أنا لاينظف
الجوهرة ليست فضولية لدرجة أن تتخطى الحدود . . أتجهت لمكتبته علّها تلقى كتاب يسليها
عايشة : هذا كتاب كله أنقلش أنا حتى مايفهم هذا شو يقول .. أنت يعرف أنقلش
الجوهرة هذه العائشة يبدو أنها تهوّن عليها الآن , ضحكت وأردفت : إيه
عايشة : أووه أنتي يبي كتاب فيه love مافيه بابا سلتان مايقرا
الجوهرة تلتفت عليها : ههههههههههههههههه ووش دراك أنه مايقرأ ؟ مو تقولين ماتعرفين أنقلش ؟
عايشة : لأ أنا يعرف بابا سلتان شنو يحبي ؟ يحبي هذا كتاب يشوف وجه أنتي يقول شنو فيه أنتي
الجوهرة : علم نفس . . عادي أنا أقرأ علم نفس
عايشة : فيه مرة أنا يكذب عشان هذا مجنون سوئاد هو يعرف أنا يكذب بسرئة *بسرعة*.. ماشا الله هو واجد زين بس واجد تئبان *تعبان* هذا قبل سنة هو يجلس بالهوسبيتال*مستشفى* ثلاثة شهر مايدري شنو سار *صار* بس هرامي الله يآخد هادا هرامي *حرامي*
الجوهرة : ههههههههههههههههه . . ألتفتت على المكتبة وهي تبحث بين الكتب .. وأستغرقت وقتْ طويل أمام صمت الخادمة وأخيرا ..
سمع بضحكات وصوت في الأعلى .. صعد وأول مارأته عايشة خرجتْ لأنها تخاف منه
ودون أن تلتفت وهي مازالت مركّزة بالبحث عن كتاب يُثيرها : طيب عايشة أنتِ ترتبين الكتبْ ؟
من خلفها وظهرها يلتصق ببطنه ويده تمتّد بجانب خدها ليُسحب إحدى الكتب وهو يهمس بإذنها : أظنه بيعجبك
كاد يُغمى عليها من قُربه لهذا الحد .. ألتفتت وهي تبحث عن المخرج من قربه وليتها لم تلتفت , ألتصق ظهرها بالمكتبة ويديه الإثنتين تحاصرها من الجانبين وكان قريب جدا منها لايفصل بينهما شيء
الجوهرة بلعت ريقها توتّرت جدا , أرتبكت ستبكي لو أطال بقربه هذا
سلطان أقترب أكثر وأنفاسه تختلط مع أنفاسها ,
الجوهرة أبعدت رأسها قليلا لتأتي قُبلته قريبة من شفتيها وبقبلته سقط الكتاب من كفيّها , أبتعد عنها لينحني ويمد لها الكتاب
الجوهرة صدرها يرتفع بصورة عجيبه ويهبط من نبضها المتسارع.
سلطان أخرج جواله من جيبه وردّ عليه وهو ينزل للأسفل : أبشر الله يسلمك
الجوهرة جلست وأقدامها لاتحملها , وضعت أصابعها على شفايفها وهي تتذكر كيف قبّلها .. قلبها سيخرج من مكانه من تسارع نبضِها .. إن أقترب مني هذه المرة فهو قادر على الإقتراب دائِما .. لن أستطيع أن أدافع عن نفسي أبدًا.
,
في عصرٍ جديدْ , عصر الرياض هذه المرة جميل وجميل جدًا عند رتيلْ ..
