الجزء الواحد والاربعون
ببيت أبو أنفال..
كان عبدالملك واقف يناظر أخته وهي بزواية جالسة بالحوش وهي باين عليها مهمومة وضايقة لفت انتباهه بطنها اللي ملاحظ عليه من فترة لما يجلس معه بغرفتها تقدم لها وجلس جنبها .. فزت لما جلس اخوها ..مسك كفها بهدوء : الى متى هالانعزال من الكل ؟!!
أنفال بتوتر وهي تحاول تخفي بطنها : غريبة جاي هنا؟
عبدالملك لف وجلس مقابلها : ليه متعزلة العالم كله من الجامعة لغرفتك ومن غرفتك للجامعة ولو كثرتي جلستي هنا بالحوش وحدك مع حر الرياض..
أنفال بشرود وهي ضامه نفسها: آحب العزله..
عبدالملك رحمها: لييه؟
أنفال تعاند دموعها وتمسحها كل مانزلت: آحسسن .. كل ماجلست هاوشتني امي وأبوي يقط كلام وخالاتي طفشوني بالنصايح وجدتي زعلانة مني.. ياخوي العزلة ابرك من هالدنيا ومافيها ..!
معاد ابي الي يشّدني عن احوالي ..
| العزله| .. ابركْ من الدنيا ومافيها
أجلس لحالي وأنادم النفس لحالي ..
مهمّومة وهمّومي الله لا يحييّها ..!
عبدالملك سكت شوي وقال: طيب الى متى راح تخبين موضوع حملك ؟!
لفت عليه وناظرته بسرعة ..وبعيونها نظره توحي بالصدمة شلون درى ..!
عبدالملك حس في ارتباكها : أنفال لازم تقولين لامي ..
أنفال دمعت وتركت العنان لدموعها : لاني قاعدة احاول اجهض هالطفل مابيييه .. أخذت كل شي ممكن يجهضه بس ماطاع..
حطت راسها على ركبها وهي تبكي .. احتواها أخوها وهو مقرر يكلم عمر ويعلمه عن سالفة حملها ..
.
.
.
ببيت أبو عبدالله ..
نزل عبدالله من السيارة بمساعدة أخوانه ابتسم: اقدر اتحرك وامشي عليها بس العكازات لاجل تساعدني ولااضغط عليها ..
سنده فواز وبدر .. ومتعب كان يسكر باب السيارة ..
عبدالله لف عليه :متعب لاهنت جيب الشنطة الوسط ..
متعب: تامريني..
راح فتح السيارة وطلع الشنطة الوسط ..
دخل عبدالله وكانت امه وأبوه وحدهم بالصالة ويتقهون قبل المغرب بشوي..ناظرت امه ومسكت يد أبوعبدالله ولاهيب مصدقة ولاقدرت تتكلم..
عبدالله تعكز الين وصل بس ممدى وقامت له امه وهي تبكي :ياننننور عييييوني ..
انحنى عليها عبدالله وطاحت وحده من العكازات وهي لامه امه بيد وحده ومحتويها والثانية متعكز عليها وهو يبوس راس امه وخدودها :ييمه يابعد عييني ..
أبوه كان واقف ويناظر والدمع مخترق لحيته وينتظر عبدالله يجي لاجل يسلم عليه .. مشى عبدالله وضم أبوه اللي بكى بوقاره وكبر سنه بكى ولده اللي بسببه صار عليه الحادث والحين ضامه ولا بقلبه شي عليه ..
جلس بين ابوه وامه اللي رجعت احتوته لصدرها : ياضي عيني وراه ناحف؟
بدر ابتسم: يمه بيرجع لجسمه بعون الله بس توه بفترة تأهيل..
أبوه حاط يده على فخذ ولده: سامحني ياعبدالله ..
ابتسم عبدالله بسامحه وبطبعه المعروف ..باس راس ابوه وقال: أحد يبه يزعل وأوسط أبواب الجنة مختصه ببركم..
عن أبي الدرداء قال : أنَّ رجلاً أتاه ، فقال : إنَّ لي امرأة ، وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها . فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه " وربما قال سفيان : إنَّ أمي ، وربما قال : أبي . وهذا حديث حسن صحيح.
وقال غيره : إنَّ للجنة أبواباً ، وأحسنها دخولاً أوسطها ، وإنَّ سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو محافظةً على حقوق الوالدين ؛ فالمراد بالوالد : الجنس ، أو إذا كان حكم الوالد هذا فحكم الوالدة أقوى.
كان الكل يتكلم الا فواز كسرة بخاطرة وغصة وقفت بحلقه وهو يناظر أخوه يالله يمشي على رجلة ..