بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عندما نضحي ونحرق عصب عروقنا ..
ونغلي دمائنا .. ونشغل بالنا وفكرنا ..
ونجند أنفسنا لغيرنا ..
ونحرم أجسادنا وقلوبنا من مرح الدنيا وجمالها..
ونغضب ونقهر ليفرح من معنا ..
ونقلق ونتقلب لينام حبيبنا ..
وتتفجر أجسامنا ألف مرة في اللحظة الواحدة ...
ونناضل ونعارك ..
وتموت طموحاتنا ثم نعود من أجلهم ..
فيكون بديل كل ذلك بالجحود ..
وليكون بديله المزيد من الاستنزاف دون العطاء ..
ويكون بديله الخداع .. والقتال ..
عندما نحتاج إلى وقوفهم بجانبنا ..
ويحقر ويصغر صورتك ..
في اعتقاده بأن ذلك يزيد من جمال صورته ..
ليضع كل ما بينه وبينك تحت أقدامه لإذلالك ..
تكون هذه الورقة السوداء في حياتنا ..
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
مقربون مقربون ..
شئنا أم أبينا مقربون ..
نقدم .. ونتنازل .. ونخلص ..
ونكون أصحاب المواقف معهم ..
وفي النهاية نحن معدمون ..
مقربون منهم وهم غرباء عنا ..
نقف بمصائبهم وحاجاتهم ..
ليكون هو الواجب علينا ..
فيقفون بجوارنا ليكون المقابل بالنسبة .. وبعدد معلوم ..
مقربون وهم يكرهون الخير لك ..
مقربون وهم ينظرون للقمة العيش !..
التي كان صاحب الفضل فيها هو رب العزة والجلالة ..
مقربون وهم يتمنون الخير لغيرك ..
أو أن تحرق .. ولا تصل ليدك وجيبك ..
فهم المقربون .. والحاسدون ..
والورقة السوداء في حياتنا ...
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
طيبتنا مع ناس .. لا يستحقون ذرة طيبة ..
نقنع أنفسنا بأنهم سوف يقدرون .. ما نفعل من أجلهم ..
ونصبر أنفسنا قائلين : سيفهمون ما نفعله غدا ..
ولكن دون جدوى ودون (إحساس) ..
فنسبقهم في عمل واجباتهم ..
لا ننتظر كلمة شكر وكل مانريده هو :
(لمسة إحساس) ..
تجعلنا نصبح أكبر من كل هذا الكون ..
ولكن يتضح في النهاية ..
أن مانفعله في وجهة نظرهم ..
هو واجب علينا ويجب أن نفعله .. من دون شكر ..
كن معتدلاً في عطاءك .. فأعطي من يستحق على قدر عطاءه لك معتدلاً عطاءك.