رتيل وتعمل حالها ماتعرف : صدق ؟
بو سعود ويشرب من قهوته : إيه قال الدكتور بدا يستجيب للأصوات لكن يبيله فترة حتى يصحى
رتيل أبتسمت ببلاهة : الحمدلله
بو سعود بنظرة على إبتسامتها
رتيل تداركت نفسها : مبسوطة يعني شفتك خايف عليه وأرتحت من راحتك
بو سعود أبتسم : الحمدلله على كل حال .. وش رايكم تروحون تختارون له أثاث جديد لأن ابي أغير البيت كله
رتيل بحماس : وبتصبغه صح ؟
بو سعود :إيه أبيه يرجع ويحس نفسه ببيت ثاني ماودِّي يتذكر شي من اللي صار له
رتيل : طيّب أنا أروح وأختار له .. يعني متمللة مرة من جلستي خلني أنا وعبير نختار له
عبير : أيوا بكرا الصباح نطلع
رتيل : طيّب بكرا أرسلكم الفلوس
رتيل : أنا عندي ماله داعي . . ماصرفت هالشهر شي
عبير تهمس لها : من وين جايك الكرم ؟
بو سعود بشك في عقل رتيل : عسى دوم حالك كذا
رتيل : لاتعدّلنا ماعجبكم ولا أنهبلنا ماعجبكم بعد
بو سعود : ههههههههههههههه مين قال ؟ بالعكس هالشهر أنا راضي عنك تمام الرضا
رتيل تبتسم : يارب دوم تكون راضي عنِّي
بو سعود : بس إن كان الهدوء اللي يسبق العاصفة ساعتها بنقرأ عليك الفاتحة
رتيل : ههههههههههههههههه والله مافيه شيء بس قمت أفكّر أنه هالدنيا فانية ووش أحب من الواحد يكون راضي عن نفسه وربه راضي عنه وأبوه راضي عنه
عبير مقدرت تتحمل وضحكت بقوة وأردفت : عطوني كفوف عشان أصدّق أنه رتيل قدامي
رتيل رمت عليها المخدة : لاحول ولا قوة الا بالله أنتِ وش حارق رزِّك ؟
بو سعود بإبتسامة رضا : الحمدلله يعني صحيتي على نفسك
رتيل هزت راسها بالإيجاب
بو سعود وقف ليذهب ولكن أنحنى لرتيل ليفآجئها بقبلته على رأسها
رتيل بخجل وقفت وقبّلت جبينه ورأسه
,
واقفة أمام الشباك والمطر يتساقطْ .. والمطر له علاقة بالحنينْ *
والدتها : وخلصنا الحمدلله .. فيه بعض الأشياء ماراح نآخذها بنتركها بالشقة
رؤى بصمتْ وهي تسمع لأصوات العابرين وزخات المطر على الطريقْ
والدتها : سكرت الصالون قبل أمس والحمدلله أرباحه تكفينا لـ 3 شهور ماعلى ألقى شغل بباريس ونبدأ من جديد
رؤى وأيام طويلة تعيسة مرت عليها في الفترة الماضية دون أن تسمع صوت وليد .. في غيابه عنها وأمام إصرار والدتها على نسيانه زاد حُبّها له
والدتها تُكمل : بنروح لعيادة كويّسة تسوي لك العملية ويارب ترجعين أحسن من قبل و بتكونين صداقات من جديدْ وتشتغلين الحمدلله معك شهادة الكل يحلم فيها .. وبنكمّل حياتنا إحنا قادرِين بعون الله
رؤى ببحة دُون أن تلتفت : بنكمّل بالكذب ؟
والدتها : بنبدأ صفحة جديدة وبننسى كل شيء .. أنا وياك وبس ماراح نفكر بالماضي
رؤى : الماضي هو أنا كيف تمحيني كذا بسهولة ؟
والدتها : أنا أبي لك حاضر و مستقبل وش يفيدك الماضي ؟
رؤى : اللي ماعنده ماضي ماعنده مستقبل ماعنده حاضر ماعنده شيء إذا هو مبهم !!
والدتها : أنا عارفة أنه هالكلام مو كلامك هذا كلام وليد
رؤى ألتفتت وهي تبكي : لا ماهو كلامه هذا كلامي أنا
والدتها : وليد مايحبّك وليد مجرد دكتور لك أفهمي
رؤى تصرخ : لآ ماهو مجرد دكتور
والدتها : دكتور يايمه وبينساك لو تجينه بعد كم شهر بيقولك عفوا ماأعرفك
رؤى تسقط على ركبتيها لينوح قلبها وتبكي عينيها بشدة وهذا وقت الإنهيار : وليد يحبّني .. يحبني , أنت ماتعرفينه ماتعرفين لما يحكي وش يصير فيني .. لاتقولين بينساني ماراح ينساني أنا أعرفه وقلبي يعرفه وكلّي يحبّهه
والدتها تجلس على الأرض بجانبها وتحاول أن تحتضنها لكن رؤى تبتعد بنفور
والدتها : يمه لاتتعبين قلبي عليك .. لو يبيك كان جاك لو يبيك ماصبر كل هالأيام بدونك .. بس هو مايبيك ولا يبي يسمع صوتك وبسرعة أصلا نساك حتى ماكلّف روحه يتصل عليك
رؤى بضيق تبكِيْ
والدتها وهي من قالت لوليد أن يبتعد عن إبنتها : لو يحبّك وهو يعرف أنك للحين ماسافرتي كان ممكن يتصل يتطمن عليك . . بس هو يعاملك كمريضة عنده وبس
رؤى وعقلها يقتنع بكلام والدتها لكن قلبها يرفض .. أجهشت بالبكاء في قلبها حنين كبير لوليدْ.
رؤى : يمه لو أنه حبّه في قلبي بسيط كان قلت بنساه لكن أنا يوم عن يوم يكبر حبه في داخلي بدون إرادتي . . يايمه أنا قلبي معلّق فيه مقدر أتحكم بالحُب ليه ماتفهميني
والدتها تضمها : ربي يهدي قلبك للصواب
,
تحت المطرْ جالس متأمِلاً والعابرين أمامه يخشون المطرْ أن يُبللهمْ .. *
زخات المطر أغاني منسية توقظ في قلبه حُب يعمل جاهدًا أن يدفنه في داخله
ليتني ماكنت دكتُورك .. من أول يوم من أول بكاء لك شفت بعيونك حكي خلاني أنسى اني دكتورْ ,
ظنيته إعجاب عابر وينتهي .. عُقب كل هالشهور أنا متأكد من شعوري يارؤى
جددتي في داخلِي الحب بعد الجوهرة .. يمكن الجوهرة ماحبيتها كثرك لكن كنت أحلم بأشياء كثيرة تجمعني بها .. ماعمري سمعت صوتها ولا سمعت رايها بموضوع كانت نظرة اللي علقتني بِها رغم أنه زواج تقليدي لكن حبيتها أكثر من روحي .. فترة طويلة مرت عشان أنساها عشان أنسى خيبة الأمل اللي مريت فيها .. كنت أعيش عشان يومي وشغلي المملْ وأسمع شكاوي الكل .. وأعطيهم الحلول بس محد كان يسمعني .. لاأم ولا أخت ولا أحد .. كنت أرتاح لك لأنك مسلمة وبعدها أنك سعودية ماكان يحتاج مني جهد عشان أفهم بعض المعتقدات .. كنتِ مسلمة أقدر أعطيك الحجة من كتاب الله لكن غيرك كنت أجاهد عشان أعطيهم حل وأنا حلولي كلها تنتهي عند ربّي هو وحده الشافي وهو وحده من يخلق السعادة في قلب العبد .. أنتِ وش فيك ماينحبّ ؟ عينك لاحكت و لا من الخجل صابك . . أنتِ كلك تنحبّين ؟ أنا تأكدت بحبِّي يوم كنت أنتظر الوقت اللي أشوفك فيه وأسمعك .. تأكدت لما عقلي وإن أنشغل خطفتيه من هالشغل لين صرت أفكّر فيك بليلي ونهاري .. أنا أحبّك وأبي تصير لي معجزة تجمعني بِك .. ودِّي لو هالزوج ميّت ولا مطلقك .. ودِّي لو أنك تحلمين وماهو حقيقة !! ليتني شفتك قبل الحادث . . ليتنا بغير هالمكان .. بغير هالظروف .. ليتنااا !!
,
في المستشفىَ – غرفة عبدالعزيز –
ممسك كفِّه بعد أن تلى بعض الأيات التي يحفظها عن ظهر غيبْ , أردف بهمس المشتاقين : أشتقت لك .. تدري أنتم عايلة تهيضّون نفوسنا على الشوق وتعذبونا بحبكم ... عبدالعزيز .. أدري أنك تسمعني .. لاتتركني والله ماعاد لي مقدرة على فراق ثاني .. أصبّر بعيونك حنيني للغايب . . لاتغيب أنتْ بعد ... مين لي بعد الله غيرك ؟ وين أصبّر القلب من بعدك ؟ يكفي ياخوي شاب راسي من هالفراق والله شاب .. لا خذاك الموت من يصبّر هالروح ويهدّيها ؟ أنا محتاجك محتاجك كثير .. مشتاق لأيامنا مشتاق لضحكتنا .. مشتاق لفرحنا .. مشتاق حتى لإستفزازنا لبعض .. مشتاق لسهراتنا آخر الليل .. مشتاق لعتبك لا أنشغلت عنك بغادة . . مشتاق لك ومشتاق لغادة ومشتاق لضحكاتنا .. سقى الله يوم جمعنا ..سقى الله أيام باريس .. سقى الله ياخوي يوم كانت الضحكة ماتغيب من شفاهنا .. فقدت كل شيء فقدت اللي أهوى الحياة عشانها .. وإن فقدتك ؟ مدرِيْ وش بيصير فيني ؟ .. *بدأت دموعه بالإستقرار على كفّ عبدالعزيز* .. ببحة ناصر الموجعة لكل من يسمعها وإن كان غريبًا أكمل : ماأشتقت ؟ ... طوّلت والله طوّلت وأنت على هالفراش !! أنت لو تطلب روحي بترخص عشانك بس قوم .. هالموت يهد الحيل يهد الرجّال والله يهدّه .. تذكر لما كنا جالسين عند صقر لما قلت أحس بعد 20 سنة بكون مع عيالي ويّاك في الرياض تذكر ... أنا الله خذا اللي بتجيب عيالي لكن أنت .. كنت مشتاق للرياض كل طموحك أنك تكوّن أسره ويكون لك شغل في الرياض .. عبدالعزيز ماعاد قلبي له مقدرة ماعاد له حيل يتحمّل كل هذا .. طيب تذكر يوم طلعنا مع غادة وهديل للندن يوم قلت أنا لاتزوجت ماراح أتزوج من ربعي عشان ماأحد ينشب لي فيها زيّك أنت وغادة ...تذكر ضحكنا لما قلنا لك ماردّك بتتزوج وحدة من الرياض ولها أخوان لو تموت ماخلوك تطلّع معها قبل العرس .. تذكر أول طلعة لنا بليل أنا وغادة لما نشبت معنا وأستفزيتنا أنا وياها .. وبعدها ضحكنا لين بكيناها .. *أبتسم بين دموعه* عبدالعزيز كل ذكرياتي معك لاتقتلها يكفي أختك .. لاتجي أنت وتنحرها .. تذكّر فرحنا طيب تتذكّر تخرجنا بالجامعة لما سهرنا لين الصبح وجاء أبوك وهزأنا تهزيئة العمر وبعدها قمنا نضحك عليك لما قمت تتحلطم وتقول لو يطلع شيبي بيعاملني أبوي زي البزارين .. ياعبدالعزيز أنت أخو هالدنيا وبالجنة يارب .. أنت الصديق اللي غلاه ماينمحى .. *شد على كفّه وأنحنى وهو يقبّل كفّ صديقه ببكاء * .. أنا دموعي بِك محدن يلومها والله محدن يلومها
يُتبع